رأي حول زيارة القنصل الامريكي لناحية بعشيقة
زار بعشيقة وبحزاني الخميس الماضي 24-1-2019 القنصل الامريكي في اربيل بصحبة وفد اقتصادي اطلع من خلالها على احوال المنطقة ووضع حجر الاساس لبناء منتزه في حي الجبل ،اضافة لتاهيل بستان عين وعلق الذي لم يدام اثناء حملة منظمة (يزدا) الكبيرة لتاهيل بساتين الزيتون لقصر المدة على مايبدو. ثم عقد القنصل اجتماعا في قاعة لالش بعشيقة لتدارس رأي الاهالي في الدعم الاقتصادي للمنطقة من خلال قروض لمدة 3-6 سنوات والمبالغ من 100ألف $ الى مليون $ وبفائدة 11% .
طبعا نوقش وطرح عدة وجهات نظر حول الدعم المادي ويظهر ان الفائدة كبيرة وثانيا هناك تجار في بعشيقة وبحزاني يدعمون المعامل بمواد عينية انتاجية بدون فائدة ، بل الدفع عند بيع المنتوج . بعشيقة وبحزاني محاصرة اولنقل محاطة ب (7) سبع سيطرات أمنية وعسكرية وحشدية وبيشمركة كاننا في محمية بشرية !! اضافة الى كمارك السيطرات ! والسؤال كيف تستطيع ان تقترض وتستثمر في المنطقة وتتحرر تجارتك وتبيع وتشتري مثل قبل ؟ .
الشكر موصول للجانب الامريكي للاهتمام بالمنطقة وخاصة الاقليات المضطهدة .. وشخصيا لم اطرح رأي تحسبا للواقع الذي وصلنا اليه والرؤى المستقبلية لقادم الاهوال وكون مصيرنا لازال مجهولا ولايمكن للتعاطف والعواطف والصياح والهتاف والتوسل والزيارات بناء دار او مجد او صرح اوحتى امل بامان قادم . ويكفي الاقليات وخاصة الايزيدية بان الشرف انتهك و مفقود وضائع في سنجار ولوجمعت اميركا وبقية دول الجوار كل كنوز الدنيا لاترجع مجهولية الاف من العوائل ومصير اطفال الايزيدية المجهول وتائه في سوريا والعراق..
هذه ليست نظرة سوداوية بل هو الواقع الذي نعيشه وعشناه . ونحن ثكلى بما حصل لنا من دمار عيني ونفسي ، اضافة الى ان الامال والثقة مفقودة ولايمكن بناء ثقة مع اي كان في العراق وخارجه بعد ماحصل للمكون الايزيدي.
الدول الرأسمالية ربما تعيش فيها سعيدا .. ولكن من الصعب توصيل اوجاعك لها ولانها جزء من المسبب ولاتعالج امورنا كما نريد و قدرتها مهيئة على فعل اي شئ لمصلحتها !! اضافة الى انه في العراق لدينا اكثر من الفي (2000) منظمة وكروب واجندة تعمل في العراق وتغدق باموال ليس لها مثال !! وكثيرا ماتكون او تبنى هكذا زيارات لمواضيع ربما لاتخطر على بال لانهم يقرأون الوجوه على الارض ثم يغيروا المعادلة حتى لو كانت صائبة وايضا يبنون للمستقبل رؤى تفرخ نتائج وافعال ايجابية لهم ، ومن السذاجة ننظر لها بايجابية وهي سلبية بالنتيجة .
المنطقة اي بعشيقة وبحزاني بصراحة لاتحتاج فقط دعم مادي وقروض بل هذا ليس كل شئ من حيث كلنا نعيش ولكن الاهم والمهم هو (الامان والاستقرار واثبات وجود حق وحقوق ) مافائدة قرض مادي وانت مهدد اجتماعيا وامنيا ووجوديا ويتكرر مايحصل في اي لحظة . وحتى هذا الامان والعودة للمنطقة بفضل الاهالي لانهم مسالمين ويريدوا العيش كبشر.
إذا الادارة الاميركية جادة في مستقبلنا ومصيرنا وتبحث عن حلول بالعيش الآمن والاستقرار للاقليات وللمنطقة وللايزدية بالاخص لانهم الاكثر خسارة وتدمير وهتك اعراضهم عليها :-
اولا :
اعادة اعمار المنطقة خاصة الدور المهدمة وتوفير خدمات الماء والكهرباء والصحة وتعويض المتضررين من الحرق والنهب والسلب.
وثانيا :
انشاء قوات دفاعية تابعة للحكومة ومن داخل اهالي المنطقة محصورة لحماية المنطقة فقط.
وثالثا : تحويل سهل نينوى الى محافظة رسمية وانشاء وحدات ادارية جديدة
ورابعا : ضمانة الوضع الامني للمنطقة بقوات طوارئ دولية كما في لبنان كنوع من حماية الاقليات المضطهدة لحين اكمال قوة داخلية تقوم بالمهمة بدلا عنها .
شكرا للقنصل والوفد المرافق له ، وقصة القروض نستبعد فائدتها ولكن الاقتصادي المرافق للقنصل (هاوري ميراني) قال واجب عليكم توحيد طلباتكم من قبل متحدث واحد ، واكمل انتم تقولون القروض فيها نسبة فوائد كبيرة وغير مجدية ولكن ؟ والكلام له : هناك من يركض لهكذا قروض وقد يكون منكم قد ياخذها ويستفاد ويقول لكم لاتنفع !! ربما كلامه وارد لان مصير هذه القروض مخصصة للاقليات من الايزيدية والمسيحيين والشبك مباشرة ، وإن لم ناخذها ونستفاد منها فانها سوف تذهب لغيرنا..
مهما يكن شكرا لمن يهتم بنا ، وبالمقابل لايمكن للمكون الايزيدى ان يهدئ له بال بعد ماحدث في 3/8/2014 في سنجار ولاتزال مهجورة ، ولاننسى من هاجر ورحل من العراق قبلنا مثال اخواننا اليهود ولحقهم المسيحيين والصابئة ، والايزيدية ليسوا اوفر حظاٌ منهم وهم على ابواب الهجرة والمجهول ، وأن محيطنا لايقبلنا على مانحن فيه وغيرمؤهل للعيش معنا نتيجة ماحصل لنا من ورائهم ..
إن توقيع مذكرة اهتمام بالاقليات ومحاسبة مجرمي داعش ، وزرق جرعة دعم ، وزيارات ، وجلب حفنة دولارات ،لاتنعشنا وتسعدنا وتبرد جرحنا بل (الحماية والاستقرار والامان وعودة شرفنا هو المطلوب وضمان عدم تكرار ماحدث في 3/8/2014م في سنجار ) .
خالد علوكة يناير/ 2019م