تتميز النظام الاستبدادية بطرقها وأساليبها الملتوية من أجل الالتفاف على معارضيها والبطش بهم أو إقصائهم أو على الاقل تهميشهم، ولاسيما إذا ما کان معارضيها مستندين على دول خارجية ولا يتمتعون بقاعدة شعبية.
والهدف المهم والاستثنائي الذي تسعى إليه هذه النظم القمعية في النهاية من جراء تمکنها من معارضيها، هو زرع اليأس في نفوس شعوبها من إن الاطاحة بها هو المستحيل بعينه ولابد من تقبل هذه الانظمة وعلى مساوئها کقدر وکأمر واقع مفروض على هذه الشعوب.
نظام الشاه ومن بعده نظام ولاية الفقيه، يتشابهان کثيرا من حيث السعي لهکذا هدف بزرع اليأس في نفوس الشعب وجعله يتخلى عن فکرة النضال من أجل الحرية، لکن ومع تأسيس منظمة مجاهدي خلق في عام 1965، إصطدم نظام الشاه ومن بعده نظام ولاية الفقيه، بمعارضة مختلفة تماما عن المعارضات الاخرى، ولاسيما وإن معظم المحاولات والمساعي والطرق والاساليب المتباينة التي تم إستخدامها ضد مجاهدي خلق، قد فشلت ولم تتمکن من تحقيق هدفها والذي أطار صواب هذين النظامين إن المنظمة کلما تلقت ضربات غير عادية وواجهت حملات ضارية ضدها، فإنها کانت تعود أقوى من السابق وتجعل النظام في حيرة من أمره ويضرب أخماس بأسداس.
مجاهدي خلق التي قام نظام الشاه بإعدام قياداتها من الخط الاول في عام 1972، وتصوره بأنه قد قضى على المنظمة، لکنها عادت أقوى من السابق وخلال بضعة أعوام تمکنت من أن تزرع ليس الامل وإنما القناعة التامة بإمکانية إسقاط نظام الشاه وهذا ماحدث، ولأن التيار الديني بزعامة خميني قد أدرك منذ البداية دور وقوة وتأثير المنظمة على الشعب الايراني ورفضه غير العادي للدکتاتورية وإيمانه المطلق بالحرية، فد سعى بکل الطرق والاساليب من ترغيب وترهيب الى إحتواء المنظمة تمهيدا لتهميشها والقضاء المبرم عليها، لکنه وکنظام الشاه فشل فشلا ذريعا في ذلك لأن المنظمة لم تکن تنظيما طارئا أو مستندا ومعتمدا على أطراف أجنبية بل إن سر قوتها وديمومتها کان ولازال من عمق التإييد الشعبي لها الى جانب کونها تبرع کثيرا في إيجاد الطرق والاساليب المختلفة للنضال والمواجهة ضد نظام ولاية الفقيه.
منظمة مجاهدي خلق حققت نجاحا مذهلا في غرس فکرة مواصلة النضال والمواجهة حتى إسقاط النظام وعدم تقبل أي حلول وسط لأنه ليس هناك من منطقة وسطى ما بين الحق والباطل وإن إندلاع الانتفاضات الشعبية العارمة وإستمرار خوف وخشية النظام منها لعمله بأن دور ونضال المنظمة مستمر، واليوم وبعد الطريق المسدود الذي بات النظام يواجهه من جراء ماحدث وجرى في غزة ولبنان وتراجع دوره فإن الانظار باتت تتوجه للمنظمة وإحتمال أن تقوم بالعمل من أجل الدفع بإتجاه التهيأة لإندلاع إنتفاضة شعبية وهو أمر قد يحدث في أية لحظة.