تعتبر الممرضة الايزيدية العراقية “بشرى بدل”(22 عامًا) اول لاجئة تحصل على وظيفة في مستشفى المدينة في مدينة كوترسلوه الالمانية، هاجرت “بدل” رفقة أشقائها الصغار الى المانيا شتاء عام 2015 بحثاً عن ملاذ وحياة آمنين وأفضل من تلك التي عاشوها في موطنهم الاصلي، بعد ان نجت مع عائلها وابناء قريتها من خطر الابادة الجماعية الايزيدية على أيدي تنظيم داعش الإرهابي في الثالث من اب/اغسطس 2014، الى جبل سنجار/شنكال حيث بقيت فيه لعدة أيام مع الألاف من الايزيديين وبعد ذلك الى مخيمات اقليم كوردستان شمال العراق حيث مكثت مع عائلتها هناك الى ان هاجرت الى المانيا .
تتحدث الشابة الايزيدية المثابرة لـ”ايزيدي 24″ عن قصة نجاحها والصعوبات التي واجهتها في طريقها الى النجاح وتقول “قبل ان يهاجم داعش على قرانا بسنتين دخلت إعدادية التمريض في مركز قضاء سنجار/شنكال غرب مدينة الموصل، وعندما نزحنا بسبب الأحداث التي تعرض لها الايزيدية كان قد تبقى لي سنة لأكمل دراستي وبعد ان نزحنا الى كوردستان الوضع كان سيئ جداً واجهت صعوبات كبيرة حتى انهيت السنة الدراسية الاخيرة”.
“تُكمل:،”بعد ان نجحت وحصلت على الشهادة رأيت بأن مجتمعي الذي يعيش في الأشهر الاولى من الابادة يحتاجني لذلك تطوعت مع احدى منظمات المجتمع المدني في الجانب التوعوي (الصحي) لعدة اشهر في مخيمات النازحين ، وبعد ذلك قررت ان اخرج من العراق مع ثلاث من أشقائي الأصغر مني سناً ووقتها كنت في التاسعة عشر من العمر ، اما بقية أفراد الأسرى بقوا في العراق لأننا لم نملك المال الكافي لنخرج جميعنا مع بعض، وصلنا الى تركيا وبعد ذلك كنا مجبرين ركوب خطر الامواج نحو اليونان ، نجحنا في مغامرتنا الصعبة ووصلنا الى اليونان وبعد ذلك توجهنا صوب وجهتنا (المانيا) التي وصلنا اليها بعد معاناة وخطر الطريق”.
“تتابع:”،”بعد ان وصلنا الى المانيا انا وأشقائي واجهت صعوبات اخرى حيث قرر مكتب رعاية القاصرين أن ياخذ مني أشقائي وقالوا لي بانني صغيرة ولا استطيع ان أربي هؤلاء الشباب لذلك أخذوهم الى منطقة اخرى تبعد عن مكان سكني اكثر من ساعتين، فكرت بأن الطريقة الوحيدة لاستعادة أشقائي هي أن اتعلَّم اللغة لأدافع عنهم بنفسي في الدوائر الحكومية لذلك قررت أن اتعلَّم اللغة الالمانية عن طريق الانترنيت وبعد ستة اشهر تعلمت القليل من اللغة واستطعت أن استعيدهم مرة اخرى ونجتمع في منزل واحد، حينها ارتحت نفسياً وذهبت الى مدرسة اللغة واستغليت وقتي بشكل جيد حيث حصلت على شهادة B1 في اللغة الالمانية وبعدها حصلت على شهادة السياسة وقمت بإخراج شهادة السياقة، بعدها كان لدي شهر فراغ قررت أن أتدرب مع أطباء في المدينة التي اعيش فيها لأرى كيف يعملون واستغل هذا الوقت ايضاً ، بعدها ترجمت شهادتي العراقية وقمت بإرسالها الى دائرة الصحة في المقاطعة واجهت صعوبات في تعديلها لان هناك مشكلة يعاني منها جميع العراقيين او بالاحرى جميع اللاجئين وهي ساعات العمل في شهادة البلد الاصلي التي يحصلون عليها، بعدها كان هناك فرصة لاختيار 12 شخص في المقاطعة للتدريب لمدة ستة اشهر في جامعة دوسلدورف لحسن الحظ قاموا باختياري لأكون من بينهم، تدربنا ثلاث اشهر عملي وثلاث اشهر نظري وبعد ستة اشهر نجحت في الاختبار النهائي الذي تم تَحْت رعاية دائرة الصحة في المقاطعة .
“تضيف:”،” في الوقت الذي كنت أدرس في الجامعة قمت بتوكيل محامي وحاولت أن اجلب بقية عائلتي الذين بقوا في العراق ونجحت فعلاً في ذلك واستطعت ان الم شمل العائلة ونجتمع جميعاً في المانيا مرى اخرى، وبدات العمل في المستشفى التي اعمل فيه الان وأصبحت اول ممرضة غير المانية في المدينة ، لا يوجد الكثير من الفروقات بين العمل هنا والعمل في العراق اشياء بسيطة جداً”.
الشابة الايزيدية الطموحة الان تعيش حياة سعيدة مع أفراد عائلتها في مدينة كوترسلوه شمال الراين – ويستفاليا، بعد ان واجهت صعوبات ومعاناة في حياتها في العراق حيث عاشت رفقة عائلتها لمدة ستة أشهر على احدى ارصفة مدينة زاخو اثناء النزوح الجماعي لاهالي قضاء سنجار/شنكال الى اقليم كوردستان كما وتعتبر الان واحدة من اكثر اللاجئين اندماجاً ونجاحاً في المانيا ومثال يحتدى به في المدينة التي تعيش فيها .
ايزيدي 24