منذ 46 عاما والمقاومة الايرانية تقود عملية صراع ومواجهة شعبية ضد النظام الايراني وتواصل تعبئة
وتنظيم هذه العملية بصورة لم تصل وترقى إليها أي معارضة وطنية أخرى ليس في إيران وحدها وإنما
في المنطقة کلها، مع الاخذ بنظر الاعتبار إن هذا النظام لوحده قد شاغل المنطقة والعالم وأثار ويثير
المشاکل والازمات بوجهها، فإنه يتوضح الدور المهم الذي تضطلع به المقاومة الايرانية بوجه النظام
ويتضح بأنها ومن خلال إمکانياتها المتواضعة جدا قياسا للنظام تمکنت من أن تصبح أکبر وأهم خصم
وغريم له.
على طريق صراعها ومواجهتها الضارية ضد النظام، فإن المقاومة الايرانية وطوال ال46 عاما
المنصرمة، تمکنت من تنظيم الکثير من النشاطات والعمليات والفعاليات المناهضة للنظام والتي رأى
العالم کله کيف إن العديد منها قد هزت النظام بقوة وکادت أن تسقطه نظير عمليات"الضياء الخالد"
لجيش التحرير الوطني الايراني في عام 1988، وکذلك إنتفاضة 16 سبتمبر2022، وظل ولازال
النظام يعيش حالة ترقب مصحوبة بالخوف مما ستقوم به المقاومة الايرانية في أية لحظة ضده.
بعد الهزائم والانتکاسات المخزية للنظام في المنطقة ولاسيما بعد الذي جرى لأذرعه وبعد سقوط طاغية
دمشق، فإن التظاهرة الضخمة التي نظمتها المقاومة الايرانية والتي قام أکثر من 20 ألف إيراني في
الثامن من فيبراير الجاري، قد جسدت نقطة تحول في عملية الصراع ضد النظام لأنها تمکنت من لفت
أنظار العالم کله الى تطورات الاوضاع في إيران وحالة الضعف والعزلة التي يعيشها النظام ومشارفته
على السقوط.
تمکن المقاومة الايرانية من جمع هکذا عدد کبير من الايرانيين المقيمين في الشتات، أثبت وبصورة
واضحة جدا مدى ومستوىشعبيتها الفائقة وإنها المعارضة الايرانية الوحيدة التي تمتلك هکذا قدرة وهکذا
شعبية وبذلك أثبتت أنها قادرة ومٶهلة تماما لکي تکون البديل للنظام وتقود عملية إسقاطه بجدارة.
حالة الخوف والترقب التي صار النظام يعيشها بعد سقوط حليفه نظام بشار الاسد في سوريا عبرت عنها
السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية عندما قالت:" خامنهاي كان يقول
مرارا: إذا لم نقاتل في سوريا، يجب أن نجعل خطنا الدفاعي في طهران وأصفهان. الآن بعد أن فقدوا
كلا من سوريا ولبنان، جعلوا خطهم علی الإعدام في طهران وجميع مدن إيران." وأضافت مشددة:" لكن
نقول لهم: لا تتأخروا؛ اجعلوا بيت العنكبوت محصنا! لأن الثوار يسعون لتنظيف وتطهير الشوارع من
الجراثيم التابعة للملا والملك!"، وهي بذلك تشير الى أن النظام قد وصل الى أقصى مافي وسعه من
ممارسة القمع والاعدامات بعد الذي جرى في سوريا ولکن وفي مقابل ذلك، فإن الشعب والمقاومة
الايرانية قد وصلا بدورها الى أقصى درجات التأهب والاستعداد للإطاحة بالنظام وإلحاقه بسلفه نظام
الشاه، وهذه هي الرسالة الاهم لتظاهرة 8 فبراير 2025 في باريس.