تفاصيل حصرية وحقائق تُنشر لأول مرة عن المجرم ( قاسم فارس اغا كويي)* مستشار فوج 85 ما كان يعرف بـ ( افواج الدفاع الوطني ) :
ملف المجرم ( قاسم فارس اغا كويي ـ مستشار فوج 85 الصدامية ) والمعروف بـ( قاسم اغا ) مليء بالجرائم البشعة ضد ابناء جلدته والاحزاب الكوردستانية والعراقية المتمثلة بالحزب الشيوعي العراقي , وهنا اتطرق باختصار الى جريمة بشعة نكراء اخرى ارتكبها المجرم ( قاسم اغا ) بحق ( 4 ) من عناصر بيشمه ركة الاتحاد الوطني الكوردستاني في عام 1983 عندما كانوا عائدين من سهل اربيل باتجاه قرى كويسنجاق وتحديدا قرية ( پيره ر ) الواقعة بالقرب من جبل ( باواجي ) الذي يشرف على مدينة كويسنجاق ،تلك المدينة التي كانت محروثة بربايا الجحوش ـ المرتزقة ـ التابعة للنظام البعثي الشوفيني وخاصة بعد عام الانفال .
تفاصيل الجريمة :
في يوم الثلاثاء المصادف 7ـ 6 ـ 1983 توجهت مفرزة من مقاتلي الاتحاد الوطني الكوردستاني المؤلفة من( 11 ) بيشمه ركة من (سهل اربيل) باتجاه قرى ومناطق مدينة كويسنجاق للإلتحاق بسريتهم ( سرية 91 سفين ) بعد ان انجزوا مهمتهم العسكرية بنجاح .
وصلت المفرزة إلى قرية ( پيره ر ) الواقعة في الجهة المواجهة لمدينة كويسنجاق والقريبة من جبل (باواجي ) المطل على مدينة كويسنجاق , وفي تلك الظروف الغاية بالصعوبة , قرر أمر المفرزة أخذ فترة استراحة في القرية المذكورة, بعد ان بدأ التعب والإرهاق الشديد عليهم , حيث وصلوها في وقت متاخر من النهار . إتفق الجميع على تناول طعامهم في القرية بعد ان ابتعدوا قليلا عن انظار ومخاطر السلطة وجحوشها وجواسيسها وكمائنها الغادرة , وبسبب قرب مكان اختفاء المفرزة من الشارع الرئيسي ( اربيل ـ كويسنجاق ,المحاط بربايا الجيش والجحوش ) وضع امرالمفرزة حراسة مشددة إستعدادا لأي طارىء, بعد ان تم الاتفاق على مغادرة القرية فجراً قبل شروق الشمس تحسباً لكل الاحتمالات ….!, الا ان الحرس المكلف بنوبة الحراسة الاخيرة استسلم للنوم وترك مصير المفرزة المنهمكة بيد المجهول , و مع إطلالة الفجر حاصرت قوة كبيرة من الجيش تتقدمها قوة من الجحوش التابعة لفوج المجرم (قاسم اغا , أحد أصدقاء الطاغية صدام حسين حسب اعترافه الشخصي في مقابلة مع فضائية ـ NRT) وباشروا فورا بالهجوم المباغت وبأطلاق نيران كثيفة من جميع انواع اسلحتهم باتجاه البيوت التي استضافت عناصر البيشمه ركة , فأضطرت المفرزة لدخول في معركة غير متكافئة فى العدد والعُدَّة , وبعد إشتباك استمرت لاكثر من ساعة , تم اسر اربعة من مقاتلي الاتحاد الوطني الكوردستاني بعد ان اصيب اثنين منهم بجروح بالغة بعد ان وقعوا صريعا لنيران قذائف ( ار بي جي 7) وطلقات المهاجمين المكثفة , واستطاع من تبقى من المفرزة، الإنسحاب باتجاه جبل باواجي وأزيز الرصاص يلاحقهم كظلهم , حيث تحصنوا هناك بعد ان تمكنوا من اختراق الطوق القاتل المفروض عليهم….
تم نقل الاسرى ( الضحايا ) الاربعة فورا الى مديرية الإستخبارات العسكرية في كويسنجاق بعد ان كبلوهم – ورموهم في سيارة عكسرية , وبعد التحقيق والتعذيب نقلوهم الى سجن منظومة كركوك ـ حيث لاقوا فيه شتى أنواع التعذيب الهمجي ـ وثم اُرسلوا إلى (مسالخ الشعبة الخامسة) سيئة الصيت ـ والتابعة للإستخبارات العسكرية الصدامية الواقع في الكاظمية , وهناك وضعوهم في زنزانة لاتتسع لاربعة معتقلين ,حشروا بها اكثر من 20 معتقلا سياسيا , وبدأوا معهم بسلسلة طويلة من التعذيب الوحشي ( الجسدي والنفسي ) والضرب المبرح واستخدام الاسلاك الكهربائية المربوطة في الاماكن الحساسة من جسدهم , الا انهم بقوا صامدين ولم يعترفوا , وتمسكوا بأقوالهم أمام ذئاب ووحوش التحقيق في (مسالخ الشعبة الخامسة ) على انهم (هاربين من الخدمة العسكرية ) وليس لهم اي علاقة مع اي جهة او قوى معارضة مسلحة .
في بداية شهر ايلول 1983 , قررت الشعبة الخامسة في الاستخبارات العسكرية العامة إحالة المعتقلين الاربعة الى (محكمة الثورة) سيئة الصيت التي كان يعمل بها المجرم (عواد حمد البندر) بصفة رئيس المحكمة , و بعد مثولهم أمام المجرم ( عواد البندر) المعروف بإصدار أحكام شديدة ـ اصروا على إفادتهم بأنّهم (هاربين من الخدمة العسكرية) وليس لهم اي صلة مع جماعات كوردية مسلحة , وعليه قرر المجرم ( عواد البندر ) تاجيل الجلسة إلى اشعار اخر .
(لماذا تكذبون ولاتعترفون بالحقيقة يا مخربين ) ….؟
بتاريخ 13 ـ 11 ـ 1983 , تم إحالة ملف المعتقلين الاربعة مرة ثانية الى (محكمة الثورة) , واثناء دخولهم الى قاعة المحكمة تفاجأوا برؤية جلادهم المجرم ( قاسم اغا كويي ) … نظر إليهم المجرم ( قاسم اغا ) نظرة إستخفاف وقال لهم بلغة عربية (مكسرة ) : ( و الله تستاهلون اكثر من ذلك , لماذا تكذبون ولاتعترفون بالحقيقة يا مخربين ) ؟ , وثم تحدث ( قاسم اغا ) بالتفصيل الممل عن تفاصيل احداث عملية ملاحقة المفرزة من قبل جواسيسه قبل عبورهم الشارع الرئيسي الذي يربط بين ( مدينة اربيل وكويسنجاق ) وحتى كيفية دخولها تلك القرية وتشخيص الامكان والبيوت التي استضافتهم والتي اعتمدت على معلومات استخباراتية دقيقة جدا …وفي الاخير وضع ( قاسم اغا ) يده على المصحف ونظر الى المجرم ( عواد البندر ) وقال : ( اقسم بالله العظيم سيدي …إن هؤلاء المخربين و المتهمين الماثلين أمام محكمتكم الموقرة هم من عناصرالمخربة التابعة لزمرة جلال الطالباني العميل, تم القاء القبض عليهم من قبل فرسان فوجي وباشرافي الشخصي في مواجهة وصِدام دامت اكثر من( 90 ) دقيقة بالقرب من مدينة كويسنجاق) .
وبعد ان ادلى المجرم ( قاسم اغا) بشهادته ـ حكمت المحكمة على المعتقلين الاربعة بالإعدام شنقا حتى الموت ومصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة , بعد ما أدينوا بـ(الخيانة والإنتماء الى زمرة جلال الطالباني ـ حسب وصفهم ) …..
اسماء البيشمركة ( ضحايا الجلاد قاسم أغا ) :
1 ـ ولي قادر سعدي .
2 ـ عبد الستار احمد طه .
3 ـ سليم رشيد صالح .
4 ـ عبد الصمد صالح .
( سجن ابو غريب ـ قاطع الإعدام) :
وبعد المحاكمة الصورية الهزيلة وإصدار الحكم على المعتقلين الاربعة بالإعدام شنقا حتى الموت ـ اقتيدوا فورا من قاعة المحكمة الى محطتهم الاخيرة .. ( سجن ابو غريب ـ قاطع الإعدام) واصبحوا نزلاء زنازينه المتعفنة والمكتظة بالسجناء والموبوءة بالأمراض القاتلة والمزمنة) .
وبقوا في سجن (ابوغريب ) سيء الصيت الممتد على أرض مساحتها تبلغ 280 فدانا والواقع على بعد 20 ميلا من مركز بغداد , بقوا هناك لمدة 3 اشهر ينتظرون مصيرهم المحتوم .
من غرفة الإعدام الى قرية باليسان :
كانت كوردستان تمر حينها بظروف قاسية جدا وفي غاية الصعوبة , وخاصة عندما دخل الاتحاد الوطني الكوردستاني بزعامة (جلال الطالباني )في عام 1983 منفردا في مفاوضات مباشرة مع نظام البعثي الفاشي واعلنوا وقف إطلاق النار بين الجانبين ، وبحسب بند من بنود الإتفاقية وقعت عملية التبادل للمعتقلين بين الطرفين ,وعليه تم الافراج عن جميع المعتقلين التابعين للاتحاد الوطني الكوردستاني وبضمنهم المعتقلين البيشمركة الاربعة القابعين في زنازين الاعدام الرهيبة في سجن ابو غريب ـ قاطع الاعدام ـ ,وبصدفة اقرب من الخيال أفلتوا ومعهم المئات من السجناء السياسيين من حبل المشنقة والتحقوا من جديد بمقرات وقواعد حزبهم العسكرية في قرية (باليسان) التابعة لقضاء شقلاوة بمحافظة أربيل…..
نعم … هذه تفاصيل جريمة جديدة تضاف الى سجل المجرم الهارب ( قاسم اغا مستشار فوج 85 الصدامية ) الحافل بالجرائم والانتهاكات ضد ابناء جلدته وبيشمركة الاحزاب الكوردستانية وانصار الحزب الشيوعي العراقي .
ان هذه الحقيقة تثبت بلا ريب , إن (المجرم قاسم اغا) لم يكن فقط ( جحشاً وجلاداً يُطارد القوات البيشمركة ويأنفل عوائلهم ويحرق قراهم , وانما كان يحضر ويتابع ايضا جلسات ( التحقيق والمحاكمات الصورية ) و يدلو بشهادته أمام سلطة (التحقيق والمحاكم ) لإثبات التهم على ضحاياه ان لزم الامر .
هذا هو ( قاسم اغا ) الذي قدم خدمات كثيرة لاتحصى لمسيرة حزبه الفاشي وسيده المعدوم … !!
والان يعيش حرا طليقا في مدينة اربيل …. !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* (قاسم فارس طاهر مصطفى الغفوري ) المعروف بـ (قاسم اغا ) مقيم حاليا في اربيل مع عائلته ويعيش حياة الملوك والامراء , وهو مستشار فوج( 85 ) ما كان يعرف بـ ( افواج الدفاع الوطني , او الافواج الخفيفة او(الفرسان) في عهد صديقه ورئيسه المعدوم , و عرفوا بـ (الجحوش و المرتزقة) في الاوساط الشعبية و ذلك استهزاءاً بهم وكرها لسلوكهم و لعمالتهم للنظام العراقي البائد ) . من الجدير بالذكران القضايا الموجهة إلى المتهم (قاسم اغا) بلغت نحو( 42 )قضية جمعت في( 19 )اضبارة تحقيقية .وعليه اصدرت محكمة( كويسنجق )مذكرات توقيف بحق المتهم منذ العام 2003 لكنها لم تُفعل بحجج واهية .