اغتيال ماجد عبد الكريم في السويد عام 1985: قضية سياسية ذات أبعاد عميقة في 1985، شهدت السويد واحدة من الأحداث المثيرة التي تضاف إلى قائمة العمليات الاستخباراتية المعقدة، حيث اغتيل المعارض العراقي *ماجد عبد الكريم* على يد **المخابرات العراقية**. كان هذا الحدث جزءًا من حملة أوسع قادها النظام العراقي آنذاك لاستهداف المعارضين في الخارج، خصوصًا أولئك الذين كانت لهم مواقف سياسية معارضة لنظام صدام حسين.
خلفية ماجد عبد الكريم ماجد عبد الكريم كان شخصية عراقية معروفة بنشاطه المعارض لنظام حزب البعث الذي سيطر على السلطة في العراق منذ عام 1968. كان عبد الكريم عضوًا في حزب سياسي يساري عارض النظام العراقي، وكانت مواقفه السياسية ودعواته إلى الإصلاح الديمقراطي والتغيير قد جذبت اهتمام الحكومة العراقية التي كانت حينها تلاحق كل من يخرج عن خطها السياسي. بعد تعرضه لمضايقات وتهديدات متكررة في العراق، اضطر عبد الكريم لمغادرة البلاد واستقر في السويد، التي كانت آنذاك وجهة للكثير من المعارضين السياسيين العراقيين الباحثين عن الأمان والحماية من بطش النظام. لكن لم يكن أي مكان آمنًا بما فيه الكفاية، حيث كانت أجهزة المخابرات العراقية تنفذ عمليات خارجية لاستهداف معارضيها. #### تفاصيل الاغتيال في عام 1985، تم اغتيال ماجد عبد الكريم بطريقة غامضة في السويد، وجاءت العملية كجزء من سلسلة من عمليات الاغتيال التي نفذتها المخابرات العراقية ضد معارضي النظام في الخارج. الطريقة التي تمت بها العملية كانت دقيقة ومدروسة، حيث كان عبد الكريم تحت مراقبة مكثفة من قبل عناصر المخابرات العراقية، وتم تنفيذ العملية بتخطيط محكم يعكس مدى نفوذ الأجهزة العراقية حتى في دول أوروبا. ورغم أن تفاصيل العملية لم يتم الكشف عنها بشكل كامل، إلا أن التحقيقات التي أجرتها السلطات السويدية أشارت إلى ضلوع أجهزة المخابرات العراقية في العملية. السويد، التي تعتبر دولة محايدة ومسالمة، كانت في تلك الفترة تعاني من صعوبة التعامل مع هذه الأنشطة الاستخباراتية على أراضيها. #### الأبعاد السياسية كانت عملية اغتيال ماجد عبد الكريم واحدة من عدة عمليات استهدفت معارضي النظام العراقي في الخارج. حيث انتهجت الحكومة العراقية آنذاك سياسة قمعية شديدة ضد كل من عارضها سواء في الداخل أو الخارج. هذه السياسة لم تقتصر على الاعتقالات أو الاغتيالات داخل العراق فقط، بل امتدت إلى دول أوروبية وآسيوية وحتى الولايات المتحدة. النظام العراقي كان يخشى من تأثير المعارضة السياسية في الخارج، خصوصًا من أولئك الذين كانوا قادرين على استقطاب دعم دولي أو تنظيم تحركات سياسية مناهضة للنظام. وكانت الأجهزة الاستخباراتية العراقية قد تمكنت من بناء شبكة واسعة من العملاء والجواسيس الذين كانوا يتعقبون المعارضين وينفذون عمليات اغتيال وتهديد في الخارج. #### ردود الفعل أثارت عملية اغتيال ماجد عبد الكريم غضبًا واسعًا في الأوساط السياسية الأوروبية وداخل المجتمع العراقي في المنفى. السلطات السويدية فتحت تحقيقًا موسعًا في الحادثة، لكن الطبيعة السرية للعملية والعلاقات الدبلوماسية المعقدة بين السويد والعراق حالت دون الوصول إلى نتائج ملموسة فيما يتعلق بمعاقبة الفاعلين. ومع ذلك، فقد أدت هذه الحادثة إلى زيادة الضغوط الدولية على النظام العراقي ولفت الانتباه إلى ممارساته القمعية تجاه المعارضين السياسيين. في الوقت نفسه، ازدادت عمليات الاغتيال والتهديد التي تعرض لها المعارضون العراقيون في أوروبا وأماكن أخرى، مما دفع العديد منهم إلى اللجوء إلى الدول التي تقدم حماية أمنية مشددة. #### الخاتمة عملية اغتيال ماجد عبد الكريم في السويد عام 1985 هي مثال حي على وحشية النظام العراقي في التعامل مع معارضيه، حتى عندما كانوا خارج حدود العراق. لم يكن أي معارض آمنًا من يد النظام القاسية، حتى في دول محايدة مثل السويد. هذه الحادثة تبرز كيف يمكن لأنظمة قمعية أن تتجاوز حدودها الجغرافية لفرض سيطرتها، واستخدام كافة الوسائل المتاحة لإسكات الأصوات المعارضة.