منذ إشتعال الجبهة السورية حيث الهدف هو الدکتاتور الاسد وکذلك الميليشيات التابعة للنظام الايراني
المتواجدة في سوريا، فإن معظم الاوساط السياسية والاعلامية وبشکل خاص المراقبين السياسيين
المختصين بالشأن الايراني، يتحدثون عن نهاية مرحلة التدخلات الايرانية في المنطقة وإن عهدا جديدا
في الطريق من أهم ملامحه نهاية دور ونفوذ النظام الايراني في المنطقة.
حالة القلق بأوضع صورها تبدو على ملامح القادة والمسٶولين في النظام الايراني وهم وفي خضم
تهديداتهم وتأکيداتهم على حماية نظام الدکتاتور الاسد، فإنهم يتوسلون يمنة ويسرى لاساليب والطرق
الدبلوماسية من أجل إيقاف السيوف المتجهة للإجهاز على النظام الدکتاتوري في دمشق، لکن سقوط
النظام السوري جاء بمثابة أکبر ضربة من نوعها لهذا النظام لأنها أعلنت البد التنازلي العملي لمشروعه
السرطاني في المنطقة، فمن الناحية السياسية ليس هناك في المنطقة من يثق ويرحب بنظام کان سبب
معظم المصائب والکوارث التي حلت بالمنطقة من جراء تدخلاته فيها، ومن الناحية العسکرية فإنه وبعد
الضربة القوية التي تم توجيهها لحزب الله وفي خضم ما يجري في سوريا الان، فإن هذا الحزب لايتمکن
من القيام بما کان يقوم به قبل هذه التطورات، کما إنه أي النظام الايراني الذي لم يتمکن من التدخل
العسکري المباشر لأسباب کثيرة أهمها خوفه الکبير من إندلاع ثورة شعبية ضده لن تتوقف إلا بإسقاطه،
وخلاصة الامر فإن ما يفعله ويقوم به النظام الايراني حاليا ليس سوى مجرد رفسات الذبيح!
القلق الکبير للنظام الايراني من التطورات الجارية في المنطقة والتي تستهدف ميليشيات العميلة هو من
النتائج والتداعيات التي ستحدث من جرائها في داخل إيران، ولاسيما وإنه وتزامنا مع مايحدث فإن
الاحتجاجات الشعبية تتعاظم في سائر أرجاء إيران کما إن العمليات الثورية لوحدات الانتفاضة التابعة
لمنظمة مجاهدي خلق تتصاعد بصورة غير مسبوقة في مختلف مدن إيران، کما إن النشاطات السياسية
للمقاومة الايرانية على الصعيد الدولي والتي تٶکد في خطها العام على أن السبب الاساسي لاوضاع
السيئة في المنطقة وإثارة الحروب والازمات فيها يعود الى الدور العدواني الشرير والمشبوه للنظام
الايراني وإن إسقاط هذا النظام سيکون العمال الاهم في إستتباب الامن والسلام في المنطقة، ولذلك فإن
النظام يواجه وضعا بالغ التوتر والقلق والخوف يهيمن عليه من کل جانب وإنه يعلم جيدا بأن الانتفاضة
أو الثورة إذا ماإندلعت ضده هذه المرة، فليس هناك من أي أمل له في إخمادها وإيقافها حتى تسقطه
ولاسيما وإنه سيعلم إن المنطقة والعالم کله سيرحب أشد ترحيب بحصول التغيير في إيران وإسقاط هذا
النظام،