تميز تعامل الأنصار الشيوعيين مع الجنود الاسرى بالإنسانية العالية، فبعد استجوابهم من دون مضايقة، يتركون لهم الخيار في العودة الى مدنهم وأهلهم، او مساعدتهم في الوصول الى احدى دول الجوار، أو الالتحاق بحركة الأنصار والعملمعهم. وتكرر مرارا اسعاف الأنصار للجنود الجرحى، وتركهم قرب طرق السيارات مع بعض الطعام والماء.
كان الأنصار الشيوعيين لا يكتفون بترك المنشورات السياسية والرسوم التحريضية على مشارف الربايا، خصوصا في الطرق المؤدية لعيون الماء، بل يتركون أحيانا رغيف خبز ومعه رسالة (اخوتنا الجنود … كان بأمكاننا زراعة لغما بدلا من ذلك).
ونجحت العديد من المفارز الانصارية في نسج علاقات طيبة مع بعض جنود الربايا، بحيث أصبحوا مصدرا مهما للمعلومات، أو توفير الادوية والمجلات والصحف، بل وحتى إيصال رسائل شخصية للأهل في عمق الوطن، والطريف ان بعض الأنصارنجحوا في إقامة علاقة وثيقة مع جنود أحد الربايا وصاروا يتسللون اليها ليتابعوا مباراة كرة القدم في تلفزيون الربية.
أحد الإشكالات التي تواجهها (الربايا الصديقة) هو إجراء التنقلات المفاجئة ووصول عنصر استخبارات أو مشكوك به.لتحذير الأنصار الذين كانوا على مقربة، عمد أحد الجنود لرفع صوته بالآذان في غير وقت الصلاة، وراح يردد كل ما يعرف من آيات عن الشياطين ونار جهنم، ففهم الأنصار التحذير!