بعد أن شهد العالم کله في الشهر الاخير من عام 2024، سقوط طاغية سوريا وصمام أمان النظام
الايراني، فإن إيران تعيش حالة غير مسبوقة بعد أن صار موضوع سقوط النظام الايراني هو الموضوع
الاهم المطروح في إيران والمنطقة والعالم، ومن دون شك فإن صدارة هذا الموضوع فيما يخص الشأن
الايراني لم يأت عبثا ومن دون وجود المبررات الکافية لذلك، بل وحتى إن موضوع سقوط النظام
الايراني هو موضوع مرتبط في الاساس بنهاية دوره ونفوذه في المنطقة والذي نشهد أهم وأخطر
فصوله ناهيك عن أمور أخرى تجعل موضوع سقوط النظام الايراني ساخنا ومحتملا أکثر من أي وقت
آخر.
نهاية دور وتأثير حرکة حماس وحزب الله اللبناني من حيث کونهما وکيلين فعالين للنظام الايراني
وتزامن ذلك مع سقوط دکتاتور سوريا بشار الاسد، ليس العامل الوحيد الذي يفتح الباب على مصراعيه
لإحتمالات سقوط النظام الايراني بل هناك عوامل مهمة أخرى، ومن أهمها إن هناك معارضة قوية
وفعالة ضد النظام متمثلة في المقاومة الايرانية التي أثبتت وتثبت دورها کأفضل بديل للنظام ومن إنها
تلعب دورا مهما في تعبئة الشعب الايراني وإعداده في عملية المواجهة والصراع ضد النظام من أجل
الحرية وإقامة الجمهورية الديمقراطية.
الى جانب ذلك، فإن هناك أيضا العقوبات الدولية المٶثرة سلبا على النظام والتي سوف تتضاعف مع
عودة ترامب المرتقبة للبيت الابيض کما إن الاحداث والتطورات الاخيرة التي تتوجت بسقوط نظام
الاسد، قد زادت من عزلة النظام الدولية وتزايد الرغبة العالمية في وضع نهاية له من جانب الشعب
الايراني.
ومن دون شك فإن هناك مسألة مهمة أخرى لها أيضا دورا وتأثيرا الاعداد والتمهيد لوقوط النظام
الايراني وهي إن النظام صار لا يمتلك الخيارات التي کانت بحوزته خلال الاعوام الماضية بل إنه
أصبح مکشوفا ولم يعد بإمکانه الزعم بأنه سيتمکن من إجتياز هذه المرحلة بسلام، لکن الذي يجعل
النظام يشعر بالخوف أکثر من أي وقت مضى هو إنه يعلم جيدا بأن الاوضاع الساخنة في إيران قد
أصبحت في ذروتها ولا تحتاج إلا الى شرارة لتشعل نار الغضب الشعبي بوجه النظام وإن حدوث ذلك
وهو أمر وارد ومحتمل الى أبعد حد ولاسيما وإن المقاومة الايرانية کمعارضة سياسية وطنية عامة
مستمرة في نشاطاتها على صعيدي داخل وخارج إيران، فإنه سوف يکون التطور الاستثنائي الذي
سيجعل المشهد الايراني منقلبا رأسا على عقب ولن يسمح إطلاقا للنظام بأن يخرج سالما کما سنحت له
الفرصة في المرات السابقة لأسباب وعوامل مختلفة.