وداعا ايها الحكيم وصاحب القلب الكبير ، وداعا بعد أن نقشت أسمك في ثنايا تأريخ العراق الحديث ، وعاصرت حكومات ومطاحن سياسية وتقلبات حكام ، وعهود تباينت في نظرتها لقومك ، لكنك بقيت توازن وتقرر بما فيه مصلحة الناس والسلام .
حقا كنت تمثل الحكمة والتعقل والخبرة التي أتمنى أن لا نفقدها بغيابك ، ومثلك يمتلك تلك المساحة من المهابة والشخصية التي تمكنت ان تنشر حقيقة وصوت الأيزيدية دينا وشعبا وأعرافا وقيما بين كل الأرجاء ، كنت عنصر خير ونبع معرفة تعلمتها من تلك السنين العجاف التي مررتم بها ، حتى حل هذا العصر الجديد .
الأسى والحزن والدموع لن تغير من حقيقة رحيلك ، وكنت تدرك هذه الحقيقة ، حريصا على اهلك حرصك على أولادك وبيتك ، عرفناك صلبا وشجاعا وصريحا ، وكنت تقف أينما تقف مصلحة الأيزيديين ، وكان صوتك الأقوى والأشجع .
وداعا ايها الشيخ الجليل وأنت تترك محبتك في قلوبنا ، وسيرتك في تأريخنا ، وصورتك في حاضرنا ، وصوتك لمستقبلنا ، خسرناك ونحن أحوج ما نكون لأمثالك من الشجعان الحكماء ، مع ثقتي بوجود الكثير من بين أولادك وقومك ، حتى يأخذوا مسيرتك وخطواتك بما يحقق الأمن والسلام لأهلك .
وداعا وأنت ترحل عنا جسدا لتبقى روحك تهيم فوق لالش وكل مدن وقرى الأيزيديين ، وأنت تتمسك بغصن الزيتون تذكرنا بأنكم أهل المحبة والسلام والتسامح والشهامة والنخوة ، وأنكم أهل الصبر والثبات .
نم قرير العين فقد أديت ما يمليه عليك ضميرك ، وتمكنت ان تسكن في قلوب الطيبين ، وأن ترسم صورة وديعة لمن لم يلتق بك أو يتعرف عليك عن قرب ، ليس لي سوى أن اقول لك وداعا صديقي الكبير ستبقى في الذاكرة حتى تلتقي روحينا ، لأهلك وكل الأيزيديين ولكل محبي السلام والتعايش الديني والتسامح اقول خسارتنا كبيرة برحيل الأمير تحسين ، وستبقى أميرا في الدنيا والآخرة .