الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeاراءفرمان غريبو : الإمارة الإيزيدية والأمير 

فرمان غريبو : الإمارة الإيزيدية والأمير 

 

27-1-2019م

منذ أيام انتشر خبر مرض الأمير تحسين أمير الإيزيديين  ,ومنذ ذلك الوقت وربما قبل ذلك الوقت تدور وراء الكواليس دوائروأحاديث  عن من سيخلف الأمير بعده , لأنه وحسب توقعات الأطباء فإن حالة الأمير ليست على ما يرام .

حتما سيترك الأمير فراغا كبيرا فيما بعد ,ولكن الإمارة رغم ذلك ستبقى ,ولكن الأمر الذي يجب البحث عن حل له هو ايجاد أمير يحل محل الأمير تحسين بك ولو بقي على قيد الحياة ,لأن وضعه لايسمح له الإستمرار في تحمل عبء الإمارة ويحتاج إلى راحة جسدية وكمستشار أعلى كما هي الحال عند الشعوب الأخرى (السيستاني-الخميني —- وهكذا .

نعم كان للإيزيديين إمارات عديدة عبر التاريخ ,ولكنها تقلصت واختفت نتيجة اعتداء الآخرين على الإيزيديين والمذابح ولكن بقيت الإمارة كما نرى وتجمعت  أمور الإمارات بزمن شيخادي عليه السلام في لالش النوراني .

مرت الإمارة ومركز الأمير لتطورات عديدة ولكن ذلك المركز بقي وراثيا حتى الآن ,لكن هذا يعني بأن الإمارة كانت بالعائلة الحالية ,ففي زمن شيخادي ع س ,كانت القيادة في عائلة الآدانيين كما نعرف ثم انتقلت بعد الشف برات للعائلة القاتانية ,لاضير في أن يبقى مركز الإمارة بهذه العائلة أوتلك ,ولكن المهم هو خدمة الإيزيدياتي ,فمثلا كوجك ابراهيم عليه السلام كان مريدا وصار بابا شيخا بسبب كراماته وخدمته للإيزيدياتي وهكذا بالنسبة للحال الراهنة , ولو قلبنا صفحات التاريخ نرى وجود مذابح ضمن نفس العائلة لأجل مركز الحكم ,فمثلا في زمن السلطنة العثمانية أقدم أحد السلاطين على قتل 80 فردا من أقاربه كي يبقى مركز الحكم في اسرته (اولاده) وفي زمن جاسم بك نسمع بأنه تم قتله من قبل أقاربه لأجل مركز الحكم ,وليس غريبا أن يحدث الآن ما حدث رغم أننا لانتمى ذلك بل نريد حلا سلميا لهذا الأمر لإجل عدم بقاء مركز الأمير شاغرا ’لكن من سيحل في هذا المركز ؟

التاريخ يقول لنا  بأن الصراع حدث زمن الأمير تحسين بك الحالي أيضا ,حيث كان عمره 13 سنة عندما توفي والده , وتنافس على مركز الحكم جدته ميان خاتون لأجل حفيدها وخاله اسماعيل بك  أخ ميان خاتون ,لكن الأميرة ميان خاتون التي حكمت في 3 مراحل من زمن الإمارة الإيزيدية 1-زمن زوجها علي بك السيواسي المنفي من قبل الأتراك 2-زمن ولدها سعيد 3-زمن حفيدها تحسين الحالي ,عند حدوث الصراع على مركز الإمارة ,استطاعت ميان خاتون بحنكتها وذكائها أن ترجح كف الميزان لصالح حفيدها تحسين بك ,واستطاعت أن تؤثر على المركز الثقلي للإيزيديين الذي هو شنكال ,حيث لجأ إليها اسماعيل بك أخ ميان خاتون لأجل كسب تأييد شنكال ,لكن بدون جدوى وصار الأمير تحسين أميرا لكل الإيزيديين حتى الآن .

الآن يحتاج الإيزيديون إلى أمير ,لكن من هو الأمير المقبل ؟ما هي شروطه وما هي صفاته ومن سيرجح كفة الميزان من جديد وفي الوقت الحاضر ولصالح من ؟

حسب ما سمعت ,يجب أن يكون الأمير من أم واب من نفس العائلة الأميرية ,فلو كان والد  الرجل من غير تلك الأسرة فلا يجوز أن يصبح أميرا ,وإذا كانت أم الرجل من غير تلك العائلة أي العا ئلة الأميرية فلا يجوز لذلك الرجل أن يصبح أميرا للإيزيديين ,هكذا جرت العادة إن لم يحدث انقلاب ,فمن من افراد العائلة الأميرية يحق له أن يصبح أميرا ؟ يجب أن يكون ابوه وأمه من العائلة الإميرية حتما.

هل يجب بقاء مركز الأمير محصورا في أولاد الأمير تحسين بك ؟أم أنه من الممكن انتقال هذا المركز لشخص آخر كأولاد العم ممن تتوفر فيهم تلك الصفة ,لأنه وكما أرى شرط العمر غير ضروري .

هل ستجتمع العائلة الأميرية وتختار رجلا مناسبا لهذا المركز و باسلوب ديمقراطي وعن طريق الإنتخاب ,أم سيتم الطلب من الإيزيديين وخاصة المهتمين بالأمر الإيزيدي الإجتماع والتشاور لأجل اختيار من يكون انسبا لهذا المركز ,  هنا أرى بأن الأمير يحتاج إلى صفات غير صفة الأم والأب مثل صفة العلم والمعرفة  والإلمام بالأمور ,فلا يجوز نصب رجل مجنون أو مهبول أو غير ملم وغير قادر على إدارة الأمور أميرا ,لأنه سيتم طرده لاحقا وبسرعة ,لذلك يجب توفر صفات تؤهل الرجل في أن يشغل منصب الأمير ,بكل الأحوال سنكون أمام حدث تاريخي مهم , وسيتم حسم الأمر من قبل شنكال بالدرجة الأولى ,لكن قد تظهر ميان خاتون جديدة تلعب نفس دور ميان خاتون الجدة لأجل حسم الأمر وترجيح كفة الميزان لشخص تراه مناسبا لهذا المركز .

ملاحظة :نرجو عدم تدخل الأطراف السياسية في هذا الأمر وترك الأمر للإيزيديين لأجل اختيار من هو الأنسب لهذا المركز ,هذا الكلام هو لسان حال وتعبير عن رأي معظم الإيزيديين بالعالم.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular