عندما يسعى أي نظام سياسي في العالم الى التأکيد على أن أوضاعه جيدة أو حتى إنها عادية نوعا ما،
فإنه يحتاج الى أدلة وقرائن لإثبات مصداقيته إذ أن التأکيدات النظرية من دون أن تشفع بدلائل عملية من
الواقع، لاتکفي ويمکن الطعن بها بسهولة.
بعد الاحداث والتطورات الاخيرة ولاسيما سقوط نظام بشار الاسد والتي إنعکست على النظام الايراني
بصورة سلبية لايمکن إنکارها، فإنه وعند النظر الى التصريحات والمواقف الصادرة من جانب القادة
والمسٶولين في النظام الايراني بشأن الاوضاع في داخل إيران ولاسيما من حيث الزعم ب"قدرة
وإمکانية النظام غير المحدودة في مواجهة الخصوم والاعداء" وغيرها من المزاعم المثيرة للسخرية
والتهکم والتي تکاد أن تصل الى درجة الهوس، فإن مجرد النظر الى الداخل الايراني نجد الامر مخالفا
تماما لما يزعمه النظام.
مع بداية العام الميلادي الجديد 2025، وتحديدا في يوم السبت، الموافق 4 يناير 2025، نفذت الخلايا
الداخلية التابعة لمنظمة مجاهدە خلق 15 عملية نوعية ضد القمع ردا على 1000 حالة إعدام في عام
2024 و18 حالة إعدام في أول يوم من عام 2025، حيث استهدفوا مراکز ومقرات عکسرية وأمنية
تابعة للنظام الايراني في مختلف أنحاء البلاد.
وتزامنا مع ذلك وبنفس السياق، فقد أعلنت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يوم الخميس، الموافق
2 يناير 2025:"خامنئي، في المرحلة الأخيرة من نظامه، يسعى لتأخير سقوطه الحتمي من خلال
تسجيل أرقام قياسية جديدة في الجرائم والإعدامات. على سبيل المثال، بلغ عدد الإعدامات الموثقة في
عام 2024 حوالي 1000 شخص، وهو رقم غير مسبوق في العقود الثلاثة الماضية. وبالنظر إلى
الإعدامات السرية، فإن العدد الحقيقي للإعدامات أعلى بكثير. تظهر هذه الإحصائية أن إعدامات عام
2024 تزيد بنحو 16% عن الإعدامات الموثقة لعام 2023 (864 إعداما). ووفقا لتقرير منظمة العفو
الدولية، شكلت الإعدامات في إيران خلال عام 2023 ما يقرب من 74% من إجمالي الإعدامات
الموثقة عالميا… حيث نفذ 695 إعداما، أي ما يقارب 70% من الإعدامات، منذ بداية أغسطس
2024 وفي فترة رئاسة بزشكيان للجمهورية. وقد دافع بزشكيان عن هذه الإعدامات الوحشية في 8
أكتوبر 2024 بتصريح ساخر قائلا: “أولئك الذين يتحدثون عن حقوق الإنسان يقولون لماذا تعدمون
قاتلا؟”.
هذه الصور النقولة بأمانة وصدق من داخل إيران والتي تجسد الواقع الحقيقي في إيران وليس ذلك الذي
يزعمه النظام کذبا وخداعا من أجل تأخير إنهياره والسعي من أجل بقائه الى فترة أطول، ولاسيما وإن
هذه الصور تٶکد قرب نهاية النظام وهو ما يسعى إليه الشعب الايراني وسوف يحققه عما قريب.