يضم برلمان إقليم كردستان 34 نائبة من أصل 111، بموجب نظام الكوتا.
وتم رفع الحد الأدنى للحصة القانونية للنساء في البرلمان الكردي من 25٪ إلى 30٪ عام 2009.
يبدو الأمر جميلاً وقد يعكس نهوضاً في دور المرأة على مستوى التشريع وصناعة القرار السياسي، وهذه نسبة مرتفعة مقارنة بمجالس نوّاب عربية، لكن هل الواقع “ورديّ” بالنسبة للنساء الكرديّات بشكل عام؟
الأرقام تتكلم
أواخر العام الماضي 2018، أظهرت أرقام مديرية مناهضة العنف ضد المرأة التابعة لوزارة الداخلية في الإقليم، تزايد واستمرار أشكال العنف المُمارس ضد المرأة بنسبة 53.6% بين أعوام البحث (2008-2017).
وتم تسجيل 56979 حالة عنف ضد المرأة: 474 حالة قتل، 2334 حرق، 1245 انتحار بالحرق، و1209 حالات عنف جنسي، أي بمعدل 16 حالة عنف يومياً.
وخلال شهر واحد عام 2018 وهو آب/ أغسطس، سجلت المديرية نفسها، 856 حالة عنف، بينها 5 حالات قتل، و3 حالات انتحار، و14 حرق، و12 حرق للنفس، و10 حالات اغتصاب.
أما الختان فهو قضية بذاتها، ممتدة منذ سنوات طويلة في كردستان، وكان أبرز التقارير الصادمة التي كشفت أبعاد هذه الجريمة بحق النساء، ما نشرته منظمة “هيومن رايتس ووتش” عام 2010 بعنوان “تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في كردستان العراق: سؤال وجواب”
ورغم صدور فتوى دينية لاحقة لتقرير المنظمة، عن اللجنة العليا لإصدار الفتاوى بمجلس علماء المسلمين في إقليم كردستان، تنفي فيها علاقة الختان بالإسلام، إلا أنها لم تحظره بشكل قاطع، إذ ورد فيها “يحق للأبوين اختيار ختان بناتهن، لكن من الأفضل عدم اللجوء لهذه الممارسة لما لها من آثار صحية ضارة”.
كما تحظر القوانين السارية في كردستان الختان، وحددت عقوبات لأي شخص يسهم في العملية، ورغم ذلك هو مستمر حتى الآن.
ويجدر الذكر أن هذه المواد من القانون أضيفت عام 2011، أي بعد نحو عام واحد على تقرير “هيومن رايتس” المذكور آنفاً.
في كردستان… حملة لمكافحة ظاهرة ختان الإناث
ووسط هذا كله يظهر شيخ في أربيل، يدعى ملا عمر، ينظم دورات للنساء من أجل إقناعهن بتعدد الزوجات وأهميته، وفي لقائه مع وسيلة إعلام محلية أبدى سعادته بأنه تمكن من إقناع بعض النساء عبر خطبه وأحاديثه، بالسماح لأزواجهن بالزواج بأكثر من امرأة.
والملا عمر نفسه متزوّج من ثلاث نساء، وظهر عبر تلفزيون محلي يسأل امرأة “كم مرة تزوج زوجك؟” فتجيبه “ثلاث”، ثم سألها “هل تقبلين إن تزوج الرابعة؟”، ويكون ردّها “نعم أقبل”.
وهذه المرأة هي زوجته، حيث قال “هذه إحدى زوجاتي (…) إذا كتبها الله تعالى لي، فأنا مستعد للزواج بالرابعة”.
وموافقة المرأة على زواج زوجها بامرأة أخرى من ضمن شروط التعداد وفق قانون الأحوال الشخصية العراقي في إقليم كردستان:
أسأل الشيخ الفاضل!!!!!!!هل يقبل أن يكون لزوجاته عدد من الأزواج.بالتأكيد الجواب قطعٱ لا.
ولكن غريزة الجنس الحيوانية لدى بعض ما يسمى برجال الدين يدفعهم إلى هكذا محاولات ويستغلون سذاجة النساء وعلى سبيل المثال زوجته التي تقول أقبل.