عودة ترامب الى البيت الابيض وإنتهاء عهد الرئيس المنصرف بايدن، يعني إنتهاء 4 أعوام من سياسة
التهدئة ومسايرة النظام الايراني من جانب الولايات المتحدة الاميرکية، ولاسيما وإن العالم کله يعلم بأن
الاعوام الاربعة القادمة ستکون قاسية جدا على النظام وإن حدوث تطورات داخلية غير عادية متزامنة
مع ذلك من شأنه أن يجعل النظام في مهب الريح.
خطورة الفترة القادمة والتي يمکن وصفها بأنها مرحلة غير مسبوقة في تأريخ النظام منذ تأسيسه، تأتي
من إن النظام قد أصبح في أضعف حالاته وإن خياراته باتت معدومة خصوصا بعد أن واجه أکبر هزيمة
وإنتکاسة بتحجيم دور وتأثير وکيليه الاساسيين في المنطقة ونقصد بهما حزب الله وحرکة حماس،
والاقسى من ذلك إن النظام وخلال هذه الفترة على وجه الخصوص تتلبد أجواء النظام کثيرا بما يٶثر
على أوضاعه الداخلية، وإن صدور قرارين دوليين ضده في مجالين يحذر منهما النظام کثيرا، يعني
بشکل وآخر بأنه يتم دفع النظام بإتجاه فوهة المدفع!
صدور قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد نظام إيران وکذلك صدور القرار الـ71
لإدانة إنتهاکات حقوق الانسان من قبل النظام الإيراني في الأمم المتحدة، واللذين صدرا خلال الايام
القليلة الماضية، وتوقيت صدور هذين القرارين، يعتبران بمثابة ضربتين غير عاديتين، ولاسيما وإن
ترامب يرکز کثيرا على البرنامج النووي للنظام ولا يثق به ويريد أن يجبر النظام على الامتثال لمطالب
المجتمع الدولي ونفس الامر بالنسبة لإنتهاکات حقوق الانسان التي يهتم بها الغرب ويرکز عليها أيضا
خصوصا وإن النظام يتمادى بهذا الصدد کثيرا، وعلى الاغلب فإنه من المتوقع بأن المجتمع الدولي
وتحديدا البلدان الغربية لن تقوم بمفاوضة النظام کما کان يحصل في الاعوام السابقة، إذ من المتوقع
وبحسب آراء وتحليلات المراقبين والمحللين السياسيين، إنه لم يعد هناك من مجال أمام النظام الايراني
من أجل ممارسة الکذب والخداع وسيتم مطالبته بالامتثال للمطالب الدولية وبشکل صريح من دون لف
أو دوران، وقطعا فإن إجبار النظام على الامتثال للمطالب الدولية ولاسيما في المجالين النووي وحقوق
الانسان، سيجعل موقفه ووضعه أکثر هشاشة من ذي قبل والاهم من ذلك إن حدوث هکذا تطور مع
تراجع دور النظام إقليميا وتحجيم ولجم وکلائه في المنطقة، مع تزايد إحتمالات إندلاع إنتفاضة بوجه
النظام وهو أمر وارد بموجب معظم المٶشرات، فإنه من الواضح بأن النظام يسير بإتجاه الهاوية التي
کان يحذر منها کثيرا.