لماذا ثار الشعب الايراني ضد نظام الشاه الذي أسقطه في 11 فبراير/شباط1979، وماهي الاسباب الاساسية التي دفعته لهذه الثورة؟ الحرية والخبز والکرامة الانسانية کانت من أهم الاسباب الاساسية التي دفعت الشعب الايراني للثورة ضد نظام الشاه وإسقاطه خصوصا وإنه قد عانى الکثير من ذلك الظلم والاجحاف الذي مارسه هذا النظام بحقه. السٶال الاهم هو؛ هل إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد وفر وضمن ماقد ثار الشعب الايراني من أجله؟
عندما تکون هناك أسعار محددة لبيع أعضاء جسد الانسان بل ويکون هناك سعر محدد لبيع الرضيع والطفل حديث الولادة، وعندما يقتل عتال يحمل على ظهره حملا ثقيلا في منطقة وعرة تغطيها الثلوج من أجل ضمان لقمة العيش لعائلته البائسة، فإن ذلك يعني بأن هناك أکثر من مصيبة ومأساة تحف بأي شعب يعيش في ظل هکذا وضع صادم، ولکن وعندما نعلم بأن النظام الذي أعقب نظام الشاه هو من قد عمل على فرض تلك الحالات المزرية على الشعب الايراني کأمر واقع، فعندئذ لامناص من الاعتراف بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کان الاسوأ من سلفه وبجدارة.
قد يکون هناك من تصور بأن العملية الارهابية للمخابرات الايرانية والتي کانت تستهدف التجمع السنوي العام للمعارضة الايرانية التي کانت تقام في باريس في 30 من حزيران العام المنصرم، کانت عملية عادية وطارئة ويمکن المرور عليها مرور الکرام، ولکن مع إستدراك معلومة بالغة الاهمية والحساسية بخصوص إن بلدان الاتحاد الاوربي قد عقدت مايکن وصفه بصيغة إتفاق مع طهران عشية سلسلة العمليات الارهابية التي ضربت فينا وبرلين وجنيف في العقد التاسع من الالفية الماضية والتي إستهدفت شخصيات في المعارضة الايرانية، وتم بموجبها إلزام طهران بعدم القيام بأي نشاطات إرهابية في مقابل غض الطرف عما قامت به، وقد إلتزمت طهران بذلك حرفيا فکانت تبعث بوجوه لبنانية وعراقية وأفغانية وباکستانية تابعة لها للقيام بنشاطات إرهابية ولکنها وفجأة قامت في العملية الارهابية الاخيرة ضد التجمع السنوي العام للمعارضة الايرانية بمخالفة تلك القاعدة وبعثت بعناصر إيرانية وهو ماأکد التأثيرات والتداعيات القوية لنشاطات المعارضة الايرانية على الشعب الايرانية وتخوف طهران من ذلك.
منذ 28 ديسمبر/کانون الاول2017، ماذا يجري في إيران؟ لماذا لم تهدأ الاحتجاجات کما حدث في أعقاب إنتفاضة عام 2009؟ الاجابة التي ترعب طهران وتصدم مٶيديها والمصفقين لها، هي إن هناك علاقة وترابط قوي بين الداخل الايراني وبين النشاطات والفعاليات التي تقوم بها المعارضة الايرانية في الخارج، وبشکل خاص بعد أن نجحت هذه المعارضة بنقل نشاطاتها وتحرکاتها للداخل الايراني، ولذلك لايوجد أدنى شك من حالة خوف وتوجس غير عادية في طهران من تلك التظاهرة الضخمة التي سيقوم بها أبناء الجالية الايرانية في باريس في 8 فبراير/شباط المقبل، للاحتجاج على انتهاكات صارخة وواسعة لحقوق الإنسان في إيران والأعمال الإرهابية للنظام الإيراني في الأراضي الأوروبية ضد المعارضة، والتي ستلفت نظر الشعب الايراني في الداخل ولاسيما وإن ذلك يجري مع قرب حلول الذکرى ال40 لتلك الثورة التي صار رجال الدين يأکلون الحصرم وأبناء الشعب يضرسون!