أنا وأخي الصغير: درس لن أنساه مدى الحياة
كانت أمي تقوم بنشر الملابس على حبل الغسيل اما بيتنا، بينما انا وأخي الصغير وأولاد الجيران
كنّا نلغب أمام البيت.
كان أمام بيتنا عمود أنارة وكنّا نمسكه وندور
حوله فرحين بتلك اللعبه..
وفجأة وقع أخي الصغير على الأرض.. وراح يبكي.
توقفتُ لثواني لما سمعتُ صوت بكائه، حتى استوعبتُ أنّه سقط أرضا.
لكن كان بقربه ولد من اللذين كانوا يلعبون معنا، حيث قام برفعه عن الأرض.. فهدأ أخي الصغير وتوقف عن البكاء.. فأكملنا اللعب.
وهنا.. نادت عليّ أمي بصوت غاصب مرتفع
وقالت: تعالي هنا بسرعة.
ذهبتُ مسرعة نحوها، فتَركتِ الغسيل..
وقالت لي بلهجة قوية:
عندما وقع أخوك، لماذا لم ترفعيه عن الأرض؟؟ أجيبيني.
قلت لها: إبنُ الجيران الذي كان يلعب معنا
رفعه عن الأرض..
قالت لي بغضب:
وهل إبن الجيران هو أخوه؟؟
أنطري ماذا حدث لثياب أخيك..
قلت لها: صحيح.. لقد اتسخت بسبب وقوعه
على الأرض.. لكن هذا تراب خفيف..وبقليل
من الماء سوف يزول.
قالت لي:
لكن.. عندما رفع الغريبُ أخاك عن الأرض،
لم يُنظِّف له ثيابه.. صحيح ام لا؟
ولا بحث في جسده ليرى هل أُصيب بأيِّ
جروح أم لا.
ولم يَجبُر بخاطره ويحضنه ويراضيه.
لقد رفعه عن الأرض.. ثم تركه ومشى ليكمل لعبه.
الدي يسقط يحتاج دائما إلى أخيه لكي يرفعه..
أتدرين لماذ؟؟
لأن أخاه هو من يجب أن يعرف لماذا سقط
اخوه، وما سبب سقوطه.
لان أخاه هو من يجب أن ينظف له ثيابه،
ولا ينتظر الآخرين ليقوموا بتنظيف ملابس أخيه، لكي لا يشعر بالإهانة والإحراج أمام الآخرين..
أنا بقيتُ صامتة ولم أنطق بأيِّ كلمة، فأقتربت أمي
منّي وحضنتني بقوة، ثم قالت لي بصوت
هاديء حنون:
يا ابنتي، الدي يسقط ثم يقف لن يكون أبدا
سليما بالكامل، لهذا يحتاج إلى أخيه لكي
يساعده ويسنده، ليقف صحيحا سالما..
إن الاخ ليس له سوى أخيه مهما جرى أو حدث بينهما..
اخوك هو من سيدعمك ويقف الى جانبك دائما..
يا حبيبتي..
اشياء كثيرة يمكن أن تُعوّض.. الا الأخ.
وعندما تقولين ” آه “، فإنّ أوّلَ من يقف الى جانبك.. ويساعدك ويحميك..هو أخَوك.
ونحن نقول:
حافظوا على الوُدِّ والمحبة والرأفة بينكم..
وكونو أول من يقف إلى جانب اخوانكم واخواتكم قبل أي شخص آخر.