تزامنا مع المساعي غير العادية التي يقوم بها النظام الايراني من أجل التغطية على الهزيمة الاستراتيجية
التي تعرض لها في سوريا من خلال سقوط نظام الدکتاتور الاسد الذي کان يعتبره حليفه الاساسي
وعموده الفقري، فإن المقاومة الايرانية ومن خلال نشاطاتها المکثفة تقوم بالترکيز على التأثير النوعي
لسقوط نظام الدکتاتور الاسد على أوضاع النظام الايراني.
بهذا الصدد، وفي خضم النشاطات التي تبذلها المقاومة الايرانية، فإنه وخلال مٶتمر مهم تم عقده في
باريس بحضور السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية والسيد مايك بومبيو
وزير الخارجية الأمريكي السابق بشأن تطورات المنطقة والنظام الإيراني، فقد ألقت السيدة رجوي کلمة
في المٶتمر قالت فيها بأن الهزيمة الاستراتيجية في سوريا ولبنان هي مرآة تعكس تماما ضعف وتزلزل
نظام الملالي الديكتاتورية التالية التي يجب أن تسقط هي نظام الملالي.
وأضافت السيدة رجوي وهي تشير الى أن ما حدث في سوريا يعکس ضعف النظام ووجود شعب
ومقاومة رافضة ومواجهة ضده بقولها:" لو لم يكن النظام في الداخل الإيراني ضعيفا وغير مستقر، ولم
يكن محاصرا بغضب الشعب، لكان بإمكانه من الصمود في سوريا والحفاظ على أهم حليف له. ما حدث
في سوريا يعكس بوضوح ضعف النظام.".
وأوضحت بأنه وعلى الرغم من الهزائم الثقيلة التي مني بها النظام في المنطقة والتي لا يمكن تعويضها،
لا ينبغي أن يساء فهم ذلك وكأن خامنئي سيتخلى عن الأسس التي يقوم عليها حكمه. فهو لن يوقف قمع
الشعب الإيراني، ولن يتخلى عن برنامجه للسلاح النووي، ولن يعيد النظر في سياساته العدوانية وإشعاله
للحروب في المنطقة.
وإستطردت وهي تلفت النظر الى أهمية دور المقاومة الايرانية ووحدات الانتفاضة في عملية الصراع
ضد النظام والتسريع في إسقاطه من حيث ضرورة الاعتراف بها:" إن الاعتراف بالمقاومة الإيرانية
ومعركة وحدات الانتفاضة ليس خيارا من بين خيارات متعددة، بل هو الحل الوحيد العملي والممكن في
مواجهة الفاشية الدينية التي تحكم إيران.".
من دون شك فإن ما حدث في سوريا کان تطورا نوعيا لفت أنظار العالم کله الى الاوضاع في إيران
وفي التأثير النوعي لسقوط نظام الاسد على النظام الاستبدادي الحاکم في طهران والذي سوف يمهد
لسقوطه الحتمي الذي لم يعد هناك من أي مناص له مهما حاول النظام وسعى من أجل التغطية على ذلك.