صوم شيشم Rojeit Şeşm
( الاصل صوم شيشم وليس صوم ايزي)
الديانة الازدائيه الشمسانية ديانة طبيعية تستمد من الطبيعة والشمس والقمر والنجوم وتغيرات المناخ والظواهر الطبيعية قوتها وطقوسها وتقاليدها وعاداتها ،والدين هو وليد تاثير الطبيعة على الإنسان.
والشمس يعتبر نور الخالق وقبلة الازدايين في العبادة ولذا قد اسموا بالشمسانين او الهوريين او الخوريين باعتبار الشمس هي مصدر الضوء والطاقة لديمومة الحياة .
لذا ان اغلب الأعياد والمناسبات الدينية الايزدية مرتبطة بالطبيعة وتغير الظروف الجوية .
تدور الأرض حول الشمس ولها محور مائل لذا في فترات مختلفة من العام يميل كوكب الأرض نحو الشمس بواسطة نصفي الكرة الأرضية المختلفين . هذا يؤدي الى ان احد نصفي الكرة الأرضية يتلقى المزيد من الضوء والحرارة والأخر اقل .
في أيام الاعتدال الربيعي والخريفي ان نصفي الكرة الأرضية يستقبلان نفس القدر من الضوء وان النهار يساوي الليل تقريبا .
في أيام الانقلاب الشتوي يكون للشمس اكبر انحدار نحو الشمال او الجنوب بالنسبة لخط استواء الأرض .
يحدث الانقلاب الشتوي في نصف الكرة الشمالي حيث يعيش غالبية البشر 90%في يوم21 كانون الأول في هذا العام في العراق ويكون نهار يوم السبت ٢١ كانون الأول الغربي اقصر نهار في السنة في العراق ٢٠٢٤م ( وهو يقابل نهار ١ك١ الشرقي الذي ١٤ ك١ الغربي) لذا يكون يوم أول الجمعة من كانون الأول الغربي ٢٠٢٤م يوم عيد شيشم (وهو اول يوم جمعة من الكانون الأول الشرقي أي ٤ك١ الشرقي الذي يقابل ٢٠ ك١ الغربي (لذا يوم عيد شيشم اول يوم الجمعة وهو يوم ٤من كانون الأول الشرقي هو نفسه الجمعة .
٢٠ ك١ الغربي ) أي ان حساب ولات شيخ هو الادق من حساب الفقراء لتحديد هذا العيد . وفي هذه الظاهرة الفلكية تكون الشمس عمودية تماما على مدار الجدي الذي يقع جنوب خط الاستواء خلال العام .
ويحدث الانقلاب الشتوي مرتين في السنة مرة في نصف الكرة الشمالي في كانون الأول ومرة في نصف الكرة الجنوبي في حزيران حيث يعيش حوالي 10% من البشر . ولكن هناك مشكلة لتحديد موعد صيام شيشم والعيد في استراليا التي تقع في نصف الكرة الجنوبي ويكون الانقلاب الشتوي في استراليا في شهر حزيران حيث الان هم في فصل الصيف ونحن في العراق في فصل الشتاء لذا لا ينطبق عليهم حساب المركه وقد تحتاج إلى قرار من المجلس الروحاني .
في فلسفة الديانة الازدايية ينظر الى الانقلاب الشتوي على انه وقت موت و ولادة جديدة عندما تتجدد قوى الطبيعة وارواحنا , انه يمثل اللحظة الزمنية التي تموت فيها الشمس القديمة ويعتقد عندما تولد الشمس الجديدة في العام الجديد فانها تعيد احياء هالة الأرض بطرق مبهمة مما يمنح فرصة جديدة للحياة لارواح الموتى وهنا نرى زيارة قبور الموتى طيلة أيام عيد الصوم الايزيدي .
ظهور نجمة الزهرة وارتباطها بـ الميزان ودورة القمر يشكل أسسًا تقليدية وروحية لتحديد عيد الصوم الإيزيدي. هذا التوافق بين العناصر الفلكية والطبيعية يعكس التزام الإيزيديين بالتناغم مع الكون ودوراته في طقوسهم الدينية. صوم شيشم الذي يعتمد فلكيا من خلال نجمة بيرو (الزهرة)فجر يوم الثلاثاء ١٧ك ١ ونجمة ترازو (الميزان) فجر يوم الأربعاء ١٨ ك١ ونجمة القرغ فجر يوم الخميس ١٩ك١وفي يوم الجمعة ٢٠ك١ تعود الشمس الى مسارها ويطول النهار لذا اتخذ عيدا بفرحة عودة الشمس وسمي عيد شيشم وهو يصادف اول جمعة من كانون الأول الشرقي الايزيدي .
ويجب على الأقل ان يكون يوما واحدا من الصوم او يوم العيد ضمن شهر كانون الأول الشرقي أي بعد اليوم 13 من شهر كانون الأول الغربي وهذا العام كان أيام الصوم الثلاثة ويوم العيد ضمن ك١الشرقي الايزيدي .
وفي يوم الانقلاب الشتوي الذي يختلف توقيته من بلد لاخر في النصف الكرة الشمالي ومن ضمنه العراق .
لذا الأصل هو صوم شيشم (احد اسماء خودا الخالق في الازدائية ونقول في دعائنا :
يا شيشم توو مه فه رى ،توو ريبه رى ،توو خالقى منئ هه ر و هه رى) بمعنى يا شيشم ان المفر وانت المهتدي وانت خالقي للابد)
وكذلك شمش البابلي و اوتو السومري أي اله الشمس اله النور والحرارة والطاقة حيث قرر الازدايين الصوم والتعبد الى ان يطول النهار من جديد ولحسن الصدف فقد لاحظوا انه في اليوم الرابع ظهر إطالة طفيفة في النهار وحسب اعتقادهم فان الشمس القديمة قد ذهبت او ماتت وظهرت الشمس الجديدة المفعمة بالنور والضوء أي ولدت شمس جديدة فاحتفلوا بهذه المناسبة وجعلوها عيدا دينيا لهم ومارسوا في السنوات التالية .ولحد يومنا هذا حيث يحتفل بهذا العيد عيد صوم شيشم عائلة ال جلو من ايسيان وهم من قرية جلو في ولات خالتا التركية ومن عشيرة قزلا ويعتقد انهم ينتمون الى الزعيم الايزيدي كلشي جلو (keleşe çelo) حيث نزحوا من تركيا نتيجة إبادة الازدايين في ولات خالتا وتوجهوا الى سنجار ومن ثم الى ختارة وأخيرا استقروا في
ايسيان وحافظوا على الإرث القديم الأصيل والجدير بالذكر هناك عوائل من شيوخ شيشم وعائلة من المريدين من عشيرة خالتا في باعذرة ورمبوسي في سنجار وقسم من العوائل في سوريا وأرمينيا ما زالوا يحتفلون بعيد صوم شيشم .علما ان جميع من ذكرناهم من ولاتي خالتا في تركيا .وهناك من يصوم ٣ أيام باسم صوم شيشم و ٣ أيام باسم صوم ايزي .
لذا لابد ان نؤكد بان الأصل هو عيد شيشم وليس عيد ايزي، ولكن بعد قدوم العائلة العدوية وتطبيق اركان التصوف الإسلامي الثلاث وهي شيخ الطريقة (عدي بن مسافر الاموي) والطريقة العدوية والمريدين (الذين يتبعون شيخهم شيخ الطريقة وهم العدويين الادانين)، وخاصة في عهد شيخ حسن ابن شيخ عدي الثاني تم تغير هذا العيد الى صوم ايزي والأرجح تيمنا بسلطان ايزي الذي اعتبروه سرا من اسرار طاوس ملك وعظموه ومجدوه لحد الالوهية واعتبروه هو الخالق واحد أسماء الخالق وللأسف قد نجحوا في سعيهم بعدما تم تصفية كل من يعارضهم من الابيار الكهنة وأبناء ايزدين امير واتباعهم مما اضطر الباقين من الابيار على الانصياع للامر الواقع وتغنوا بمجد العائلة العدوية ولكن الشمسانيين رفضوا ذلك مما أدى الى الخلاف الشمساني الاداني ومن ثم الصلح والتراضي بمنح مزايا ومناصب واعطاء بناتهم للشمسانيين ولكن دون جدوى فابناء ازدين امير رفضوا لبس الخرقة ورفضوا التوجه الى القبلة أي الكعبة في الدعاء وحافظوا على التوجه للشمس في شروقه وغروبه واتخاذها قبلتهم في ادعيتهم .
ونظرا لتقارب اسم ازداي مع اسم ايزي ولصعوبة لفظ ازداي فقد استعمل الازدايين لفظة ايزي بدا من ازداي للدلالة على اسم الخالق خودا .وقد استغل العدويين لفضة ايزي وأضافوا اليه حرف الدال ليصبح ايزيد وتحول اسم الازدايين الى الايزيديين ومن ثم يزيدين للمنتمين الى المدرسة الاموية وتشبها بيزيد بن معاوية الخليفة الاموي .
ولكن هناك الان بوادر الانفتاح من قبل بعض الكتاب والباحثين والشباب للرجوع الى الأصل من حيث العادات والطقوس والتقاليد والارث القديم
وكما يقال مسافة الف ميل تبدا بخطوة لذا التغيرات والتزوير والتحريف لاركان الديانة الازدايية الشمسانية والتسلط الذي مارس عليهم وإدخال المفاهيم الصوفية الإسلامية والتباهي بشخصيات صوفية إسلامية كالحلاج وجنيد البغدادي وحسن البصري ورابعة العدوية وعبدالقادر الكيلاني وعبدي ره ش اي العبد الأسود إشارة الى بلال الحبشي وقضيب البان وغيرهم الكثير من الأربعين شخصية التي رافقت الشيخ عدي بن مسافر عند قدومه الى لالش وسيطرته وعائلته على لالش وزمام أمور الازدايين وبناء مزارات وقبب باسمائهم ومنذ ما يقارب من 900 عام فالتغير ليس بالشيء السهل ولكن ليس بالمستحيل وقد يتمتع احفادنا بالرجوع الى ديانتهم العريقة المبنية على علاقة المخلوق بالخالق وعبادته من خلال ما خلقه الخالق خودا من الاكوان والكواكب والنجوم والظواهر الطبيعية والتغيرات المناخية ويوم بعد يوم سينكشف الغطاء عن الأديان التي صنعها البشر وجعلوا للخالق أسماء وصفات تتماشى مع مصالحهم الدنيوية وقد كان لاكتشاف تلسكوب هابل الفضائي و جيمس ويب اكبر صفعة بوجه رجال الدين، ولكن ديانتنا تؤمن بمدا الانبعاث والتجديد والاستنساخ للارواح ولم تحتاج يوما الى نبي ورسول بل علاقتنا مباشرة بخالقنا من خلال ما خلق من نجوم واكوان ومظاهر الطبيعة .
قد ابتعدنا عن موضوعنا وهو عيد صوم شيشم الذي يعتمد كليا على الحساب الفلكي والانقلاب الشتوي حيث اقصر نهار واطول ليلة ,
والجدير بالذكر حساب طبقة الفقراء في سنجار لا يطابق مع اول يوم جمعة من ك١ الشرقي الايزيدي بل حساب ولات شيخ المتمثل باختيارى مركهى يصادف اول جمعة من ك١ الشرقي الايزيدي والذي يصادف ٧ك١ الشرقي وهو يوم ٢٠من ك١الغربي وهو يوم العيد… وربما في السنوات المقبلة سيتفقون على تقويم خاص يعتمد على الحساب الفلكي الدقيق حيث في نهار الانقلاب الشتوي يكون هناك اقصر ظل ومنه يتم تحديد أيام الصوم والعيد .
علما ان اعيادنا تعتمد على التقويم الشرقي(اليولياني) الذي يتأخر عن التقويم الميلادي (الغريغوري) بعد القرن العشرين ١٣ يوم وهو نفسه كان يتأخر ١٠ أيام عام ١٥٨٠م عند اعتماد التقويم الميلادي ،ولكن قبل الف عام كان الفرق بينهما ٧ أيام وربما كان العيد يوم الاربعاء عند الازدائيين القدماء ولكن الآن هو الجمعة الأولى من ك١ الشرقي للحساب الايزيدي.
المصادر.
١.من اخبار الفلك في الانترنت والذكاء الاصطناعي .
٢.مقالة المرحوم الكاتب سليمان أبو كاشاخ
٣.محادثة تلفونية مع الأخ سلام بدل اومي الخالتي من ايسيان والأستاذ قاسم جندي من ايسيان .
الصور .
تلسكوب هابل الفضائي
تلسكوب جيمس ويب.
الانقلاب الشتوي في ٢١ كانون الأول عام٢٠٢٤ في العراق .
عفوا دكتور انه اليوم السابع وليس الرابع من الكانون الشرقي الارثدوكسي