حدَّدت الولايات المتحدة مدة أسبوعين حداً أقصى من أجل طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من آخر أراض يسيطر عليها في سوريا، في الحملة التي تشنّها قوات كردية مدعومة من واشنطن.
وقال باتريك شاناهان، القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، وفق ما نقلته رويترز، الثلاثاء 29 يناير/كانون الثاني 2019، إن من المتوقع أن يخسر تنظيم الدولة الإسلامية آخر أراض يسيطر عليها في سوريا لصالح قوات تدعمها الولايات المتحدة خلال أسبوعين.
من جهة أخرى، أوردت وكالة الأنباء الفرنسية أن رئيس الاستخبارات الأمريكية، قال إن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال لديه «آلاف» المقاتلين.
وقال مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية دان كوتس، الثلاثاء 29 يناير/كانون الثاني 2019، إن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يمتلك آلاف المقاتلين، مما يجعله قادراً على تشكيل تهديد قوي في منطقة الشرق الأوسط وغيرها.
وقال كوتس في تقرير جديد للكونغرس، حول التهديدات الرئيسية التي تواجهها الولايات المتحدة: «لا يزال داعش يمتلك آلاف المقاتلين في العراق وسوريا، كما أن له ثمانية فروع، وأكثر من 12 شبكة، وآلاف المناصرين المنتشرين حول العالم، رغم خسائره الجسيمة في القيادات والأراضي».
حصار تنظيم الدولة الإسلامية في آخر معاقله بسوريا
قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة قالت، الثلاثاء، إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في شرقي سوريا محاصرون في آخر جيب صغير مع زوجاتهم وأبنائهم، مما أرغمها على الإبطاء مِن تقدمها لحماية المدنيين.
وقالت وكالة إغاثة، بشكل منفصل، إن عشرة آلاف مدني فرُّوا من الجيب منذ الأسبوع الماضي، ويصلون إلى مخيم جوعى وفي حالة يأس.
وتستعد قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد والمدعومة بألفي جندي أمريكي ومسانَدة جوية، لمواجهة نهائية مع تنظيم الدولة الإسلامية في شرقي سوريا، بعد أن ساعدت في إخراج مقاتليه من بلدات ومدن كانت ذات يوم تشكل دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم من جانب واحد.
وقال مصطفى بالي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية: «في الوضع الحالي هناك مساحة تقديرية تصل من 5 إلى 6 كم مربع يتمركز فيها التنظيم».
وأضاف: «نضع الحالة الإنسانية في أولوياتنا، فهناك آلاف العوائل موجودة هناك (بطبيعة الحال هم جميعاً عوائل داعش)، هم من النساء والأطفال، ولكن في المحصلة هم مدنيون… لا نعرّض حياة أي طفل أو مدني للخطر مهما يكن حجم الابتزاز».
وقال إن قوات سوريا الديمقراطية تلقَّت طلباً «عبر وسيط» من التنظيم المتشدد «والعرض الذي قدَّمه هو تشكيل ممر آمن لمرورهم مع عوائلهم إلى تركيا بضمانات، مقابل تسليم المنطقة من دون حرب أو أي اشتباك، وفي حال عدم الموافقة على ذلك طلبوا ممراً آمناً إلى إدلب. بالنسبة لنا لا فرق بين إدلب وتركيا، لأنهم إذا ذهبوا إلى إدلب فسيدخلون من هناك إلى تركيا… طبعا نحن رفضنا العرض».
ووجود المدنيين يبطِئ الاشتباكات
وقال بالي إن وجود المدنيين أبطأ الاشتباكات «والعمليات الدقيقة تحتاج إلى وقت، لذلك الاشتباكات هبطت إلى أدنى المستويات والجبهات يسودها الهدوء التام، ولكن ثمة حالة من الترقب والحذر».
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي جمعية خيرية، إنها تساعد في التعامل مع تدفق مفاجئ لأكثر من عشرة آلاف شخص، أغلبهم من النساء والأطفال والمسنين، الذين وصلوا إلى مخيم في شمال شرقي سوريا، منذ الأسبوع الماضي.
وقالت اللجنة إن أغلبهم كانوا منهكين ويتضوَّرون جوعاً وعطشاً لدى فرارهم من أراض يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية. وأضافت أن أغلبهم وصل حافي القدمين. وأكدت الأمم المتحدة إن 12 طفلاً صغيراً توفوا بعد وصولهم إلى مخيم الهول، أو أثناء الرحلة الخطيرة إلى هناك.
وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية على أغلب أرجاء شمال سوريا وشرقها، بمساعدة الولايات المتحدة. وكانت تقاتل فلول تنظيم الدولة الإسلامية قرب الحدود العراقية منذ شهور.