بلاد الشام قديما تعني سوريا ولبنان وفلسطين والاردن ؛ وان كانت بعض الاراضي السورية والاردنية الحالية تابعة الى بلاد الرافدين حتى الامس القريب ؛ ولم يقتصر اذى العراق والعراقيين من بلاد الشام على هذا القدر من اقتطاع الاجزاء العراقية واضافتها للأردن وسوريا فقط ؛ بل توارث البعض منهم احقاد الامويين ومعركة صفين , لذا تراهم يفضلون الغجر واليهود على العراقيين الاصلاء , وكلما اصاب العراقيين الاصلاء شر فرحوا به والعكس صحيح , وعلاقتهم بالعراق والعراقيين كعلاقة الكائنات الطفيلية والفيروسات بالجسم البشري ؛ فهم اشبه بمصاصي الدماء , ولا يأتي منهم خير للعراق والعراقيين قط , فمنهم جاء الملك الغريب فيصل , فبعد ان رفضوه وطردوا حاشيته العثمانية والاعرابية , القوا به علينا , وعندها بدأت مسيرة الحكومات الطائفية الهجينة الحاقدة , وبعدها بدأت مؤامراتهم المختلفة , فينما اتفق السوريون مع المصريين للإطاحة بالنظام الملكي وارباك الاوضاع في العراق ؛ كان الاردنيون ينهلون من ماء الفراتين وينبهون ثروات وخيرات بلاد الرافدين ؛ بحجة الاتحاد الهاشمي تارة وبذريعة العروبة والقومية العربية تارة اخرى .
والشاميون بصورة عامة يتسمون بالذكاء والتعليم والمكر والدهاء والحرص والبخل وحب المال ؛ على خلاف العراقيين الاصلاء الذين يستمون بالكرم والطيبة والسذاجة والجهل وقتذاك , لذا هاجروا الى العراق وعملوا فيه , ونقلوا عقدهم العنصرية وامراضهم الطائفية ورؤاهم السياسية المنكوسة الى العراق , ولعل فتنة المدرس انيس زكريا الصولي السوري في بداية العهد الملكي من الشواهد على ذكرناه انفا ؛ اذ ألف النصولي كتابا (الدولة الأموية في الشام ) وطبعه في مطبعة دار السلام في بغداد في سنة 1926 ؛ وقد أثار هذا الكِتَابُ الكثيرَ من الجدل؛ وخاصَّةً في المجتمع العراقي حين صدر لأول مرة عام 1927م، ما جعله من أشهر كتب القرن العشرين ، وفي حقيقة الأمر كانت إشكاليةُ الكتاب طائفيةً بالدرجة الأولى ، فمن المعروف أن أغلب سكان العراق من الشيعة، والذين يملكون تاريخًا حافلًا من الصراع مع حكام بني أمية، ويتّخذون مواقف حادَّة ممن يقوم بمدح هذه الدولة الغاشمة من قريبٍ أو من بعيدٍ، فكيف يكون الوضع حينئذٍ عندما يقوم أنيس زكريا النصولي السوري المقيم في العراق ويأكل من خيراته ؛ بإهداء كتابه لبني أمية الاعداء التاريخيين لآل البيت والعراقيين ؟!
و وقف المدرسين السوريين مع زميلهم الصولي ولم يأبهوا لمشاعر العراقيين وساندوهم في ذلك ابناء الفئة الهجينة , مما دفع العراقيين الاصلاء الى التظاهرات والاحتجاجات , وأدّت التظاهرات إلى صِدام مع الشرطة، ولم ينفع ضدهم استخدام خراطيم المياه … ؛ وتم فصل الطلبة من قادت التظاهرات لفترات مختلفة… ؛ الا ان السلطات الهجينة وقتذاك رضخت لمطالب الاغلبية والامة العراقية وقامت بفصل النصولي وزملائه وترحيلهم ؛ الا ان الطائفي الهجين المدعو ساطع الحصري والذي جاءنا من بلاد الشام ايضا – مدير التعليم العام- انتقد فصل النُّصولي، ورأى أنه موضوع لا يستحق كل هذه الضجة، وليس في الأمر من طائفية … ؛ واعتبر عبد الكريم الأزري(ت 2010)، وزير المالية ومدير المعارف ورئيس التشريفات الملكية، القضية «زوبعة طائفية شديدة» ؛ وأن كتاب النصولي كان إساءة متعمدة لتاريخ الشِّيعة، وليس فيه غير تمجيد بني أمية ؛ وهو فتنة طائفية دافع عنها ساطع الحصري ؛ ويأتي الأزري بنصوص من الكتاب لها خطورتها في مجتمع مثل العراق، حيث اعتبر بني أمية مع الحق وخصومهم كفرة وفجرة(الأزري، مشكلة الحكم في العراق) ؛ ويعد الاجنبي الهجين ساطع الحصري من أحقر رجالات الطائفية والعنصرية في العراق , اذ عمل وبمعية ابناء الفئة الهجينة الاخرين على ترسيخ الطائفية والعنصرية وتهميش واقصاء الاغلبية واستبعاد الهوية الوطنية في العراق ؛ واعتبرت اعماله الطائفية نهجا ثابتا لكل الحكومات العميلة والطائفية والهجينة والتي جاءت بعده , واستمر نهجه المنكوس في العراق الى عام 2003 .
وبعد سقوط العهد الملكي عام 1958 , وانبثاق الجمهورية , تخلص العراق من عبأ الاردن الا انه وقع بما هو أشر واقذر , اذ سال لعاب المصريين والسوريين وامتدت عيونهم الطامعة الى ثروات وخيرات الوطن , فبدأوا بمحاربة تجربة الزعيم عبد الكريم بمعية الاردن والكويت وغيرها من الدول العربية , وفي هذه الاثناء كان السوريون يحضرون لبلاد الرافدين غدة سرطانية ومرض عضال وبيل وداء لا دواء له الا وهو الهجين المجرم عفلق وحزبه الاجرامي الحاقد ( حزب البعث ) , بينما تبنى المصريون المجرم صدام واعدوه اعدادا شيطانيا بالتعاون مع المخابرات الامريكية للفتك بالعراق والعراقيين فيما بعد , واسقطوا الزعيم عبد الكريم وقتلوه عام 1963 وصار العميل الذيل المجرم الطائفي عبد السلام عارف تابعا ذليلا للرئيس المصري جمال عبد الناصر ويأتمر بأوامره المعادية , وشكلوا مليشيا الحرس القومي سيء السمعة والصيت ودخل السوريون والمصريون , وعاث القوميون والبعثيون الفساد في بلاد الرافدين , ونهبوا ثروات البلاد وقتلوا وشردوا العباد بحجة الشيوعية او معاداة الثورة , ولم تتوقف مؤامراتهم عند هذا الحد , ودعموا عصابة البعث وجاء التكارتة الى الحكم عام 1968؛ ولا زال الارشيف العراقي يحتفظ بفيديوهات تظهر فيها مجاميع هجينة عربية وشراذم من بلاد الشام وغيرها وهي تغني بلكنة شامية غريبة (جيناكي يا بغداد جينه ) ودارت الايام ورفعوا شعارات قادمون يا بغداد , وصبرا بغداد , بعد عام 2003 … وكأن التاريخ يعيد نفسه , وفتحت ابواب العراق امام العمالة العربية والمنتجات الصناعية والزراعية السورية والمصرية واللبنانية والاردنية , وقدمت الاموال الطائلة للفلسطينيين والعرب بينما كان العراقيون الاصلاء يعانون الامرين , واستمرت الفتن والمشاكل وانقلب صدام على السوريين وقتل الكثير من البعثيين العراقيين بحجة التعاون مع السوريين , واغلقت الحدود واستمر التآمر السوري , واخذت الاردن ومصر حصة الاسد من ثروات العراق , ولاسيما الاردن وبعد كل تلك الامتيازات التي حصلت عليها الاردن من العراق , لم تنسى احقادها الشامية القديمة ولم تغفر للعراقيين مقتل الهاشميين عام 1958 , اذ دفع الملك الاردني صدام للهجوم على ايران وحرق العراق وابادة العراقيين , حتى انه اطلق اول قذيفة مدفعية ضد ايران , وبينما كان العراقيون يقتلون وحدانا و زرافات ويرجعون الى اهاليهم بتوابيت تقطر الدماء من كل جوانبها , والسعيد من رجع الى ذويه مقطوع اليد او مبتور القدم , فبين بيت وبيت توجد نائحة وتسمع صائحة … الخ ؛ يرتع الاردنيون والفلسطينيون والمصريون والسودانيون والصوماليون كما ترتع الدواب , ويصولون ويجولون بلا حسيب ولا رقيب ؛ واغلبهم جندهم النظام البعثي الهجين جواسيس ( وكلاء امن ) ضد العراقيين بل ان البعض منهم عمل في غرف التعذيب والاجهزة القمعية واذاقوا المواطنين سوء العذاب … ؛ وبعد ان نهبوا مليارات الدولارات من العراق وجففوا بنحسهم انهار ارض السواد واغرقوا العراق ببحر من الديون الخارجية , هربوا من العراق ورجعوا الى بلدانهم محملين بالذهب والفضة والدولار والجنيه الاسترليني , ولم تقف مؤامراتهم عند هذا الحد , فقد دفعوا الارعن المعتوه العميل صدام لارتكاب حماقة اخرى والدخول بمسرحية امريكية ثانية ؛ اذ اقدم صدام عام 1990 على استرجاع الكويت , وعندها انقلب العرب بقضهم وقضيضهم ضد العراق , وفرضوا حصارا قاسيا على الامة العراقية , وحشدوا جيوشهم وجيوش العالم للفتك بالعراق والعراقيين , وتكبد العراق جراء ذلك خسائر فادحة بالممتلكات والارواح وعانى العراقيون من الجوع والمرض والفقر والبؤس بينما لم يصب النظام بأي أذى , وشاركت جيوش الشام بالتحالف ضد العراق , ولعبت الاردن دورا تامريا مشبوها كعادتها ضد الاغلبية والامة العراقية اذ استغلت النظام البعثي الخائن والعميل الحاقد صدام اسوء استغلال فاستولت على منطقة الرويشد العراقية والغنية بالثروات المعدنية ؛ وتحولت الى رئة العراق الاقتصادية والممر الوحيد للعراقيين والمنفذ الاوحد لهم ؛ وذلك بالاتفاق مع القوى الدولية الاستعمارية والاستكبارية الكبرى لاسيما بريطانيا وامريكيا واسرائيل , وانتعشت مملكة الاردن وتنفس الأردنيون الصعداء واغتنوا واشتغلوا وجمعوا الدينار والدولار على حساب العراق والعراقيين , وشيدوا الدور والمكاتب والمصانع والشركات والورش الصناعية والعمارات والبنايات وتوسعت مساحة عمان , فلسان حال الاردن منذ تأسيسها والى هذه اللحظة مصائب العراقيين فوائد ومغانم للأردنيين بل جار الزمان وجار حتى اضحى العراقي الاصيل يعمل لدى الاردني والفلسطيني بالسخرة , فبعد العمل المضني والشغل الشاق , وعندما يطالب العراقي باجرته يرد عليه وبكل قسوة ومن دون خجل او حياء : (يعطيك العافية ) ويجر العراقي اذيال الخيبة وتذهب جهوده سدى ولا يوجد له ناصر ولا معين , اذ ان السفارة العراقية في عمان ما هي الا وكرا للمخابرات وتعمل ضد العراقيين الاصلاء , ولم يكتفوا بذلك , فقد دخلوا العراق بمعية الفلسطينيين ايام الحصار العربي الدولي الظالم ضد العراقيين , وهربوا كل ما هو جميل وثمين بما فيها الاثار من العراق الى الخارج بسبب الحصار والجوع والفقر , حتى طيور الحب والبلابل اخرجوها من العراق , ومارسوا شتى انواع النصب والاحتيال على العراقيين البسطاء وكان القانون معهم , وعلى الرغم من قسوة الحصار كانوا يتمتعون بعدة امتيازات , اذ يدرسون في كليات وجامعات العراق ويوفر لهم السكن مجانا ويمنحون رواتب ومنح ومساعدات من السلطة البعثية الصدامية الغاشمة , واصدر العميل صدام قرارا ايام الحصار ؛ مفاده : ان كل فلسطيني يقتل او يجرح في مقاومة الصهاينة له اكرامية ومقدارها عشرة الاف دولار ؛ وعندها قام بعض الفلسطينيين بافتعال اصابات كاذبة لخداع سلطة البعث والادعاء بانهم اصيبوا اثناء مواجهة الاسرائيليين وهم معروفون بالمكر والدهاء ؛ فكانوا يدخلون العراق ومعهم اوراق من فلسطين مزيفة تؤكد اصابتهم , ويحصلون على المبلغ ولهم الحق وقتذاك بحمل وشراء ما يشاؤون من العراق واخراجها من دون مسالة السيطرات الحدودية او محاسبة دوائر الكمارك ؛ هكذا كان الفلسطينيون ينهبون ثروات العراق ؛ في الوقت الذي كان فيه راتب المعلم العراقي لا يتجاوز 3 دولار شهريا وكانت الورقة فئة 100 دولار تعادل 400 الف دينار عراقي ؛ حتى ان البعض منهم تمادى في استغلال ظروف العراقيين وراح يستغل العراقيات في الجامعات وبأموال العراق واغلب العراقيين يحتفظون بعشرات القصص المقززة بهذا الموضوع , ولو اردنا ان نطلق وصفا لائقا للعميل الهجين صدام لقلنا انه ( قواد ) الامة العربية وسمسار العرب وحزب البعث ( كواويد) العروبة وليسوا مناضليها ؛ وبسبب هذه السلوكيات الصدامية والبعثية الشاذة ؛ تجرأ بعض مشايخ الخليج وعربان الصحاري الجدباء على التصريح وامام الملأ بأن العراقيات رخيصات ونحن نشتريهن بأبخس الاثمان ونمارس الجنس معهن ؛ وبعدها خرج العار صدام وادعى ان من اسباب الحرب على امراء الكويت انهم اساؤا للمرأة العراقية ؛ ولعل سائل يسال من الذي اساء للعراقيات ومن الذي قتل ازواجهن وابناءهن واباءهن ف رملهن ويتمهن وجعلهن بلا ولي ولا معيل , ومن الذي ابعد الرجال عن البيوت و زج بهم في اتون المعارك والحروب والسجون والمعتقلات وملأ شوارع ومدن العراق بالعمالة المصرية والعربية والاجنبية ؛ ومن الذي حرم الامهات العراقيات من الحليب ومن الدواء فمات اطفالهن جراء سوء التغذية , حتى وصل الامر ببعض السفلة المصريين بالتصريح وفي وسائل الاعلام عقب انتفاضة العراقيين الاحرار ضد العمالة المصريين واجرامها وانحرافها في بغداد ؛ بانهم جاؤا الى العراق ليحلوا محل الرجل العراقي ويعوضوا المرأة العراقية عن غياب زوجها ؛ ومن الذي دفع العراقيات للعمل في الاردن ؟؟!!
وبعد سقوط نظام صدام عام 2003 ؛ صدم الشاميون والاردنيون والفلسطينيون وسائر شراذم ومتسولي ومرتزقة البلدان الناطقة بالعربية ؛ واعلنوا الحداد ولبسوا السواد , و وصلت اصوات البكاء والعويل الى عنان السماء , ورفعوا صور صدام حتى في المراحيض وفي غرف نساءهم , وقالوا في وسائل الاعلام جهارا نهارا ومن دون خجل ولا حياء : ان صدام جعل العراق لنا كالقدر المليء بالطعام ولكل عربي فيه نصيب ولديه مغرفة يغرف من هذا القدرالعراقي ما يشاء ومتى يشاء ؟؟!!
واصبح من الواضح ان امتيازات شذاذ البلدان العربية كانت على حساب اهات وحسرات وازمات العراقيين ؛ فما اغتنى عربي دخيل الا بما حرم منه عراقي اصيل , وكل الحقوق والامتيازات التي حصل العراقيون عليها بعد عام 2003 انما كانت نتيجة طبيعية لهلاك المجرم صدام وحزبه الحاقد وقطع يد الاعراب وادعياء العروبة والناطقين بالعربية عن العراق ؛ الا ان هذا لا يعني ان هؤلاء الغرباء وتلك الشراذم انقطع شرها عن العراق وانصرف طمعها عنه ؛ فلا زالوا كالكائنات الطفيلية يعتاشون على خيرات العراق ولكن بنسبة اقل مما كان عليه الوضع في عهد العار صدام .
وبعد انقضاء المآتم التي اقيمت على الروح الشيطانية للهجين صدام بن ابيه ؛ اتفق القوم على غزو العراق والفتك بالأغلبية العراقية وافشال التجربة الديمقراطية والعودة الى مربع البعث والدكتاتورية والعنف والطائفية , فجاءت جموع الارهاب الاعرابية والعربية وفتحت الحدود وقدمت كافة المساعدات لهم لاسيما تلك التي جاءت من الشام الكبرى – سوريا ولبنان وفلسطين والاردن – ؛ فقطوا الرؤوس ونحروا الاطفال واغتصبوا النساء وعاثوا في الارض فسادا وقتلا وتفجيرا وخرابا , فكانوا يفرحون بسقوط الشهداء من العراقيين ويبكون دما ويقيمون المآتم على ارواح الذباحة الارهابيين والقتلة المجرمين كالسفاح الذباح الزرقاوي ومن لف لفه من النواصب الحاقدين والشواذ المنكوسين ؛ وبعد ان القت الحرب اوزارها وانهزم الجمع الارهابي التكفيري وانتصر العراقيون الاصلاء وبدأت مسيرة البناء والاعمار ؛ مارست تلك الانظمة الحاقدة ولاسيما الاردن دورا تخريبا اخرا , فراحوا يصدرون للعراق مختلف البضائع والخدمات ويتلاعبوا بأسواق العملة الصعبة عن طريق البنوك والمصارف غير العراقية , ويعقدوا الاتفاقيات الاقتصادية المجحفة مع العراق والتي تصب في صالحهم ولا يستفيد منها العراق شيئا ؛ كأنبوب نفط العقبة فضلا عن تقديم النفط لهم بصورة شبه مجانية …!!
وبما ان العراق لا يستطيع الفرار من هذه الجورة البائسة والانظمة الحاقدة والقواعد الشعبية الجاهلة والطائفية ؛ لأسباب عديدة منها ان اغلب المناطق الحدودية وغيرها السورية والاردنية هي عراقية الاصل وقد تم اقتطاعها بفعل المحتل الانكليزي الخبيث باتفاقية سايكس بيكو , وكذلك لوجود الروابط الدينية واللغوية والقومية والاواصر التاريخية المشتركة ؛ لابد للنخب السياسية والشخصيات الوطنية من الاهتمام بهذه الملفات الشائكة والتحديات المصيرية ؛ فالأوضاع الداخلية في سوريا والاردن وفلسطين ولبنان غير مستقرة , وليست امنة , وهي معرضة للانفجار في أية لحظة , بسبب الضغوط والمخططات الاسرائيلية والتغييرات الديموغرافية المرتقبة وسعي الصهاينة الى تهجير شيعة جنوب لبنان وسنة فلسطين الى العراق , فضلا عن تمدد الحركات الارهابية والتنظيمات الطائفية والفصائل المسلحة التكفيرية والمرتبطة بالجهات الدولية والاجندات الاستعمارية المشبوهة ؛ وضعف السلطات المحلية السياسية , وانتشار الفقر والعوز والبطالة بين شباب تلك البلدان ؛ مما يجعلهم يطمعون في العراق كما طمع اسلافهم فيه من قبل ؛ ويوجهون انظارهم اليه ؛ والذي يشجعهم على ذلك تواطئ وخيانة وعمالة ابناء الفئة الهجينة وازلام النظام البائد وايتام البعث واتباع الدعوات الطائفية , ودعم الانظمة العربية والدول الاسلامية والقواعد الشعبية في تلك البلدان , وتأييد قوى الاستكبار والاستعمار العالمي .
وعليه يجب الاستعداد ومن هذه اللحظة من خلال وضع السيناريوهات المحتملة لحدوث التغيير السياسي في سوريا او سقوط النظام الملكي في الاردن او صعود المتطرفين وتحكمهم بالسياسة الاردنية ؛ فها هي المجاميع الارهابية والحركات التكفيرية تعد العدة وبالقرب من الحدود العراقية لغزو الاراضي العراقية ونهب الغنائم والحصول على المكاسب الاقتصادية والتي تعوض ما خسروه وتسد رمقهم وتشبع جائعهم وتكسي عريانهم , وبما انهم معروفون بالمكر والدهاء , سيرفعون شعارات الاسلام والعروبة ومحاربة الشرك والامريكان والصهاينة والفرس المجوس او ما يسمى بالجيش العربي لإنقاذ الاوضاع في العراق بعد الايحاء الى مرتزقة الفئة الهجينة بإحداث الاضطرابات الداخلية والنزاعات العسكرية المفتعلة ودخولهم بذريعة بسط الامن والاستقرار … الى اخر شعارات هذه الاسطوانة المخرومة والحجج الواهية والمسرحيات المكشوفة ؛ فهم لا يستطيعوا الاعلان عن حقيقة اطماعهم في الثروات العراقية وبغضهم للعراقيين الاصلاء وحقدهم على العراق السومري الاكدي البابلي الهاشمي العلوي .
وهذه بعض النقاط التي يجب الالتزام بها من قبل الحكومة العراقية فيما يخص هذا الملف :
- 1في حال حدوث الاضطرابات في الاردن وسوريا ؛ يجب مطالبة العراق بكل الاراضي التاريخية التي سلخت منه وضمها الى العراق مجددا , وبشتى الوسائل والطرق والاتفاقيات السياسية والدولية بما فيها التحركات العسكرية .
- 2غلق الحدود بصورة تامة وشاملة مع سوريا والاردن وعدم السماح بالتقرب منها , وتكديس القوات المسلحة بالقرب من الحدود وبكامل عدتها وعددها وجهوزيتها القصوى .
- 3اختراق تلك الحركات والتنظيمات في سوريا والاردن استخباريا وشراء ذمم القادة ؛ للتحكم فيهم فيما بعد ودفع شرهم وخطرهم عن العراق والعراقيين .
- 4ان تردد الخيار بالنسبة للسياسي العراقي بين بقاء الانظمة السياسية في تلك الدول او مجيء الحركات والاحزاب والتنظيمات الجديدة ؛ فالأفضل للعراق بقاء تلك الانظمة القديمة ودعمها ولكن بشروط ؛ بحيث يبقى وجودها مرتهن بالسياسة العراقية ؛ فالشيطان المعروف خير من القديس المجهول ؛ فضلا عن ان التغييرات في المنطقة اغلبها سلبية وذات تداعيات خطيرة ؛ لأنها جاءت بالأوامر الاستكبارية والاستعمارية ولكن بأدوات محلية .
- 5مراقبة العناصر الطائفية والمرتزقة والعملاء والمشبوهين في المحافظات الحدودية وذات الاكثرية السنية والكردية , والحيلولة دون تواصلهم مع الحركات الطائفية والقومية الانفصالية والتنظيمات التكفيرية والبعثية في سوريا والاردن وغيرهما او التنسيق فيما بينهما ؛ والضرب بيد من حديد .
- 6تفكيك المناطق والمدن والمحافظات المغلقة على طائفة واحدة او قومية واحدة كما هو الحال في دهوك والانبار وغيرهما ؛ وتشجيع العراقيين الاصلاء ومن مختلف مكونات الامة العراقية للسكن فيها وتقديم كافة التسهيلات والمساعدات لهم ؛ اذ تعد هذه المناطق المغلقة وكرا للانفصاليين والارهابيين والطائفيين ومقرا للنعرات الطائفية والعنصرية .
- 7اسقاط الجنسية العراقية عن كافة الاشخاص الذين حصلوا عليها منذ عام 1920 والى هذه اللحظة , لان وجود الغرباء والدخلاء من ذوي الاصول الاجنبية والجذور غير العراقية ؛ يمثل تهديدا خطيرا للنسيج الاجتماعي والاغلبية العراقية ويعرض الامن الوطني للخطر .
- 8اعلان مشروع احياء الامة العراقية ودولة المواطنة وتجريم الخطابات والاعلام والنشاطات والفعاليات الطائفية والقومية والعنصرية والتي تؤدي الى تشرذم النسيج الاجتماعي وتفكك المجتمع واضعاف الدولة ؛ واشاعة روح المواطنة والانسانية وتشجيع ممارسات السلم والسلام ونبذ العنف بكافة اشكاله ؛ هذا فيما يخص الوضع الداخلي ؛ وتوجيه طاقات ومشاعر العراقيين نحو الاعداء الخارجيين والاستعداد لمواجهتهم والتصدي لهم والانتصار عليهم .