حالة من الخوف والقلق الملفتة للنظر حدث في أوساط النظام الايراني على أثر صدور قرار الوكالة
الدولية للطاقة الذرية بتاريخ 21 نوفمبر، وحالة الخوف والقلق هذه ناجمة عن مسألتين مهمتين؛ الاول
هي الاوضاع الحرجة التي يواجهها النظام في سائر أرجاء البلاد من جراء التزايد غير العادي في
الاحتاجات الشعبية وکذلك في تصاعد العمليات الثورية لوحدات الانتفاضة التابعة لمجاهدي خلق في مدن
إيران المختلفة، بما يهئ الاجواء والارضية لإندلاع إنتفاضة بوجه النظام.
المسألة الثانية، إن صدور قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، جاء متزامنة مع عودة ترامب الى البيت
الابيض، وهو الذي کانت له صولات وجولات مع هذا النظام خلال ولايته الاولى وما توعد به النظام
في حال عودته الى البيت الابيض، وخوف النظام الاکبر يأتي من الجمع بين المسألتين، إذ في حال
تطور الاوضاع الداخلية مجددا وحدوث إنتفاضة عارمة، فإن النظام الايراني سيکون عندها قاب قوسين
أو أدنى من السقوط ولاسيما وهو في أضعف حالاته.
النظام الايراني منذ أن کشفت منظمة مجاهدي خلق في عام 2002، عن برامج ومنشآت أسلحة الدمار
الشامل المخفية للنظام، وبعد أن وجد نفسه في مواجهة المجتمع الدولي الذي يرتاب بنواياه الشريرة فيما
يتعلق ببرنامجه النووي، فإنه ومن أجل أن يحافظ على برنامجه ويضمن إستمرار نشاطاته السرية لحين
إنتاج الاسلحة النووية، فإن استمرار اللعبة المزدوجة للتفاوض والمواجهة، کان سبيله الى ذلك حيث لقد
استخدم النظام الإيراني هذا التكتيك باستمرار لإرسال إشارات إيجابية للمفاوضات في نفس الوقت الذي
يستخدم فيه التهديدات والاستفزازات في المجال النووي. وهذا الأسلوب لا يسمح للنظام الإيراني بتخفيف
الضغوط فحسب، بل يبقي المجال مفتوحا للحوار مع الأطراف الغربية، وخاصة الاتحاد الأوروبي
والولايات المتحدة.
لکن ومع الاحداث والتطورات الاخيرة التي تزامنت معها حالة من الضعف والتراجع غير المسبوقين في
دور وتأثيرا النظام على مختلف الاصعدة وبشکل خاص على صعيد تدخلاته في المنطقة، فإن النظام
يتخوف کثيرا من صدور هذا القرار، وإن تأزم الاوضاع الداخلية ووصولها الى حد ومستوى يحتمل
إنفجاره في أي لحظة، يزيد بل ويضاعف من حالة الخوف والهلع ولاسيما وإن هذا النظام قد صرف
2000 مليار دولار على البرنامج النووي کما وصرف مبالغ طائلة أيضا على تدخلاته في المنطقة
والملفت للنظر إن الشعب والمقاومة الايرانية وقفا ضد کل ذلك وصعدا من عملية الصراع والمواجهة
ضده من أجل إسقاطه، واليوم وبعد کل الذي حدث وجرى وتحديدا منذ إنتفاضة 16 سبتمبر2022،
ومرور بإثارته للحرب في غزة عام 2023، ووصولا الى الفترة الحالية التي ستکون غير مسبوقة في
تشديد الخناق على النظام الايراني، فإن معظم المٶشرات تٶکد بأنه ليس بآخر الطريق النووي للنظام
الايراني فقط بل وحتى من الممکن أن يکون آخر الطريق للنظام نفسه!