مذكرات أنصارية
في شهر يناير من عام 1987 بدأ النظام البعثي انطلاقا من بلدة أتروش بتحشيد قوة متكونة من فرقة متجحفلة من الجيش النظامي ووحدات من ما يسمى بالجيش الشعبي وسرايا أبي فراس الحمداني التابعة للاستخبارات العسكرية وأفواج من الجحوش الزيبارين والريكانيين والهركيين، ذلك لزجها في معركة كبيرة وطويلة ضد مناطق تواجد الاحزاب العراقية المعارضة والهجوم على مقراتها وبشكل خاص مقر أنصار حزبنا الشيوعي العراقي في كه لي مراني، ومقر سيده را لمحلية شيخان لبيشمه ركه الحزب الديمقراطي الكردستاني.
قبل الهجوم بايام وردتنا معلومات من رفاقنا في التنظيم الداخلي ومصادرنا الاستخباراتية في المنطقة، تؤكد على نية النظام القيام بهجوم عسكري شامل وضخم على المنطقة و على مقراتنا ، وهو يقوم بتحشيداته وجمع قواته بجميع صنوفها في منطقة شيخان وبلدة اتروش لبدء عمليته العسكرية وهجومه الشامل، وبدأت الاخبار تتسارع حول تحرك قوات العدو مع معداتها من الدبابات والمدرعات والمدافع الثقيلة ومدافع الهوزر النمساوية، وعلى ضوء هذه المعلومات ومعطيات الوضع العسكري، اجتمعت قيادة الفوج الاول للانصار لبحث طبيعىة الهجوم ، ولاتخاذ جملة من الاجراءات الاستباقية اللازمة والضرورية بشأن ذلك، وتوصلت إلى مايلي .
1-ارسال برقية فورية الى قيادة القاطع في بهدينان لاطلاعهم على مجريات الوضع العسكري في المنطقة عن كثب .
2-سحب جميع عوائل الانصار الساكنة في القريتين صوصيا واطوش وإرسالهم مع مجموعة من الانصار الكبار السن والمرضى الى قاطع أربيل في قرية كافية ضمن منطة الزيبار، خشية اعتقالهم والتنكيل بهم.
3-إرسال مفرزة من الانصار إلى قلعة كانيكا ومحيطها ، وهي موقع ستراتيجي في المنطقة ، لمراقبة الوضع وتحري المعلومات ومعرفة تحركات العدو في المنطقة .
4-اللقاء مع محلية شيخان للحزب الديمقراطي الكردستاني لغرض التنسيق حول كيفية مواجهة قوات العدو والتصدي له . كانت مفرزتنا التي أرسلناها في اليوم الأول بقيادة الرفيق النصيرالباسل أبو نصير الصغير، الذي استشهد بعد هذا الحدث في احدى المعارك مع مرتزقة النظام ، وكانت المفرزة تضم مجموعة من الانصار، بينهم الشهيد ياسين من أهالي بغداد والشهيد جنان من القوش والفقيد أبو ندى و شيخ كسر و سالم رش و مكسيم و بهجت بوزاني . أما مفرزة البيشمه ركة التابعة لمحلية شيخان (حدك) كانت بقيادة عزيز باسكه ديري وميرزا كورو مع مجموعة من البيشمه ركة لا يتجاوز عددهم عشرة مقاتلين سبقت مفرزة رفاقنا فيل الوصول الى القلعة ، قبل وصول قوات العدو اليها واحتلالها بيومين ، و كانت هذه المجموعة تتواجد هناك في المنطقة أصلا ، هناك وحوالي القلعة انتشرت هذه المفارز في خنادق موحدة استعدادا لمواجهة القوات المتقدمة، وعندما تأخرت هذه القوات في تنفيذ هجومها لأسباب المزيد من التحشيد أو غير ذلك ، بقيت قواتنا المشتركة مرابطة في القرى المحيطة بقلعة كانيكا تحسبا للهجوم المرتقب الذي يعد له النظام .
في اليوم الثاني أرسلت قيادة الفوج مجموعة أخرى من الأنصار، وأتذكر كان من بينهم النصير ناظم ختاري لتعزيز مفرزة أبو نصير وتزويدها ببعض قدائف الـ RBG والأعتدة الأخرى، وعند وصول المجموعة إلى قلعة كانيكا ولقاءها بمفرزة ابو نصير، انتشرت مع بقية رفاقها في خنادق قتالية استعدادا لمعركة التصدي لهجوم قوات النظام ، ولكن مرة أخرى تأخرت هذه القوات في تنفيذ هجومها ، ولهذا أضطرت قوات الأنصار والبيشمه ركه المرابطة في محيط القلعة في المساء ووسط ثلوج كثيفة متراكمة حوالي القلعة والقمم المحيطة بها ، أن تتوجه إلى قرية كانيكا القريبة من أتروش لغرض الاستمتاع بقسط من الراحة والدفء والحصول على بعض الطعام ، فباتت هناك بحذر شديد ، وخرجت منها فجرا، متوجهة إلى خنادقها في القلعة ومحيطها ، وعند حلول النهار وفي صباح
متأخر بدأت قوات النظام تتقدم من أتروش وسط تبادل الرمي، وكان يسبقها الطيران السمتي الذي حلق كثيرا في أجواء المنطقة المحيطة بالقلعة ورمى بححمه وصواريخه على خنادق الأنصار والبيشمه ركه، ولذلك تقرر الانسحاب من القلعة لتجنب مخاطر القنابل الشديدة الانفجار التي قد تسقط على القلعة وبالتالي تحدث إنفجارا وتلحق ضررا بقواتنا، وهكذا أعيد انتشارها في محيط القلعة، و رفاقنا تموضعوا في القمم المجاورة منها ، بدأت قوات النظام تقترب من القلعة ، وبدأ تبادل النار يشتد بين الانصار والبيشمه ركة من جهة و قوات النظام المهاجمة من جهة أخرى. وكلما كان يتقدم النهار كانت تشتد المعارك والهجوم على القلعة يزداد ضراوة وبين التراجع والتقدم لاكثر من مرة من قبل الجحوش، وبعد استغلال الظروف الجوية السيئة والضباب الكثيف الذي حجب الرؤية في محيط القلعة وبمساندة الطيران والمدفعية الثقيلة استطاع الجحوش التقرب من القلعة، ما اضطر مفرزة البيشمه ركه للحزب
الديمقراطي الانسحاب من مواضعها دون اعلام رفاقنا بالأمر ، وكل هذا سهل عملية دخول قوات الجحوش إلى القلعة ، الأمر الذي أربك رفاقنا بسبب عدم وضوح ما يجري، فاستعدت مجموعة منهم بقيادة أبو نصير لاستطلاع ما يجري داخل القلعة حيث كانت المجريات غير معروفة بالنسبة لهم ، فاستغلوا الضباب الكثيف وتسللوا إلى نقطة قريبة من القلعة ، ولكن سرعان ما انقشع الضباب، فاصبحت مجموعة الانصار مكشوفة لقوات العدو المتواجدة في القلعة، والتي أمطرتهم بوابل من الرصاص الكثيف ، وعلى أثر ذلك سقط النصير جنان شهيدا بعدما أصيب بالنيران الحاقدة لقوات العدو المتقدمة ، فاضطر بقية الانصار الانسحاب تحت ضغط هذه النيران وتحليق طائرات الهيلكوبتر السمتية فوق رؤوسهم ، ومما يؤسف له لم تستطع المجموعة سحب جثة الشهيد جنان من ساحة المعركة بسبب القرب الشديد من القلعة ، وبعد هذه الخسارة واحتلال القلعة قررت المجموعة الانسحاب من مواضعها القتالية
المحيطة بالقلعة، لان استمرار بقاءها كان سيعرضها إلى خسائر فادحة. في نفس اليوم قررنا إرسال قوة اخرى لتعزيز مفرزة ابو نصير والانضمام إلى المعركة، وكانت هذه القوة بقيادتي، وعند وصولنا الى منطقة العمليات تم اللقاء مع مفرزة ابو نصير المنسحبة الى مواقع دفاعية قريبة من القلعة، واحاطتنا بتطورات الموقف على الجبهة، من انسحاب مفرزة الديمقراطي وإلى استشهاد الرفيق جنان وعدم استطاعتهم سحب جثة الرفيق بسبب استشهاده قرب القلعة وكثافة نيران العدو ثم قرار الانسحاب من محيط القلعة. على ضوء هذه المعلومات والتطورات على الجبهة وتقدم قوات العدو لاحتلال المواقع والمرتفعات القريبة من القلعة أرسلنا الرفيق ناظم ختاري الى مقر الفوج لابلاغ قيادتها بكل ذلك ، وأكدنا على ضرورة اللقاء مساءأ في قرية كاني مازي لغرض التنسيق مع قوات محلية شيخان للحزب الديمقراطي الكوردستاني .
بعد الاتصالات واللقاءات قررنا الانسحاب في المساء الى قرية كاني مازي ، لغرض تحقيق اللقاء المرتقب مع قيادة محلية شيخانل للحزب الديمقراطي الكردستاني لدراسة التطورات على الجبهة والتنسيق بين قواتنا ، وتوزيعها على المحاور وكيفية التصدي لهذا الهجوم الكبير لقوات العدو ، ومما يذكر حضر هذا اللقاء من طرف قوات الحزب الديمقراطي في محلية الشيخان شمال زيباري المسؤول الاول للمحلية ومعه الفقيد سلو خدر أحد قادة البيشمه ركه في المحلية، ومن طرفنا أي الفوج الاول لانصار الحزب الشيوعي حضر كل من ملازم هشام وانا (توفيق ختاري ) ، في هذا اللقاء تم الاتفاق على توزيع قوات الطرفين على المحاور التالية
.
1- محور قرية كفركي والسلسة الجبلية من الجهة الشرقية لقرية كفركي والى القمة التي تشرف على كه لي كاني مازى لانصار الحزب الشيوعي بقيادتي .
2- المحور الثاني، سلسلة جبل كاني مازي وقرية شكفتي التي تشرف على الشارع العام المبلط والذي يربط قرية كاني مازي بناحية اتروش لقوات البيشمه ركه لـ ( حدك ).
وبعدها أرسلنا برقية اخرى ، بعد برقيات متتالية الى قيادة القاطع وأعلمناهم باخر التطورات ، وطلبنا منهم إرسال قوة إضافية لنجدة قواتنا وتعزيزها وتمكيننا من التصدي لهذا الهجوم الكبير، في اليوم الرابع والخامس من المعارك والاشتباكات بيننا وبين قوات العدو ومحاولاتها احتلال بعض المواقع ، تصدت قوات الانصار والبيشمه ركة لهجماتها وأوقعت في صفوفها خسائر كبيرة، ولم تستطع إحراز اي تقدم أو اختراق في مواقع الانصار والبيشمه ركه ، وكانت اغلب المعارك تجري في النهار سعيا من القوات المهاجمة لتحديد مواقع قواتنا، عادة كان القصف الجنوني الكثيف من الراجمات ومدافع 120 ملم و80 ملم ومدافع الهوزر النمساوية وبمشاركة الطيران الحربي والسمتي يستهدف المنطقة والقمم الجبلية ومواضع الانصار والبيشمه ركه، علاوة على ساحة المعارك، كان يجري استهداف مقراتنا بمدافع الهوزر. ثم تبدأ الهجمات على الأرض من قبل الجحوش و الجيش النظامي ومفارز الجيش
الشعبي ومفارز الاستخبارات وبتغطية مستمرة من الطيران والمدفعية بمختلف أشكالها وأحجامها .
واثرهذه النيران الكثيفة، استطاعت القوات المهاجمة احتلال بعض القمم المطلة على ساحة المعركة فأصبحت المنطقة كلها تحت تأثير نيران أسلحتها ، ما سهل لها إحراز بعض التقدم ، إلا أن بسالة الأنصار وقوات البيشمه ركه ومقاومتهم الشرسة في هذه المرة أيضا لم تتأثر ، فقاوموا ببطولة غير متناهية ، وتصدوا ببراعة عسكرية وشجاعة لا تلين لكل هذه الهجمات . كان طاقم مدفعيتنا بقيادة النصير كفاح كنجي ، يدك تجمعات الجيش و الجحوش والجيش الشعبي بلا رحمة وأنزل فيهم خسائر كبيرة ، فلولا نيران مدفعية كفاح ، لاستطاعت قوات الجحوش تطويقنا والالتفاف علينا من الخلف، وفي اليوم التالي وبعد وقوع خسائركبيرة في صفوف العدو، جن جنونه ، فاستخدم كل ما لديه من قوة وأسلحة فتاكة في المعارك ، واشتدت ضراوتها من جديد ، إذ يمكنني القول بأن هذه المعركة كانت من أعنف المواجهات التي خاضتها قوى المعارضة العراقية، بما في ذلك انصار الحزب الشيوعي العراقي والبيشمه ركه من الحزب الديمقراطي الكردستاني ضد القوات النظامية والميليشيات التابعة للنظام البعثي في العراق في عام 1987 ، هذه المعركة أظهرت حجم التعقيد العسكري ومدى الحاجة إلى التنسيق المطلوب لمواجهة قوة نظامية مدججة بالعديد والسلاح والعتاد، وتعتبر هذه المعركة شهادة حية على الشجاعة والاقدام والتضحية التي أظهرها المقاتلون في وجه قوة طاغية، وتسلط الضوء على المعاناة الكبيرة التي عاشها العراق في تلك الحقبة.
وفي الايام الأخيرة من المعارك دفع النظام بتعزيزات كبيرة من السلاح والعتاد والمقاتلين لدعم قواته وتغيير تكتيكاته العسكرية ، وعليه ركزت تلك القوات هجماتها على محور البيشمه ركه التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني ، ودكت مواقعها ومواضعها بشكل وحشي وعنيف، فتحت تأثير هذا الضغط القتالي والناري الهائل، اضطرت قوات البيشمه ركة الى الانسحاب الى مواقع خلفية بعيدة عن ساحة المعركة، تحديدا في السلسلة الجبلية قرب قرية موسه له كا ، هذا الانسحاب أدى الى فقدان السيطرة على الطريق العام الذي يربط المنطقة بناحية اتروش وإبعاد وإزالة أي خطر على تقدم إليات العدو ، مما يوفرلها حرية الحركة ، وسهل ذلك لقوات العدو الالتفاف على مواقع الانصار الشيوعيين .
تسبب انسحاب قوات البشمركة ، في إحداث ارباك كبير في محور الأنصار، حيث باتت مواقعهم مكشوفة بالكامل لنيران العدو، وأصبحت إمكانية مواصلة القتال والمواجهة غير قائمة، وفي نفس الوقت حال دون إمكانية الإنسحاب من ساحة المعركة في وضح النهار. لذلك قررت قوات الانصار مواصلة القتال رغم الصعوبات القتالية ، انتظارا لغروب الشمس والانسحاب بعد ذلك ، خلال هذا الوقت دارت معارك ضارية مع قوات الجحوش ، ألتحم فيها الطرفان ، واستخدمت فيها القنابل اليدوية ( الرمانات) في العديد من المواقع ، ورغم هذه الهجمات المتكررة والمعارك الشرسة استطاع الأنصار المقاومة والصمود حتى المساء . عند المساء انسحبنا الى المواقع الخلفية القريبة من مقرنا الرئيسي في كه لي مه راني للدفاع عنه، نتيجة إصرار قوات انصار الحزب الشيوعي على مواصلة القتال ببسالة للحيلولة دون وصول القوات المهاجمة إلى مقرهم في مه رانى ، حاول العدو فتح محور جديد
عبر منفذ قريتا سوار وسبندار، بهدف تشتيت المقاومة، لكن قوات النجدة المشتركة القادمة من القاطع ومن المناطق الأخرى كانت مستعدة في قرية سبندار، إذ كان يقودها أبو إيفان من الحزب الشيوعي وتمر كوجرمن الحزب الديمقراطي الكردستاني حيث تصدت لهم هذه القوة وضربت أروع أمثلة البطولة والإقدام ، فالحقت بصفوف قوات العدو خسائركبيرة ، مما أجبرها على الانسحاب دون تحقيق أهدافها .
استمرت المعارك البطولية لمدة خمسة عشرة يوما في ظل ظروف جوية قاسية من البرد والجوع وتحت ضغط نيران العدو الكثيفة ، وهي تعتبر شهادة حية على شجاعة مقاتلي الأنصار والبيشمه ركه وتضحياتهم وبسالتهم ومدى تمسكهم في الدفاع عن قضية شعبهم وقناعتهم في وجه نظام أرعن، أرتكب في تاريخه المخزي جرائما لا تعد ولاتحصى.
بلغت خسائرنا في هذه المعارك شهيدا واحدا وهو الرفيق ( النصير جنان ) وأصابة نصير اخر بجروح خفيفة من أنصار حزبنا ، فيما استشهد إثنان من قوات البيشمه ركه للحزب الديمقراطي الكوردستاني نتيجة القصف المدفعي، إضافة إلى مواطن من قرية بانيا قشوريا التي كانت تسكنها العشائر القشورية.
على الجانب المادي تعرضت قريتا صوصيا وآطوش ، حيث كانت تسكن فيها عوائل الانصار للدمار الكامل باستخدام الشفلات التي كانت بحوزة قوات العدو والحرق .
بعد انسحاب قوات النجدة الى مقر مه رانى أثر معارك ضارية، عقدت قيادة الفوج بكوادرها العسكرية والسياسية إضافة إلى كوادر التنظيم المحلي اجتماعا موسعا، لدراسة الوضع العسكري وتداعيات المعارك الضارية مع قوات النظام الدكتاتوري، وبعد مناقشات طويلة و دراسة متانية ، تقرر الانسحاب المؤقت من مقر مه رانى وفق خطة مدروسة ، حيث وجدت ان الاستمرارفي القتال في ظل هذه الظروف سيكلف الأنصار خسائر غير مبررة . رغم اعتراض قيادة قوات النجدة على الانسحاب، تم حسم القرار وجرى تبليغ قيادة القاطع به ، وهي بدورها وافقت على الخطة.
عليه تم تقسيم القوات الى مجموعتين الاولى توجهت الى منطقة به ري كارا ( حوض جبل كارا ) بينما تحصنت المجموعة الثانية التي كنت أنا من ضمنها وملازم هشام وابو حازم القوشي وعدد كبير من الأنصار في المواقع المشرفة القريبة من المقر ، لمراقبة حركة العدو في المنطقة .
وأثناء المراقبة لاحظنا مجموعة من الجحوش يرافقهم جنديان يحملان أجهزة اتصال لاسلكية دخلو مقرنا ، فوجدناهم يتحركون في باحة المقر ، ثم قاموا بحرق غرفة التنور فقط ، وبعد ذلك باشروا بالانسحاب من المقر على عجالة .
بعد هذه الحادثة عدنا إلى المقر، فوجدنا ورقة معلقة على جدار المشجب، مكتوب فيها اعتذار عن حرق التنور ، وشعرنا بأن الغاية من ذلك كانت دليل لقيادتهم الدخول الى المقر وحرقه ، أما ما تبقى من أبنية المقر الأخرى فقد كان كل شيئ على ما يرام، لم تمسها أيادي الجحوش ولم يلحق بها أي ضرر، وبعد انسحاب قوات العدو من مقرنا، بدأت بقية القوات بالانسحاب من المنطقة تماما ، فعادت الامور بعدها إلى طبيعتها، واثر ذلك قررنا إعادة عوائل الانصار التي تركت المنطقة قبل اندلاع المعارك إليها مرة أخرى ، ثم بدأت عملية بناء بيوت سكنية لها قرب المقر وذلك بسبب تهديم وإحراق بيوتهم أثناء اقتحام القرى التي كانوا يسكنون فيها .
توفيق ختاري
المانيا 13.12.2024