لم يکن سقوط نظام الدکتاتور بشار الاسد مجرد حادثة مٶلمة بالنسبة للنظام الايراني بل کان بمثابة واحد
من أکبر المصائب التي واجهته منذ تأسيسه ولحد الان، إذ أن هذا التطور حطم مخططه الاستراتيجي من
أجل بسط نفوذه وهيمنته على المنطقة وفرض خياراته فيها.
التصور الذي سعى النظام الايراني الى ترسيخه في أذهان شعوب وبلدان المنطقة والعالم، هو إستحالة
سقوطه ولاسيما بعد تمکنه من التدخل في بلدان المنطقة وزعزعة النظم السياسية فيها وتأسيس أحزاب
وميليشيات عميلة تابعة له فيها تقوم بإثارة الحروب والازمات بالوکالة، وفي الوقت الذي کان هذا النظام
في ذروة قوته وعرض عضلاته فإن الشعب الايراني کان يقف ضد هذا النظام ويقوم بمواجهته بأيادي
عزل وکانت ولازالت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية تدعو دول
العالم الى دعم وتإييد النضال المشروع الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل الحرية وإسقاط النظام
وذلك عن طريق تحديد علاقاتها مع هذا النظام وعدم منحه أسباب القوة لکي يستقوي على شعبه، ومن
أهم ما کانت تدعو إليه السيدة رجوي وتٶکد عليه بقوة، هو قطع أذرع النظام في بلدان المنطقة وطرده
منها، مشددة على إن ذلك سيجعله عرضة للسقوط أکثر من أي وقت مضى لأنه سوف يفقده أسباب القوة
والصمود.
اليوم، وبعد الذي جرى لحرکة حماس وحزب حسن نصرالله وسقوط الدکتاتور السوري، فإن النظام
أصبح في أضعف حالاته فيما يخص دوره وتأثيره على صعيد المنطقة بل وحتى يمکن القول وبثقة تامة
من أن مشروع ومخطط هذا النظام على صعيد تدخلاته في المنطقة قد تلقى طعنة نجلاء بحيث جعلته
أثرا بعد عين، والذي ظهر واضحا بعد هذه التطورات وبعد أن تم قصم أجنحة النظام في المنطقة فإنه
صار مکشوفا وظهر على حقيقته، وهو الامر الذي سبق وأن أکدت عليه السيدة رجوي مرارا وتکرارا
وثبت حقيقته.
اليوم وبعد التطورات التي حدثت ووصول الاوضاع على ما هي عليها الان، فقد تم عقد مٶتمر دولي
إستثنائي في القاعة التأريخية لمجلس الشيوخ الامريکي في 11 من الشهر الجاري تحت عنوان"السياسة
تجاه إيران: التصدي لإثارة الحرب والإرهاب من قبل النظام الإيراني، ودعم إقامة جمهورية حرة وغير
نووية"، ضم مجموعة بارزة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من كلا الحزبين، إلى جانب كبار
القادة العسكريين السابقين، وسفراء وشخصيات أمريكية مرموقة. وقد ألقت السيدة مريم رجوي، کلمة في
هذا المٶتمر عبر الانترنت عرضت فيها رٶية واضحة تؤكد أن سقوط النظام الإيراني ليس مجرد
احتمال نظري، بل هدف بات قابلا للتحقيق. وشددت رجوي على أن الحل الحقيقي للأزمات المتواصلة
في إيران، بالإضافة إلى تصرفات النظام العدائية، هو إسقاط هذا النظام على أيدي الشعب والمقاومة
الإيرانية المنظمة. ودعت المجتمع الدولي للاعتراف الصريح بحق الشعب الإيراني في الإطاحة بحكم
الملالي وبدور المقاومة الحاسم في هذا المسار.
الملفت للنظر إن السيدة رجوي أکدت في کلمتها أيضا بأن هدف المقاومة الإيرانية لا يتمثل في الاستيلاء
على السلطة، بل في تمكين الشعب الإيراني من تقرير مصيره عبر انتخابات حرة وديمقراطية.
وأوضحت أن لدى المقاومة خريطة طريق عملية لبناء مجتمع حر وديمقراطي في إيران، وأن هذه
الفرصة أقرب مما قد يتصوره الكثيرون.