الأربعاء, أبريل 16, 2025
شبكة بحزاني الاخبارية
شبكة داسن الاجتماعية
Homeمقالاتالمرأة في مواجهة الدکتاتورية والظلام : منى سالم الجبوري

المرأة في مواجهة الدکتاتورية والظلام : منى سالم الجبوري

عند البحث في نقاط الاختلاف بين النظام الحاکم في إيران وبين المجلس الوطني للمقاومة
الايرانية(المعارضة الرئيسية في إيران)، فإنه ومن دون شك هناك عدد کبير جدا من نقاط الاختلاف لکن
نقطة الخلاف الارتکازية والرئيسية للمقاومة الايرانية مع النظام، تتعلق بالمرأة، إذ وفي الوقت الذي
يشدد فيه النظام الايراني الذي يحکم إستنادا لنظرية ولاية الفقيه الدينية الاستبدادية، على تحديد وتقييد
حرية المرأة بسبب من جنسها وإضطهادها ومعاداتها وکراهيتها لهذا السبب، فإن المقاومة الايرانية ومنذ
إنطلاقتها في عام 1981، فإنها جعلت من النضال من أجل حرية المرأة ومساواتها الکاملة بالرجل نقطة
الانطلاق في عملية صراعها ومواجهتها للنظام.
الموقف المبدأي للمقاومة الايرانية تجاه المرأة والاصرار على ذلك بل وجعل حرية المرأة منطلقا للتغيير
السياسي ـ الفکري ـ الاجتماعي في إيران المستقبل، هو الذي عمق من الخلاف بين النظام وبين المقاومة
الايرانية بحيث لم يبق هناك من أي إمکانية أو إحتمال في يوم ما للتواصل والاتفاق بين الطرفين، ولذلك
فإن الصراع والمواجهة بين الطرفين هو صراع الحياة والموت، والملفت للنظر هنا إن المقاومة الايرانية
نظرت وتنظر للمرأة کشريك أساسي للرجل ولکن شريطة أن تتساوى حقوقها ازائه دون أي نقص
لأن"وکما ترى المقاومة الايرانية"، فإن ذلك شرط أساسي لبناء مجتمع سليم قادر على البناء والتواصل
الانساني والحضاري مع العالم بروح العصر.
وقد عملت ولازالت المقاومة الايرانية تعمل من أجل نشر رٶيتها وأفکارها الانسانية النبيلة بخصوص
المرأة ودورها الذي يجب في المجتمع، وقد کانت المٶتمرات والاجتماعات الدولية التي تقوم بعقدها أو
تلك التي تشارك فيها، بمثابة سوح وميادين لها لتقوم من خلالها بإعلان رٶيتها وأفکارها التقدمية
بخصوص المرأة، وإن المٶتمر الدولي الذي إنعقد في العاصمة الفرنسية باريس في 22 فبراير2025،
عشية اليوم العالمي للمرأة، تحت عنوان" المرأة: قوة التغيير، إيران الحرة 2025"، قد کان نموذجا
جديدا بهذا السياق.
هذا المٶتمر الذي إنعقد بمشارکة السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة
الإيرانية (NCRI)، وبحضور ومشارکة نخبة من المدافعات عن حقوق المرأة، ونشطاء حقوق الإنسان،
وخبراء دوليين، وعددا من الشخصيات السياسية النسائية التي ستلقي كلمات حول الدور المحوري للمرأة
في النضال من أجل إيران حرة، کان واحدا من المٶتمرات المهمة ولاسيما من حيث توقيت عقدها حيث
يمر النظام الديني المتزمت الحاکم في إيران بواحد من أکثر المراحل خطورة حيث إنه وبعد أن فقد عمقه
الاستراتيجي في سوريا وضمور وضعف أذرعه في المنطقة وتأثير ذلك على الاوضاع الداخلية للنظام،
ولاسيما وإن الانظار کلها تتجه الى إيران بإعتبارها المحطة التالية للتغيير في المنطقة وسقوط النظام
الدکتاتوري وإن إيران المستقبل أو بالاحرى الجمهورية الديمقراطية التي ستتأسس بعد سقوط هذا النظام
سوف تٶسس لإيران تقوم على المبادئ الديمقراطية والانسانية والحضارية.
هذا وفي إطار التحضير لهذا الحدث الهام، نظمت لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يوم
الجمعة، 21 فبراير 2025، جلستين تحضيريتين متخصصتين في باريس، بحضور برلمانيين وخبراء
ناقشوا القمع المستمر الذي تتعرض له النساء في إيران والدور الريادي الذي لعبته المرأة في المقاومة
ضد النظام الديني الحاكم.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular