في 8-12-2024م هرب الرئيس السوري بذلك الوقت بشارالأسد من سوريا وكما يبدو كان ذلك وفق اتفاق بين عدد من الدول ,إذ كان هناك اجتماع بين عدد من الدول ومن ضمنها روسيا وتركيا وايران … وذلك في 7-12-2024م في دولة قطر وفي اليوم التالي هرب بشار من سوريا وكما يبدو كان ذلك عن طريق مركز حميميم الموجود في الساحل السوري الذي يتجمع فيه الجيش الروسي وكما أرى فقد خانت روسيا كعادتها بشار وهذا ما فعلته روسيا في جمهورية مهاباد عندما خانت الأكراد وجمهوريته في مهاباد مقابل بئر بترول أعطته لها ايران ,فليس من المعقول أو المنطقي أن يسيطرعدد من المرتزقة على مدينة مثل حلب خلال يوم من الزمن كما حدث في مدينة الموصل بالعراق سنة 2014م عندما هاجمت عصابات الدواعش بعدة مئأت من أعضائها وسيطرت على تلك المدينة وكان يوجد في مدينة الموصل حسب التقديرات 52 ألف من المسلحين من جيش وشرطة ومخابرات ,بعد سيطرت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)المصنفة إرهابيا في السجل الدولي على مدينة حلب في 27-11-2024م توجهت نحو مدينة حماة ثم حمص وهكذا حتى 8-12-2024م سيطرت على العاصمة دمشق وانتهى حكم عائلة الأسد الذي دام 53 سنة ,تم فتح السجون وتم سماع قصص الآلاف من السجناء الذين تم حبسهم بسبب آرائهم حتى وصل بقاء بعض هؤلاء بالسجون إلى 40 سنة .
لنرى كيف سيكون وضع سوريا والإيزيديين خاصة :
1-الوضع في الماضي : كان وضع سوريا في حالة إرهاب المخابرات ,وكان وضع الإيزيديين سيئا جدا ,فقد عانوا من الظلم في كثير من الأحيان والأوضاع دينيا وسياسيا واجتماعيا وقانونيا:
فمن الناحية الدينية ,كان ينظر إلى الإيزيديين على انهم جزء من اتباع الدين الإسلامي ,ففي حالة الزواج كان الإيزيديون مجبرين على اجراء عقد الزواج وما يتبع ذلك في المحاكم الدينية الإسلامية ,وكان يتم رفض قبول شهادتهم أمام المحاكم السورية لأنهم وحسب رأي تلك المحاكم كفار ,كما أنه كان ممنوعا بناء رموز تخص الدين الإيزيدي وأماكن العبادة .
من الناحية السياسية:كان ممنوعا انشاء أي تنظيم خاص بالإيزيديين ,وحتى التظيمات المدينة كان ممنوعا انشاؤها,فقد كانت جمعية كانيا سبي الثقافية والإجتماعية أول جمعية تم انشاؤها بسوريا وذلك بسنة 1993م من قبل عدد من الاشخاص ولكن ذلك كان بشكل سري .
من الناحية الإجتماعية والقانونية : تعرض الإيزيديون لظلم كبير جدا فمنذ انشاء الدولة السورية لم يتم الإعتراف بالإيزيديين كدين مستقل كما لم يرد ذكر اسمهم في الدستور السوري اسوة بالدياتات الأخرى ,كما تم تجريد الكثير منهم من الجنسية السورية وتم تحويلهم إلى أجانب محافظة الحسكة ,وكذلك بقي الكثيرون منهم بحالة مكتومي القيد ,ومن جهة أخرى تم تجريدهم من املاكهم الزراعية تلك الأراضي التي تم منحها للعرب الذين تم جلبهم من محافظتي الرقة وحلب وسميوا بالعرب المغمورين ,كان ممنوعا أن يشغل أي ايزيدي منصب القاضي بسبب دينه الإيزيدي رغم تخرجه من كلية الحقوق ناهيك عن الكثير من الأمور الأخرى .
2-الوضع الحالي والمستقبلي :
بعد 8-12-2024 م .جاءت مجموعة من الناس بلباس يشبه لباس الدواعش إلى السلطة بسوريا ,وهذا شكل وخلق هاجز الخوف عند الإيزيديين ,إذ أنهم لم ينسوا حتى الآن ما فعلته عصابات الدواعش بهم في شنكال وغيرها سنة 2014م من قتل وذبح وخطف واغتصاب للنساء وسبيهن وبيعهن في اسواق النخاسة بأسواق الرقة وتلعفروالموصل وغيرها وما أن شاهد الإيزيديون منظر ومظهر هؤلاء حتى دب الخوف في نفوسهم ,وما يثبت ما أقول هو ما تعرضوا له في عفرين وشهباء وحلب وغيرها إذ تم قتل الكثيرين منهم وخطف البعض وذبح آخرين ومن ثم اجبار البقية على الهجرة من وطنهم للمرة الثانية ,الأولى من عفرين ألى شهباء وتل رفعت ووو ومن ثم تهجيرهم إلى مناطق الجزيرة مثل الطبقة والرقة والحسكة والقامشلي وتربسبي (الجراح),لذا فإن الوضع الحالي ليس من الأفضل إن لم يكن من الأسوء ,فقد كان حكم البعث حكما شوفينيا أما حكم هؤلاء الجدد فهو شوفيني وراديكالي بنفس الوقت ,وإن لم تتدخل تلك الدول التي جلبت هؤلاء فإنه من المرجح بأن هؤلاء سيحولون سوريا إلى شبه افغانستان رغم أن وضع وجغرافية سوريا تختلف عن افغانستان ,فهي قريبة من أوربا ويعيش فيها الكثير من الشعوب والأمم واتباع الأديان غير الإسلامية ,بكل صراحة أقول بأن سوريا تعيش وجها لوجه مع حرب أهلية ,فالذين استولوا على الحكم من المذهب السني من الإسلام ويعيش في الساحل السوري وخاصة في محافظتي اللاذقية وطرطوس اتباع المذهب العلوي من الإسلام وهؤلاء ليسوا على وفاق ووئام منذ مئآت السنين وخاصة وأن ما فعله الرئيس حافظ الأسد وأخوه رفعت وابنه بشار مزروع في مخيلة اتباع المذهب السني وسيأتي الإنتقام حتما وبدأ ذلك منذ اللحظة الأولى عندما أقدم الحكام الجدد على حرق قبر حافظ الأسد وابنه باسل في مدينة قرداحة وهذا شذرة أو حبة من كومة رمل وسيأتي التالي بويلات كما اتوقع,أما في الجنوب وخاصة بمحافظة السويداء فيعيش اتباع الديانة الدرزية ولن يقبل هؤلاء بتطبيق ما سيفرضه الحكام الجدد أبدا والبارحة سمعت صوت أحد هؤلاء ينادي نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل ويدعوه لضم منطقتهم إلى اسرائيل كما كان يقول بأنه ممنوع منعا باتا دخول الزعيم الجديد المدهو أحمد الشرع (ابو محمد الجولاني)وهو زعيم جبهة النصرة إلى السويداء ومنطقة الدروز ,هذا الأمر يمكن قوله بالنسبة للمسيحيين والإيزيديين إذ انهم سوف يرفضون الحجاب وما يتعلق بذلك ,من ناحية أخرى نجد الأكراد الذين شكلوا جيشا مؤلفا من مئآت الآلاف من الأفراد بأنهم سوف لن يقبلوا بما سيفرضه هؤلاء ,هنا يأتي دور تلك الدول التي جلبت هؤلاء لأجل التدخل كما حدث للعراق ووضع ضوابط كل ما يتعلق ببناء دولة علمانية ليحصل كل شخص على حقه وكل شعب على حقه وكل دين على حقه .
ما المطلوب من الإيزيديين ؟
هنا يظهر أمر مهم هو الإتفاق ,فبدون اتفاق الإيزيديين سوف لن يحصلوا على حقوقهم كما في السابق وسيبقون تابعين لغيرهم كما كانوا قبل الآن وسوف لن يتم الإعتراف بهم لا في الدستور السوري الجديد ولا في الشارع العام ,نعم نحن الآن كإيزيديي سوريا منقسمون وموزعون بين هذا وذاك وإنني أرى بانه إن لم نتفق ونجلس على طاولة مستديرة ونتفاهم ونشكل قوة موحدة سوف يضحك علينا الناس وسيتم القاء كل ما يطالب به في سلة المهملات وانا متأكد ,لذلك قبل كل شئ وكما يقال قبل الأكل والشرب يجب أن نتفق كي نوصل صوتنا للجهات المعنية وبأقصى سرعة ويجب أن تكون وجهتنا دمشق لأن كل الناس يتوجهون إلى دمشق ومادمنا جزء من هؤلاء فيجب أن نعمل لأجل مصلحة شعبنا كما يفعله الآخرون .