الإثنين, مارس 17, 2025
Homeمقالاتالسجن الخامس عام 1998 : د. آلان آسمان

السجن الخامس عام 1998 : د. آلان آسمان

عد خروجي من السجن عام 1993 وفر والدي مَبلغا كرشوة لمن يوفر لي وظيفة حكومية في مدينة الحسكة, وحينها احد عملاء النظام كان يعمل وسيطا في المؤسسة المخفية-العلنية للرشاوي في النظام البعثي العروبي, اعلن استعداده للقيام بتأمينها, وعندما ذهبت اليه حسب الموعد وقدمت له بطاقة هويتي وشهادة السجل الجنائي, قال لي هل المبلغ معك ؟ فأجبته نعم هو معي ولكنك لم تشرح لي اين التوظيف وما هي طبيعة العمل ؟ فبدأ يشرح لي وطلب مني قبل كل شيء بأن اكون كتوما للسر واعمل بسرية تامة لانه رغم ان راتب التوظيف قليل لكنني ساجني الكثير من مال الرشاوي من معاملات المواطنين وتلك لن تكون لي وحدي, فالذي سيوظفني هو عنصر من المخابرات وعندما اعطيه المبلغ سيعرّفني عليه, وعليّ ان اتفق معه وهو سيحدد حصته وحصتي, وهذه قاعدة يتبعها كل الموظفين في كافة الدوائر الحكومية, حيث يتعاونون مع البعض بسرية في الحفاظ على اسرار العمل ويخضعون لنفس الشروط. اجبته بهدوء, لكنني حسبما فهمت بأنك ستؤمن لي وظيفة عادية لا تتعامل بالرشاوي, وان استطعت ان توفرها لي في المستقبل فخبّر والدي, ومبلغ المال دائما في جيبي جاهز. نظر الرجل الي نظرة اشمئزاز واستصغار وكأنني متخلف عقليا قادم من كوكب آخر. عدت الى البيت واخبرت والدي بالموضوع ثم قلت له ان مشاركتي في سرقة اموال الناس بالرشاوي سيجعل مني شريكا للاستخبارات في كل اعمال السوء, وهم سيطلبون مني التجسس على الناس ايضا وحينها لا استطيع الرفض لاني سأكون في قبضتهم, انه فخ منصوب وانا لا يمكن ان اقبل باسقاطي في العار ثم استخدامه ضدي عند الحاجة..؟, والعار هو سمة مقدسة من السمات التي يتمتع بها العرب, فتفكير العرب لا يتغير, منذ ان قاموا بالغزوات الاسلامية الاولى, مارسوا القتل والنهب وسرقة اموال واعراض واراضي الناس الامنين بموجب آيات القرآن التي تشرّعها لهم, ولهذا فهم منذ ان تعرفوا على “العمل” في الدوائر الحكومية, يتعاملون معه بمفهوم الغزو والنهب, وليس بمفهوم ان العمل هو شرف مقدس, والشرف يعني المحافظة على اموال الدولة والحفاظ على مقدسات الشعب ؟. شعرت الفرح في عينا والدي وقال لي, اعلم انك لن تقبل بالذل, واشكر الله بأنه مَنّ علينا بأرض زراعية وبئر ارتوازي في قريتنا ووارداتها تكفينا للعيش بكرامة, اما ودعني اخبرك, فهل تعلم ان فلان الفلاني كان شيخا دينيا اسلاميا وموظفا, مات منذ سنة قبل بدء محاكمته, بالجلطة القلبية بعد ان شرب قهوة مشبوهة لدى احد ضباط الامن الذي استخدمه لسرقة اموال ضخمة من دائرة الاوقاف الاسلامية باسمه, فأخذ لنفسه قسما صغيرا واعطى الباقي للضابط الذي تخلص منه بالقهوة كي لا تكشفه المحكمة…؟, وهل تعلم ان فلان الفلاني مازال في السجن منذ ثلاث سنوات لانه اختلس اموالا ضخمة من مؤسسة الحبوب والقمح باسمه لصالح رئيس الامن العسكري وعندما ذهب والده الى الرئيس طالبا منه استخدام نفوذه لاخراج ابنه من السجن, فقيل انه ردّ عليه, بأنه لا يستطيع, وان ذكر اسمه في موضوع اختلاس الاموال امام الناس فسيسجنه بجانب ابنه..؟ وهل تعلم ان فلان الفلاني تم توظيفه في شركة الغاز والبترول التي فيها سرقات مهمة, وبعدها رئيس فرع حزب البعث ومعه عناصر الامن اصبحوا يراودون بيته فلم يكتفوا بزوجته بل اغتصبوا بنتاه ايضا وجعلوا منه سكيرا ولاعب قمار وحولوا بيته الى مركز دعارة وقمار…؟. شاركت والدي في الحديث وقلت, لاحظ, حتى العمل الوظيفي عند العرب هو من واجبات الغزو المقدس, وحسب الثقافة العربية السائدة عندنا والتي تحتلنا في المنطقة, فالكذاب الذي يخدع السلطة والناس, يمجدوه ويسموه ” الذكي العبقري “, والمحتال الذي يسرق اموال الدولة والشعب, يمجدوه ويسموه ” رمز الرجولة والشهامة “, والذي يستخدم سلطة الدولة لصالحه, يضرب الناس, يسرقهم ويعتدي على اعراضهم, يمجدوه ويسموه ” اشرف خلق الله ” وهؤلاء منذ الف واربعمائة عام, اسياد الساحات الثقافية والاجتماعية والسياسية والعسكرية, وكل شيء يطبقوه تحت شعارات دينية اسلامية ..الخ, وبالثقافة الشفوية والكتابية الانشائية يمجدون العرب باسمى الخصائل الحميدة والقيم الحضارية, لكننا نراهم ونعايشهم في الواقع بانهم يجهلون كل شيء يتعلق بالحضارة, ويرون في الشائنات والرذالة بأنها خصائل حميدة, ونحن الكرد قطعا لا نكرههم ولا ننبذهم, لكننا ننقدهم ونكشف لهم حقيقتهم ونريد منهم ان يغيروا ثقافتهم البدائية ليكونوا في موقع الاحترام, وخطورة هذه الثقافة البدوية الصحراوية تكمن في انها تفرض بالقوة كثقافة المحتل, وتربي الاجيال الكردية عليها فتتحول بالتدريج الى ثقافة كردية لافساد المجتمع وتحطيم القيم الاجتماعية وتوحيش الانسانية, وكالعادة عند نقدهم يستخدمون العنف والسجون والقتل. مضت الايام وانا افكر بأن ما اتعرض له هو ذاته ما يتعرض له كل كردي قاوم النفوذ العنصري العربي ورفض الاستسلام وبيع نفسه لقوى الشيطان, وقررت حينها بأن اغادر محافظة الحسكة, المكان الذي يجبر الشرفاء بالعيش فيه في القهر والذل المفروض, ويحلو العيش فيه لقطاع الطرق وثعالب صحراء الربع الخالي وللعاهرات نساءً ورجالاً ممن يبيعون ذواتهم من اجل المصلحة. في بداية عام 1994 ذهبت الى دمشق واستأجرت محلا لبيع الساعات مرة اخرى بالقرب من مقام السيدة زينب جنوب العاصمة السورية دمشق حيث يكثر هناك الزوار الشيعة ومنهم شيعة مدينة كراتشي الباكستانية وهزارا الافغانية وشيعة ايران والعراق ومتاولة لبنان ….. بعدها تركت هناك واتجهت الى بيروت التي اعرفها مسبقا للاقامة والعمل فيها مرة اخرى في اعمال الديكور والزخرفة, وعندما جمعت اموالا قيمة من خلال عملي في ثلاث سنوات, فتحت محلا تجاريا لبيع العطورات العالمية والفضيات والاكسسوارات النسائية في شارع بربور البيروتي بالقرب من بيت صديقي كريستيان غازي, القيادي اليساري المعروف على الساحة اللبنانية. بدأت بزخرفة المحل وجملته بالالوان ثم مارست التجارة بحرفة في سوق يتعامل بالليرة اللبنانية وبالدولار. حينها زار لبنان بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني عام 1997 وذهبت الى سفارة الفاتيكان الواقعة في بكركي شرق بيروت على قمة جبل معزول خلف مقر البطركية المارونية الكاثوليكية وقدمت للسفير باسم جمعية مثقفي كردستان السرية التي اسستها في بيروت بيانا مفصلا عن القضية الكردية وطالبت البابا للتدخل في ايجاد حل لها, ورغم اتصالي برؤساء ثلاثة احزاب كردية سورية كوني كنت املك ارقام هواتفهم وحدهم فقط, للاتصال بكافة الاحزاب الكردية لايصال الصوت السياسي الكردي بموقف موحد لاكبر مؤسسة دينية مسيحية ماسونية ساهمت في تقسيم كردستان, لكن الثلاثة ردوا علي بنفس الجواب: ( مبادرتك وحدها كافية, واي مبادرة اتصال بطرف اجنبي من قبل حزبنا سيجعله تحت الملاحقة والاضطهاد من قبل السلطات العربية السورية), ان الجواب الموحد لثلاثة رؤساء احزاب لم تكن صدفة بل اكدت لي بأن البرنامج السياسي لكافة الاحزاب الكردية السورية التي تجاوز عددها انذاك خمسة عشر حزبا, بانه واحد, ورؤساء الاحزاب الكردية جميعهم يريدون ان ينادى بكل واحد منهم (( الآغا المناضل )) ومعروف في العالم اجمعه بأن المناضل هو من يرضى بالملاحقة والسجون والتعذيب من اجل قضية سياسية لوطن محتل يدافع عنها..!؟, بعد هروبهم من المسؤولية ذهبت الى ممثلية حزب العمال الكردستاني, الوحيدة من بين الاحزاب الكردستانية التي كان لها وجود في بيروت وحثيت ممثلها (گوران) ليبادر بدور حزبه, مبينا له بأن اي رسالة من اي طرف كردي هي عبارة عن وخزة لايقاظ القيادات الدينية والسياسية الاروبية المسيحية المجرمة التي قسمت كردستان ووضعتها تحت ايادي عملائها من المسلمين الكفرة الخونة, وبالفعل حينها ارسل الرجل بيانا باسم حزبه الى بابا الفاتيكان. مضت خمسة اشهر على فتح المحل وانا كعادتي يوميا وقت الغذاء اغلق المحل واذهب الى بيتي القريب لاطبخ غذائي بيدي كوني لا احب اكل المطاعم ابدا, ذات يوم بعد الغذاء عدت الى المحل واذا بواجهته البلورية والمكونة من ثلاثة امتار عرض ومتران ارتفاع محطمة ومثلها ايضا الرفوف الداخلية الى جانب كسر تسعة قناني من العطور الفاخرة والتي امتزجت ببعضها على ارضية المحل. تقرب مني جاري اليساري الذي يتباهى دائما بعدم انتمائه لاي طائفة دينية نجسة حاقدة, وهو يحمل مثلي فكرا انسانيا يريد الحب والخير والسلام لكل البشرية بعيدا عن الانانية والعنصرية والكراهية التي يحملها المتدينون, وقال, بأن سيارة وقفت بهدوء ونزل منها شخصان وبدءا يرفسان واجهة المحل وبعد كسرها ركبا سيارتهما وابتعدا بهدوء باسلوب فيه معاني التحدي. فكرت سريعا وقررت بأن ابلع البلور المكسور بصمت واصمد امام صراخ الجهل المتوحش, كوني اعرف جيدا بأن لبنان مشكل من مكونات دينية وطائفية ولكل منها عصاباتها المسلحة والشارع الذي فيه محلي التجاري هو تحت سيطرة حزب الله اللبناني وحركة امل الشيعيتين العميلتين للنظام السوري والايراني. ذهبت حالا الى محل لبيع البلور وطلبت بتركيب بلور جديد لواجهة المحل, اما انا فبدأت بتنظيف المحل لاعادته الى وضعه السابق, وتحدثت مع نفسي بلغة اللاوعي في وعي الواعي: ( دائما هناك السيء والاسوء, تحطيم واجهة المحل برفسات المتوحشين هو افضل من وضع قنبلة موقوتة بجانب المحل والتي انفجارها كانت ستحول جسدي الى كباب مخلوط بقطع البلور, ودمي الى عطر ممزوج برائحة شانيل خمسة, كريستيان ديور, جورجو آرماني, فيرساتشي و سي كي ون …الخ ). عاد المحل سريعا الى وضعه الطبيعي لكن تصرفات نساء مشبوهات جعلت كل شيء غير طبيعي, احداهنّ عرضت عليّ ممارسة الجنس اكثر من مرة في شقتها لكنني رفضت كوني لست بذاك المنغلق والمكبوت جنسيا لملاحقة النساء, فلدي ما يكفيني من اناث لاشباع الغريزة الجنسية, ثم ذاكرتي هي اوفى صديقة لي تذكرني باستمرار بما كسبته من الحياة من معرفة, تذكرني بأنه كم من شباب لبوا رغبات نساء غامضات فدخلوا بيوتهن احياء ومن ثم فقدوا الى الابد ؟. نساء اخريات جئن الي كمشتريات, احداهن فتحت قنينة العطر من دون استئذان ولم تشتريها وخرجت مسرعة, اخرى اسقطت قنينة العطر من الرف بشكل مقصود وقالت لي سقطت سهوا وخرجت ولم تدفع ثمنها, اخرى سرقت قنينة عطر وخرجت فلا حقتها فقذفت بنفسها في سيارة كانت تنتظرها بالقرب من المحل وفرّت سريعا, شابان آثار تعاطي الخمر والمخدرات عليهما واضح واتيا الي اكثر من مرة وبيدهما قنينة خمر فارغة ومكسرة لها رؤوس حادة حيث يسلمان علي ويضحكان بصوت عالي…؟؟؟؟؟ فهمت حينها ان ما يجري لي هو مخطط له في غرف مظلمة, وحينها زارني في المحل, العميل الكردي شكري مرجي وهو عميل رسمي للاستخبارات السورية ومقيم في بيروت, والذي كان بيني وبينه معرفة واحترام, فقال لي, ” الفروع الامنية السورية هنا تريد ان تعرف من كتب و أوصل البيان حول القضية الكردية الى بابا الفاتيكان عندما جاء الى بيروت والشبهات تدور حولك, وقل لي الحقيقة فإن كنت انت كاتبه سأتدبر الامر وسأساعدك بالنجاة من العقوبة, كوني اعرفك واعرف عائلتك وانا مثلك قادم الى لبنان من نفس المنطقة التي انت قادم منها في سوريا “, فنفيت له معرفتي بالموضوع. حينها فكرت بالاختفاء عن الانظار لأن وجودي في المحل هو هدف ثابت ومعروف للجميع, فقمت بتصفية البضاعة برخص وتركت المحل وفكرت بالهروب الى اروبا. البيت الذي اسكن فيه بالاجار هو لكاتبة لبنانية صديقة وميسرة الحال تنحدر من منطقة جبل لبنان مركز القبائل الكردية المستعربة وهي تعتبر نفسها من بقايا عائلة الامير الكردي فخر الدين المعني الذي حكم لبنان في القرن الثامن عشر. انها امرأة مثقفة وذكية تستحق مني كل الاحترام بسبب لباقتها وتعاملها, وهي تراني صديقا وفيا لها, لذلك خططت بذكاء واتصلت بابنائها الثلاث في فرنسا الذين درسوا وتخرجوا من جامعاتها واستدعت ابنتها الوحيدة الحاملة لشهادة الدكتوراة في الكومبيوتر من جامعة سوربون والمتقنة لعدة لغات لقضاء عطلة شهر معها في بيروت. في يوم وصولها طلبت مني باسم الصداقة مرافقتها لمساعدتها كونها وحيدة, لاستقبال ابنتها. ذهبت معها الى مطار بيروت واستقبلنا ابنتها التي مجرد ان رأتني بدأت رموش اعينها تهتز راقصة على انغام قلبي الصامتة, بريق اعينها ايقظ رغبات قلبي النائمة, بسمتها استقبلت بسمتي بقبلة خجولة, الكهرباء السالب في مصباح وجهها لامس الكهرباء الموجب في مصباح وجهي, فجعلت امها تضحك تحت نور شديد الضوء. لعبت دور الرجولة فحملت الحقائب الى السيارة, وصلنا الى البيت وجلسنا معا بحضور المعارف والاصدقاء والاقارب, جميعنا يتحدث ويمزح ويفرح. جاء المساء فخاطبت الام ابنتها, ألست جائعة يا ابنتي ؟ فاجابت الضيفة, نعم انتظر العشاء, نظرت صديقتي الي وهي تضحك وخاطبت ابنتها, هل تعلمي ان آلان شيف ماهر يطبخ الاكل فيجعل منه ملذات, ما رأيك لو دعوته ليطبخ لنا, فأجابت الابنة, ليته يفعل ذلك لانه سيزيد من فرحي بلقائه, خاطبتني صديقتي, انت من اهل البيت والمطبخ تحت حكمك هذا المساء يا صديقي, فشكرتها على تنازلها عن حكم المطبخ لي وتسليمي سكاكينها باسلوب ديمقراطي وقلت, يبدوا ان كرسي الرئاسة في مطبخك هو من نوع التيفال الغير لاصق بعكس كرسي الرئاسة لدى حكام العرب, ذاك الكرسي اللاصق اذا استلمه الحاكم يلحمه بقفاه مباشرة ويوصي بدفنه معه اثناء الموت, ضحكنا معا وبدأت احكم في المطبخ لفترة ساعة فجهزت فيها ثلاثة انواع من الطعام وملأت طاولة الطعام بها, آخذا بعين الاعتبار بأن العين يستلذ قبل اللسان, ومن ثم استدعيت الحضور اليها, بدأ الاعجاب بديكور الطعام والصحون وانهال علي الثناء بعد المذاق, والبعض مازحني قائلا, محظوظة من ستتزوجك, وانا رديت قائلا, ما زلت ابحث عن طفلتي الصغيرة لاطبخ لها ثم اضعها على ركبتي واطعميها بيدي. الحضور كله شكرني ضاحكا وتمنى لي التوفيق وبعدها بدؤوا يغادرون البيت, وانا ايضا استعدت للذهاب الى غرفتي, لكن صديقتي طلبت مني البقاء وقالت, اني مرهقة ذاهبة للنوم واريدك ان تبقى معنا اكثر وتسلي طفلتي حتى وقت النوم, وانا وافقت لانني كنت راغبا في ذلك. دخلنا معا في مواضيغ فنية وثقافية وانتقلنا الى الشعر وبدأت اقرأ لها قصائد غزلية ومن ثم تجرأت وقلت فيها ابيات غزلية ارتجالية فأصبتها في القلب وبدأ دم الحب ينزف وارتخت صاحبة الجمال تبحث عن طبيب يداوي جرحها, فمددتها على سرير قلبي, وفي منتصف الليل جاءت امها لترى الوضع فأندهشت وهي تشاهدنا كتمثال لعاشق صامت برأسين, خاطبتني, أهذه هي ثقة الصداقة ؟, واجبتها, نعم هكذا يجب ان تكون الصداقة, لقد قمت بالواجب تجاه الضيفة, طفلتك كانت بحاجة الى الحنان والنوم فقرأت مدندنا لها قصائدا في الحب, ثم وضعتها على ركبتي وحضنتها ولاحظت عليها العطش فسقيتها من خمر الحب, وهي فرحت جدا بما قدمته لها, والآن اطلب منك ان توافقي باهدائي هذه الطفلة الكبيرة لاعتني بها كما اعتنيت انت بها وهي طفلة صغيرة. قهقهات ضحك الام وابنتها ملأت البيت والمحيط. قالت الابنة لامها: يا ماما لقد اوقعني في حبه سريعا انه صياد ماهر. ردت الام: انه ماكر ذكي, وانا ابارك لكما الخطوة كشخصين ناضجين, والآن سأترككما لاذهب واكمل نومي. فشكرتها على الثقة وطيبة الاخلاق في التعامل وقلت لها اذهبي ونامي وخذي معك احلام واقعية فلا داعي بعد لتزورك احلام خيالية, فردت, نعم بالفعل انا ذاهبة لاكمل نومي ومعي حلم واقعي لطالما انتظرته واعرف جيدا بأن ابنتي بين اياد امينة. وهكذا بدأ الحب فقضينا معا شهرا كاملا سميناه شهر العسل المتحرك بين سواحل لبنان وطبيعتها الخلابة الساحرة. سافرت خطيبتي الى اروبا مرغمة للعودة الى عملها, وبعد مضي اسبوع ارسلت لي فيزا سياحية للالتحاق بها لنكمل زواجنا في اروبا وفق معايير الزواج المدني بعيدا عن زواج المعابد الدينية والكره والحقد والتخلف والعنصرية التي يمتازون بها المتدينون والعرب وانظمتهم الحاكمة. بعد وضع الفيزا على جواز سفري اتجهت انا وأم خطيبتي الى مدينة الحسكة لنلتقي بعائلتي واخبارها بالموضوع. هناك تمت الفرحة العائلية وبعدها ودعنا الجميع وعدنا الى دمشق التي فيها ودعت ام خطيبتي التي عادت الى بيروت بينما انا في الساعة العاشرة صباحا كنت في مطار دمشق وهناك عند الحاجز الامني وبعد التدقيق اخذ رجل الامن جواز سفري ومنعني من الذهاب باتجاه الطائرة, بقيت انتظر بهدوء لفترة ساعتين وكنت اعلم ان الطائرة قد اقلعت في الحادية عشرة ومنعت من السفر لاسباب امنية لكنني لم اعلم مصيري ومصير جواز سفري, وفجأة جاءني احدهم واعطاني ورقة مكتوب عليها عنوان احدى المكاتب التابعة لشعبة المعلومات في منطقة المزة, وقال لي اذهب الى هناك لتحصل على جواز سفرك. وصلت الى ذلك المكتب بلهفة علني احصل على جواز سفري واسافر فورا الى بيروت وهناك اشتري تذكرة طائرة مرة اخرى واخرج من مطار بيروت, عند وصولي الى ذاك المكتب عرفتهم بنفسي وبعد نصف ساعة ناداني احدهم وادخلني في احدى الغرف واقفل الباب, فاستقبلني رجل جالس على كرسي خلف الطاولة, اشار لي بيده بالجلوس, وبعدها اعطاني جواز سفري مفتوحا, ولا حظت واذا بالفيزا مغطاة بالشخابيط بحيث المعلومات التي عليها غير قابلة للقراءة, نطق الصنم المجهول والنار يتطاير من وجهه, انت تظن اننا لا نعلم شيئا عن تحركاتك في بيروت, نحن نعلم كل شيء عن ما تقوله ضد النظام السوري في لقاءاتك مع المثقفين والسياسيين اللبنانيين وغيرهم, بل ونعلم ايضا ماذا تأكل داخل بيتك يوميا…؟؟؟ فتهيأت للرد عليه وطلبت منه الاستئذان…لكنه رفع يده نحوي وقال لي, اخرس و إن قمت سأفعسك بقدمي, ماذا تريد ان تقول لي, ستقول لي بانك تملك اثنان وعشرون قفزا مظليا وخدمت في قمم الجولان في مواجهة الجيش الاسرائيلي … نحن نعلم اسطوانتك هذه مسبقا ونحن نقدرها وكانت فترة الوطنية بالنسبة لك لكنك ايضا صاحب سوابق في السجون والان اعتبرك خائن بامتياز وتستحق طلقة مسدس واحدة في فمك لا اكثر واقسم بالله العظيم ان لم تقطع لسانك وتخرس وتكف عن معاداة النظام الحاكم, سأقتلك وحتى جثتك سأضيعها ولن اعطيها لعائلتك, خذ جواز سفرك واخرج من هنا بسرعة (انقلع). اخذت جواز سفري وخرجت بصمت, ومشيت نحو الباب الخارجي بصمت, فأخرجني البواب بصمت, وبدأت افكر خلسة بصمت, خشية من ان يتجسس علي الصمت, واتجهت نحو كراج البرامكة ومنها الى بيروت لبنان وانا طول الطريق مضطرب وابتعد عن نظام الغابة بصمت, كي لا تسمعني حيواناتها المتوحشة المفترسة. في بيروت ذهبت الى صديقتي واعطيتها جواز سفري واخبرتها بكل الذي جرى لي وطالبتها بالاتصال بابنتها بهدوء كي تستقبل الصدمة بخفة وتحدثنا معها سويا واتفقنا بأن تبعث لي فيزا سياحية مرة اخرى لكن بشرط ان اغير جواز سفري الملوث بثقافة الشخابيط للاستخبارات السورية والملفتة للشك والريبة في المطارات. واتذكر حينها بعد يومين من عودتي من دمشق زارني في بيروت من عامودا الصديق الكاتب الكردي دحام عبد الفتاح (سيميار يزدي) والذي كان ابنه القاصر (17 عام) حكم بالسجن لفترة ستة سنوات, بينما الاكبر هرَّبه الى بيروت والذي ايضا كان ملاحقا من قبل الاستخبارات السورية بتهمة الانتماء لحزب العمل الشيوعي المحظور والذي كان مقيما بالسر في بيروت وعلى اتصال معي, وحينها وضعت جواز سفري بين يديه واخبرته بما جرى لي, بدأ ينظر في الشخابيط, فقلت له هذه الشخابيط هي عنوان دستور النظام العروبي البعثي الحاكم في سوريا فما بالك بالقوانين المكتوبة تحت هذا العنوان في الدستور, وبدأنا نضحك, فرد عليّ بحسرة وقال, دعني ابكي قليلا من اجلك, فشكرته على الملاطفة الكلامية وقلت لا يا عزيزي دعنا نكمل الضحك فالضحك سلاح فعال في محاربة الاعداء كونهم يريدون لنا ان نعيش في البكاء ونموت في الاحزان. بعدها باسبوع عدت الى سوريا ومعي رشوة ثمينة للحصول على جواز سفر جديد تماما كما فعلته عند الحصول على القديم الذي بقي على صلاحيته فترة قصيرة ولم يعد مرغوبا استخدامه في المطارات, قدمت طلبي للحصول على جواز سفر جديد لكن رفض لمرات وباستمرار, وكلما سألت عن السبب, قالوا لي راجع الامن العسكري, وانا اسأل, ما علاقة الاستخبارات العسكرية بجواز السفر ؟, رفضت الذهاب اليهم خشية من ان ينتظرني فخ منصوب. عدت الى بيروت وفتحت مرة اخرى محلا للعطورات والفضيات والاكسسوارات في حي داخلي يقع تحت نفوذ الطائفة الدرزية المستعربة والتي باصولها كردية إيزدية اصيلة واشعرتني بالامان للاقامة بقربها, وبالرغم من ان المحل كان بعيدا لحد ما عن اعين العملاء والجواسيس, لكني شعرت بالفرق الكبير بين محل تجاري يقع في شارع عام يزوره عامة الناس ومحل زبائنه فقط من ابناء الحي ومع هذا كنت راضيا من الايرادات القليلة التي كانت كافية لدفع الايجارات ومصاريف المعيشة, لكن ذاك لم يدم طويلا ففي عام 1998علمت عن طريق صديقي كريستيان غازي بأن هناك تعاون بين الأمنين السوري, واللبناني الذي يبحث عني لصالح الامن السوري, فساعدني في توظيف فتاة وتسليمها المحل وطلبت منها تصفية بضاعة المحل بأسعار الرأسمال في فترة شهر, ثم قررت الاختفاء ريثما ارى حلا. بعد تصفية المحل جهزت نفسي للهروب الى اروبا عن طريق سفينة تهريب, وبعد الاتفاق مع المهرب طلب مني مشاهدة بطاقة هويتي الشخصية واعطيته خمسة مائة دولار بشرط ان ادفع الباقي اثناء الوصول الى البلد الاروبي, وحينها وذات يوم طلبني للاجتماع مع مسافرين اخرين في بيت يطل على شاطىء حي سان سيمون الذي هو الامتداد الجنوبي لشاطىء الرملة البيضة البيروتي بدعوى انه لربما الرحلة تنطلق, وعند وصولي بدأ الاقتحام من عناصر امنية مسلحة بالمسدسات فقبضوا علينا واخذونا الى مكان قريب حيث سجن البوريڤاج السيء الصيت والذي يخضع للمخابرات العسكرية السورية ويقع على شاطىء الرملة البيضا جنوبي شاطىء الروشة في قلب العاصمة بيروت. بعد اخذ بطاقة هويتي ادخلوني في احد المهاجع المسكون بمجموعة من السجناء, ولكني شككت فورا بالمؤامرة لان المسافرون كلهم لم يحضروا في ذاك البيت واللذان قبضا عليهما معي هناك, كانا فقط اثنان وكليهما لم اشاهدهما معي في مهجع السجن ؟. بدأ التحقيق وقالوا لي انت مطلوب مسبقا بتهمة الاتصال بقوى خارجية ولذلك اردت الهروب عن طريق التهريب عبر البحر, اخبرنا بصراحة عن البيان الذي اعطيته لبابا الفاتيكان حتى لا تعرض نفسك للاهانة والضرب, ورغم معرفتي بأني بين فكي وحوش مفترسة وليس بين ايادي بشرية وقلت لاكون دبلوماسيا وجاوبتهم بنعم اني اعطيت بيانا وشرحت فيه عن الظلم والحقد الاروبي الذي كان سببا في تقسيم كردستان, عقوبة للكرد بسبب صلاح الدين الايوبي الذي حارب الصليبيين وانتصر على كل اروبا باسم الاسلام, بينما الشعب الكردي المسالم لا يكره احد ولا يقاتل ضد احد ويحب الشعوب كلها, وهنا سألوني اين تقع جغرافية كردسان ؟ فتهربت من الاجابة الصحيحة وقلت هي تلك التي تقع تحت ايادي المنغوليين الاتراك, وفجأة سألني احدهم سؤالا اخر وقال لي, انت تطاولت على الشهيد المرحوم باسل الاسد بين جمع من المثقفين والسياسيين في احدى مقاهي شارع الحمرا, بأن بيت الاسد عبارة عن عصابة تصارع بعضها على السلطة ورفعت قتل ابن اخيه باسل الذي كان سببا في طرده من سوريا ؟ فقلت لهم واجهوني مع الدليل المادي والشهود وانا اتحداهم ان قلت ذلك, فقالوا حسنا قل لنا ماذا قلت بخصوص الموضوع ؟ وانا تجنبت وهربت فورا الى الفرضية الثانية عن سبب مقتله والتي هي اقرب الى الواقع, وقلت انا تحدثت عن فرضية مقتله من قبل الملك حسين الذي عضو فعال في منظمة الماسونية, لان باسل كان خيالا واحب الاميرة هيا ابنته والتي هي ايضا احبته وكانت خيالة, لكن الرئيس حافظ الاسد كان بالضد من زواجهما وايضا الملك حسين كان بالضد ونبه باسل بالابتعاد عن ابنته, لكنهما استمرا في حبهما والعائلتان ظلمتهما, وهنا سألوني, ما دليلك على ما تقوله ؟ واجبت بأن الاميرة هيا بعد مقتل باسل بقيت لفترة سنة مصدومة وبعدها قيل بأنها والرياضي الاردني الشهير ميلاد عباسي احبا بعضهما ومرة اخرى تدخل والدها الملك حسين ورفض الشاب بسبب انه ليس من مقامهم وبعدها اختفى الشاب وضاع الى الابد حسب ما قرأته في الصحافة..؟ وبينما انا في التحقيق دخل عنصر امن وتبين بأنه كان في امر مهمة, وعرفته مباشرة وهو ايضا عرفني فسلم عليّ باليد وجلس بجانبي وسأل رفاقه امامي عن جرمي, فأباحا له عن سبب توقيفي, ثم اكتشف بأن اسمي الحالي يختلف عن اسمي ايام الخدمة العسكرية, فشرحت له عن السبب وهو اقتنع كونه كان يعرفني جيدا وخدم معي الجيش وهو من ابناء الطائفة الاسماعيلية وقال لي, بعد التسريح من خدمة الجيش لم اجد عملا مناسبا لاعيش به انا وعائلتي فاضطريت ان اتطوع لصالح المخابرات, ثم فرزوني الى سجن بلدة عنجر اللبنانية القريبة من الحدود السورية وبعدها نقلوني الى سجن البوريڤاج في بيروت, وعندها اصطحبني معه الى غرفة الضباط وفاجأهم وقال لهم, هذا لا يستحق السجن قطعا فهو مظلي وكان قائدي بين الثلج في اعلى قمة في الجولان في مواجهة الجيش الاسرائيلي وله خدمات تستحق الثناء والمكافأة وليس السجن, هو الذي انجا ستون عسكريا وانا واحد منهم من الموت المحتم بسبب الثلج والجوع, ثم اصبح يتوسط لي عندهم وبدعمه لم اتلقى اي تعذيب وهكذا بقيت مسجونا في المهجع مع سجناء غالبيتهم عساكر من انصار الجنرال عون ومؤيدو حزب القوات اللبنانية وجمع مختلط من كافة الطوائف اللبنانية والسورية وتبين بأن الكل كان في السجن بسبب وشايات فقط, وليس لاسباب جرمية. بقيت لفترة ثلاثة اشهر سجينا كسمكة مضغوطة في علبة سردين, ثم اطلق سراحي, وعند اطلاق سراحي دعوت صديقي الذي نجاني من التعذيب لنتغذى معا السمك في مطعم بجانب الحمام العسكري على الروشة, وبدأ يقسم بالله بأنه حاول ان يطلق سراحي فورا لكنه لم يستطع بسبب عناد الضباط, ولولا الجوع وعدم توفر العمل لترك العمل في جهاز المخابرات بسبب الظلم الذي يقع على الابرياء من الناس ويؤنبه ضميره مشاهدة ذلك, وقال لي, ادعي واشكر ربك لانك محظوظ والتقيت بيّ هنا والا لبقيت ثلاث سنوات في السجن, ثم نقل الي قصص بعض المساجين, الذين اصبح لهم سنوات في السجن بسبب وشايات غير مؤكدة, وضرب مثلاً وقال, ان فهمت هذه القصة كأنك فهمت قصص كل المساجين وخاصة اللبنانيون, لدناءة النفس لديهم وحبهم للنميمة ضد بعضهم, فذات يوم جاءت سيدة لبنانية جميلة جدا وبسبب اختلافها مع زوجها اشتكت عليه لاحد الضباط ومن خلالها بنت علاقة معه واتفقا على سجنه بتهمة باطلة واصبح له في السجن هنا منذ ما يقارب من السنتين, بينما الضابط يستخدم زوجته كعشيقة للممارسة الجنسية متى يشاء..؟. شكرت صديقي على الخدمة الثمينة والتي لا تقدر بثمن ثم افترقنا, وقلت لذاتي اشكر الله الذي جعلني استفيد ولو مرة واحدة من العذاب الذي لاقيته اثناء الخدمة العسكرية، ولو لم يكن هذا الشاب الذي عانى معي ذات العذاب في زمن خدمة الجيش في قمم الجولان وبين الثلج، لما ثمن عذابي وخدمتي للوطن السوري، لعدم وجود شعور بالوطنية عند كل رجالات الحكم العربي في سوريا. بعد خروجي من السجن عدت الى الحسكة للالتقاء بعائلتي وحاولت الحصول على جواز سفر جديد ولكن دون جدوى, وفي عام 1999 عدت الى بيروت للعمل وكوني احب بيروت المدينة الجميلة التي تستحق المدح, لكن لبنان بكامله هو بالاصل محافظة سورية, من سوء حظه سكانه خلطة اجتماعية متنوعة من اصول واعراق وديانات مختلفة, توحدهم لغة التعريب المفروضة ولهجات خاصة بهم بينما ولاءهم طائفي ديني مرتبط بولاءات خارجية متعددة فهم يشكلون ارضية خصبة للارتباط باستخبارات الدول الشرقية والغربية واما بالنسبة للحضور الاستخباراتي السوري والايراني في لبنان هو قوي جدا ويعتمد على ابناء كافة الطوائف اللبنانية الذين يمارسون التجسس والعمالة لقاء الاموال والمصالح الاقتصادية والسياسية والتي هي مهنة سهلة لا تحتاج الى شهادات دراسية وتدريب مهني, بل الى بيع الذات وخلع الضمير لممارسة النميمة ونقل الكلام ورفع التقارير الكاذبة تماما كما السوريين، لقاء مبالغ تدفعها الحكومتان السورية والايرانية من اموال شعوبها المضطهدة, الفقيرة والمستعبدة. علما ان العمال السوريون المهاجرون الى لبنان بحثا عن العمل وانا واحد منهم كنا نعرف هذا الشيء جيدا وبعض من شباب الكرد الذين كانوا اتوا من سوريا الى لبنان من اجل العمل كنت اعرفهم مسبقا وكانت لهم اتصالات موسعة مع الجالية السورية وذات مرة اتصل معي هاتفيا أحد معارفي, بوزان مستو من كوباني وهو كان عاملا يعمل معي, اثناء عملي في الديكورات وقال لي: اني ابحث عنك بلهفة, لاقول لك بأن الاستخبارات السورية تبحث عنك وعرفت ذلك من خلال شاب كردي يعمل معهم وهو من معارفي, فشكرته على موقفه القومي الكردي النزيه وبدأت بالاختفاء وبالتنقل بحذر اكثر, وبعدها بفترة التقيت بأحد معارفي, ناصر قجو من مدينة عامودا وهو ايضا اكد لي بأن مجموعة كردية عميلة للاستخبارات السورية يترأسها العميل الكردي السوري رشيد ملا, حيث سألوه ان كان يعرف مكان سكني وطلبوا منه ان يزودهم بمعلومات عني, لكنه تظاهر لهم بعدم معرفتي, فشكرته على موقفه القومي الكردي النزيه, وحينها غيرت فورا مكان سكني وسكنت في حي بيروتي شبه منعزل في بيروت الشرقية, وبعد النقاش مع صديقي كريستيان غازي كان لا بد لي ان اخرج من لبنان لان المخابرات السورية فيه اكثر نشاطا مما هم عليه في سوريا. خرجت من مطار بيروت بعد اجتياز حاجزين امنيين بكل جرأة وثبات ثم ركبت الطائرة بكل هدوء والتي اقلعت نحو ايطاليا وحطت بعد ساعات في مطار كومو – فاريزي على الحدود الايطالية السويسرية, وانا صريح كعادتي, فاخبرت امن المطار بأني وصلت بجواز سفر مزور وطلبت حق اللجوء السياسي……يتبع……….

د. آلان آسمان.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular