اصبحت من البديهيات السياسية الاولية , بأن اي نظام يفقد ثقة الشعب , ويقف بالضد من تطلعاته المشروعة , في تهيئة الظروف المعيشية المناسبة , وتقديم أفضل الخدمات , وحلحلة المشاكل الاساسية في الأزمات الحياتية التي تخنق المواطن , فأنه يفقد ايضاً حاضنته الشعبية والسياسية , ويصبح بدون جدار حماية , حتى لو استنجد باشرس المليشيات المتمرسة في القتل والاغتيال والخطف , إذا ترك الحبل لهذه المليشيات المجرمة أن تفعل ما تشاء وترغب , فأن مصيره سيكون غير آمن ومستقر , مهما كان جبروته في البطش والتنكيل . إذا انحنى للاطماع الاجنبية واصبح ذيل لها . اذا كان هناك تنظيم عسكري بديل للمؤسسة الدولة العسكرية , أي تصبح المليشيات المسلحة اقوى من جيش الدولة الرسمي , إذا كانت هذه المليشيات المسلحة فوق الدولة والقانون والنظام , وتكون هي الفاعل في الدولة وجيشها ضعيف وهزيل , لاحول ولا قوة لها , مثل النظام السوري الذي اعتمد على المليشيات الاجنبية الإيرانية وحزب الله اللبناني , وقمع الشعب وسلب حريته بالعنف الدموي و والآن يدفع فاتورة الحساب العسير , وضع نفسه في عمق البئر , وتخلى عنه حلفائه من إيران وحزب الله اللبناني والمليشيات العراقية , هربوا من سورية , وتركوا بشار الاسد وحيداً وسط العاصفة المدوية , والتي لن تهدأ إلا بسقوطه مثل ما يحدث بسقوط المدن الاساسية في سورية دون قتال , تسقط واحدة بعد الاخرى بالسرعة الخيالية , حتى يصل الحال الى مشارف دمشق , عند ذلك سيكون مصير بشار الأسد في مهب الريح ( كش ملك ) , بالفعل بدأت المطالبات تعلو بصوت عالٍ بتحني بشار الاسد عن الحكم , حفظاً لحقن الدماء السورية , بأن ورقته احترقت وانتهت حقبة بشار الاسد , لأن الشعب اراد التخلص من نظام بشع قاتل ومجرم , حتى لو تحالف مع الشيطان , وليس مع جبهة النصرة أوهيئة تحرير الشام الارهابية , وهي خرجت من رحم القاعدة وداعش , وارتكبت مجازر وحشية وبشعة , مهما صبغت جلدها بلون آخر , فأن عقليتها السلفية هي الاجرام القتل باقٍ لن يتغير . … وضع نظام بشار الأسد , هو نسخة طبق الأصل من النظام الطائفي في العراق , الذي يعتمد على المليشيات الايرانية , واصبح نفوذها اقوى من الدولة ومن مؤسسته العسكرية , وايديها ملطحة بدماء الشعب ,اجهضوا انتفاضة تشرين الشبابية بالعنف الدموي بوحشية , اغرقوها بالدماء و البطش الدموي , وأصبحت هذه المليشيات الدموية حطراً جسيماً على العراق , باعت العراق بسعر رخيص الى ولاية الفقيه خامنئي , اصبح وجودها يعني هلاك للدولة وضياع السيادة والاستقلال , لذلك ارتفعت الأصوات من كل طرف حتى من المرجعية الدينية المحترمة , بنزع سلاحها وحصر السلاح بيد الدولة , وإلا فأن الدور القادم سيكون في العراق المرشح الأول بما حدث ويحدث , وهذا يستدعي من الاحزاب الحاكمة ان تغيير بوصلتها الى بوصلة الشعب والتخلي عن أطماعها الأنانية الجشعة , في تغيير الظروف المعيشية البائسة للشعب , وتعمل على تقديم الخدمات الأساسية , والكف عن الفساد والسرقة والنهب , ان تعيد الثقة المفقودة بينها وبين الشعب , و إلا سيكون مصيرها الرمي في حاويات الأزبال , كما يرمى بشار الأسد في مزبلة التاريخ الآن .
جمعة عبدالله