في عام 1999 لاحظتُ شيئاً أشبه بدملة صغيرة جداً برزت على جلد البطن. كانت ذات عدة ألوان لا تشبه الدملة العادية. راجعت طبيبة جرَّاحة ورجوتها فحص هذا الجزء من الجلد. القت نظرة سريعة وقالت لا شيء، إنه مجرد دملة لا تستوجب القلق، إلا إذا أردت إزالتها من الناحية الجمالية، لم أقتنع برأيها وقلت له بأني لا أتحدث عن الناحية الجمالية، فهو جزء صغير لا يلاحظ أولاً، كما أني لا أسير في الشوارع مكشوف البطن، كما يفعلن النساء الهنديات، بل يحوم شكي حول شيءٍ آخر. ابتسمت كمن غير مصدق، ولكنها، وتحت إصراري، وافقت على مضض واقتطعت ذلك الجزء الصغير ورسلته إلى الفحص المختبري. بعد ثلاثة أسابيع اتصلت بي هاتفياً راجية مراجعتها بسرعة. ذهبت إليها مباشرة, اعتذرت مني بشدة لعدم تشخيصها الصحيح، إذ كانت نتيجة الفحص المختبري بأن العينة تؤكد عن وجود سرطان خبيث، ولكن ليس من نسيج الجلد، بل هو من نسيج داخل الجسم، ولكنه طفح على الجلد. تقرر أرسال العينة إلى مختبر آخر تابع إلى جامعة برلين الحرة. وجاءت النتيجة مطابقة لنتيجة الفحص المختبري الأول. لهذا قررت إجراء المزيد من لفحوصات على أعضاء الجسم الداخلية. وعلى مدى عام كامل (2000) تم تحويلي إلى عدد كبير من المستشفيات والأطباء المختصين لإجراء الفحوصات على الكبد والرئة والمعدة والأمعاء والكليتين والمجاري البولية والبروستات والرأس أو الدماغ …الخ. ولم يعثروا على أثر للسرطان. فكانت أخر طبيبة اختصاصية ممتازة في أمراض السرطان قد اكدت لي بخلو جسمي من مرض السرطان، ومع ذلك فمن المفضل أن أخضع للفحوصات السنوية للتيقن من خلو الجسم منه. ولم اشعر بأي حاجة للفحص الخاص بعد ذلك. لقد وجه المختبران نقداً للطبيبة الجراحة لأنها اقتطعت عينة صغيرةً جداً، إذ الأفضل في مثل هذه الحالات أن تكون القطعة المقتطعة من الجسم أكبر لضمان فحوصات أكثر.
بعد مرور 18 عاماً على هذا الحادث، وفي الأشهر الأولى من عام 2018، أصبت بزكام خفيف مع نشوء بلغم يجبرني على افتعال السعال للخلاص منه. وهي ممارسة غير مريحة، لاسيما أثناء انعقاد الندوات أو اللقاءات العامة أو تقديمي بعض المحاضرات، دون الإحساس بأي وجع. وفي البيت قالت زوجتي مازحة بأن لدينا في الشقة حصان يصهل بين فترة وأخرى، لأن افتعال السعال كان شبيهاً بصهيل الحصان. فقلت لها وجود فرس في البيت يستوجب وجود حصان أيضاً، على حد تمييز العرب بين الأنثى والذكر. ولكني حجزت موعداً لدى طبيب العائلة. في عيادة الدكتور الطبيب جيدو كُنيکر (Dr. Med. Guido Koemiger) أشرت له بمشكلة البلغم الملازمة منذ عدة شهور، ورويت له مزحة زوجتي، فضحك وقال إذن لا بد من إجراء الفحص الشعاعي. اجري الفحص الشعاعي الاعتيادي. بعدها مباشرة طلبت مني طبية التصوير الشعاعي أن أراجع في اليوم الثاني طبيب العائلة ولم تخبرني بنتيجة الفحص. وهكذا كان. قال الطبيب كُنيکر، يبدو أن هناك شكاً بوجود سرطان في الرئة، وعلينا إجراء المزيد من الفحوص، ومنه فحص التصوير المقطعي (CT) Computer Tomographie للتيقن من الحالة الفعلية. في اليوم التالي أجري الفحص فعلاً، وكانت النتيجة وجود سرطان لا يمكن معرفة نوعه قبل إجراء فحوصات إضافية. لم يكن الأمر مفاجئاً لي بسبب ما قيل لي في العام 1999، رغم عدم وجود علاقة بين الاثنين، كما أكد الأطباء ذلك. شعر طبيب العائلة بالارتياح حين لاحظ سلوكي الاعتيادي ودون بروز أي ارتباك في موقفي، إذ أخذت الأمر ببساطة تامة. ففي عالمنا المليء بالتلوث ليس في الهواء الذي نستنشقه والماء الذي نشربه فحسب، بل وفي جميع المأكولات التي نتناولها يومياً، والأرض التي نمشي عليها، والملابس التي نرتديها …الخ، وبالتالي فالإصابة بهذا الداء الخبيث ممكنة في كل لحظة ولكل إنسان على هذه الأرض الملوثة حين تتوفر الشروط المناسبة لبروزه ونموه لدى هذا الشخص أو ذاك. حولنيطبيب العائلة مباشرة إلى طبيبة مختصة بأمراض الرئة والسرطان هي الدكتورة كاترين بورشكة (Frau Dr. Med. Katrin Poerscke). فأجرت فحوصات أولية إضافية مثل التنفس والوزن وما إلى ذلك. ثم حولتني مباشرة إلى مستشفى أمراض الرئة، ومنها سرطان الرئة، وهي مستشفى بروتستانتية مختصة ومعروفة في مدينة بوخ (Buch) التابعة لمدينة برلين(Evangelische Lungenklinik Berlin) ثم جرى تحويلي منها إلى منشآت صحية مختصة لإجراء فحوصات جديدة للتيقن من انتشار أو عدم انتشار السرطان في باقي أجزاء الجسم. فكان هناك فحص CT , MRT , PET وفحص الحنجرة وتخطيط القلب وفحص الدم. بدأت هذه الفحوصات في 25/05/2018 وانتهت في بداية الشهر السادس وتيقنوا من خلو بقية أعضاء الجسم منه عدا وجوده في منطقة يمين الوسط من الرئة وبالقياسات التالية: 1,6 x 3,4 x2,6 cm مع اتصال غير واضح بالضلوع المجاورة، ربما بسبب وجود التهاب سابق أو سل عظمي سابق متيبس أو احتمالات أخرى، دون وجود انبثاث للخلايا السرطانية (Metastasen) في باقي أعضاء الجسم. ويبدو، كما أشار الأطباء بأن السرطان حديث العهد،واكتشافه مبكراً يساعد على الشفاء منه. فقرروا إجراء العملية في 02/07/2018. وقيل أن صحتي العامة، وأنا في الثالثة والثمانين من عمري، تتحمل إجراء العملية الكبيرة. لقد كنت متيقناً من شفائي، فأنا رجل متفائل عموماً والسرطان حديث العهد رغم خبثه، ولكن ليس عدائياً جداً، كما يظهر احياناً لدى بعض المصابين به. لهذا كانت معنوياتي عموماً عالية وبعيدة عن التفكير بالموت القريب، وكنت أمزح وأقول ما زال الوقت مبكراً إلى إعطاء ملعقتي لشخص آخر، على حسب تعبير الألمان!
أجرت رئيسة قسم العمليات الجراحية في المستشفى المذكور، الدكتورة الطبيبة کندا ليشبار (Frau Dr. Med. Gunda Leschbar )، العملية بنجاح، إذ اقتطعت، مع فريقها الطبي، الجزء الخامس من الرئة، الخرقة (Lapen) بكامله، حيث كان السرطان قد حط فيه لتقطع دابره مبدئياً. وفي اجتماع عقد في 25/07/2018 قررت لجنة الأطباء في الكونفرنس الخاص بما يفترض القيام به بعد العملية، وبعد وصول نتائج الفحص المختبري المتقدم للقطعة المستأصلة من الرئة، وضع برنامجٍ يمتد إلى ثلاثة شهور يتم فيها إجراء أربع جولات كيماوي بين كل جولة وأخرى ثلاثة أسابيع استراحة، دون الحاجة إلى المعالجة بالإشعاع.
في الفترة الواقعة بين إجراء العملية والمعالجة بالكيماوي اتصل بي بعض الأصدقاء الأفاضل طالبين مني عدم المعالجة بالكيماوي والاكتفاء بالعملية لما لهذه المعالجة من أعراض جانبية مدمرة ومؤذية، لاسيما وأني متقدم في العمر. شكرتهم لنصيحتهم الأخوية والودية التي أحترمها وأقدر رغبتهم في تجنيبي الآلام المحتملة للمعالجة بالكيماوي. ولكني أخبرتهم بأني سأستجيب لقرار الأطباء لأنهم أدرى بوضعي الصحي وقدرة تحملي، كما يقدرون أهمية وضرورة إجراء العلاج الكيماوي. وهكذا كان.
دخلت قسم المعالجة بالكيماوي بالمستشفى المذكورة يوم 21/08/2018، وهي برئاسة البروفيسور الدكتور الطبيب كريستيان کروه (Prof. Dr. Med. Chrisian Grohe)، حيث أجريت مجموعة من الفحوص قبل بدء زرق الكيماوي بالوريد، منها فحص إم أر تي للرأس وسي تي للرئة والمعدة وتخطيط للقلب ومستوى إداء الرئة لوظيفتها التنفسية، إضافة إلى فحص الدم. في اليوم التالي بدأ العلاج الكيماوي بمزيج من أدوية متعددة دام الزرق بحدود ساعتين ونصف الساعة. وبعد أن قضيت ليلة واحدة في المستشفى نقلت إلى شقتنا في برلين، على أن يتم أجراء ثلاثة فحوص على الدم في فترات متفاوتة لمعرفة تأثير الكيماوي على بنية الدم ومدى إمكانية تحمل الزرقة الثانية من الكيماوي بعد ثلاثة أسابيع.
لم تظهر أية أعراض جانبية بعد الزرقة الأولى، وكان وضعي العام طبيعياً دون ألام أو منغصات صحية. ثم كانت الزرقة الثانية التي سبقتها فحوصات أخرى ولاسيما الدم حيث وافق الطبيب المختص على زرقة الوجبة الثانية من الكيماوي. وفي اليوم التالي غادرت المستشفى. بعد اليوم الرابع وبعد الانتهاء من تناول ثماني حبات من الكورتيزون موزعة على أربعة ايام للمساعدة في تجنب أو تحمّل الآلام. بدأت أشعر بآلام حادة في الفقرات وعظام الظهر والكتفين وحيثما وجدت قبل ذاك مناطق وجع سابقة في الجسم. كانت الآلام مرهقة تحرمني من متعة النوم الهادئ غير المتقطع. استمرت هذه الآلام قرابة اسبوع، ثم بدأت بالتراجع التدريجي حتى انتهت مع نهاية الأسابيع الثلاثة. وخلالها تم فحص الدم لثلاث مرات خلال الأسابيع الثلاثة. وبدا إن بنية الدم كانت مناسبة للجولة الثالثة من الكيماوي. الوجبة الثالثة بدأت بعد ثلاثة أسابيع بفحوصات مماثلة للجولتين السابقتين التي نفذت مساءً لأغادر المستشفى الي الشقة في اليوم التالي. تناولت ذات الكمية من الكورتيزون لأربعة وقبل ذاك زرقت بإبرة كورتيزون أيضا. في اليوم الخامس بدأت أعيش آلاماً مبرحة في جميع أجزاء الجسم يمكنتحملها، تناولت حبة دكلوفيناك (Diclofenac 75 mg) ضد الآلام، ولكنها لم تنفع كثيرا, وفي اليوم السادس وعلى الساعة الرابع صباحاً أصبت بنوبة حادة في القلب وفي الكتف الأيسر قدرت إنها غلطة (شعبياً جلطة) قلبية مفاجئة. استخدمت بشاش النيترولنکوال (Nitrolingual Spray) الذي ساعد قليلاً، ثم جاءت نوبة أخرى أشد من السابقة استخدمتالنيترولنکوال ثانية وبجرعة أكبر، فتراجع الألم. وفي الصباح راجعت طبيب العائلة حولني رأساً إلى الطوارئ حيث قضيت ليلة كاملة لديهم تبين أنها كانت ذبحة صدرية حادة وليس غلطة قلبية. والذبحة الصدرية بدأت معي منذ عشرين عاماَ، لهذا أحمل معي دوماً بشاش النيترولنکوال. عولجت بعناية كبيرة واقترح الطبيب الخفر بقائي في المستشفى لإجراء فحوصات إضافية، ولكني فضلت العودة إلى الدار في صبيحة اليوم الثاني.
لم تتوقف الآلام في أعضاء عديدة من الجسم بما فيها الكليتين والمجاري البولية، ولاسيما العظام، بسبب معاناتي من مرض المفاصل(ِArthrose) والاستهلاك. لقد وجه طبيب العائلة نقداً لي لسببين، الأول عدم ذهابي إلى الطوارئ في الصباح الباكر وبعد النبوية الأولى مباشرة، والثاني بسبب عدم بقائي في المستشفى لإجراء الفحوصات الدقيقة على القلب. وكان الطبيب محقاً في نقده، ولم أقدر بصواب الموقف.
أجريت الفحوصات لثلاث مرات على الدم وكانت المرة الأخيرة أكدت إمكانية خوض جولة أخيرة مع الكيماوي. زرقت به كما في المرات السابقة، وغادرت المستشفى إلى الشقة في اليوم الثاني، على أن أعود لهم بعد ثلاثة أسابيع لإجراء فحوصات واسعة لمعرفة وضع الجسم من ناحية خلوه من السرطان. كان عليً أن أبقى ليومين من أجل إجراء الفحوصات الضرورية.
كانت الجولة الرابعة مع الكيماوي أخف وطأة بكثير من الجولة الثالثة، إذ لم أتعرض لذبحة صدرية أو أي آلام قاسية، رغم حصول آلام في الفقرات والكتف الأيسر والمفاصل عموماً، لم يتساقط شعر رأسي الذي فضضته سنوات العمر الكثيرة. وبمزحة مع زوجتي أم سامر قلت لها: كنت أتأمل أن يسقط ليظهر ثانية على اللون الأسود الذي ولدت معه، ولكن لم يحصل!
بعد ثلاثة أسابيع عدت إلى المستشفى وأجريت فحوصات كثيرة ومتنوعة انتهت بإعلامي بأن جسمي حالياً خالٍ من السرطان ويمكن أن أذهب إلى عائلتي على أنهم سيرسلوا برنامجاً لفحوصات لاحقة بعد ثلاثة شهور وبعد ستة شهور. وهذا ما حصل.
لقد كانت التجربة غنية حقاً تعرفت فيها على مجموعة كبيرة من الأطباء والطبيبات والممرضات الذين كانوا مثالاً لغنى معارفهم وعمق وعيهم لتخصصهم ومهماتهم ونبلهم الإنساني وودهم واحتضانهم للمريض.
ساعدني التخلص من المرض عدة عوامل مهمة، بأمل أن لا يعود ثانية:
1. اكتشاف السرطان مبكراً، إذ كان ما يزال صغيراً ولم ينتشر إلى باقي أجزاء الجسم. والفضل في هذا يعود لحرص طبيب العائلة على إجراء الفحص الإشعاعي حال سماعه لشكوى البلغم.
2. المعالجة الطبية الممتازة التي عجلت بمعالجتي وانقاذي منه، والتي جسدت حرص الفريق الطبي.
3. الإرادة التفاؤل وعدم حصول ارتباك في موقفي إزاء المرض وإيجابيتي إزاء العلاج وقناعتي بإمكانية الخلاص الناجح من الداء الخبيث.
4. احتضان العائلة والأصدقاء لي واستفسارهم المستمر وودهم الذي عزز معنوياتي والتي كان لها الأثر المهم على الوضع النفسي الإيجابي.
5. حرصي على عدم الإصابة بالرشح (الاستبراد) أو التهاب الرئة أو أي عدوى محتملة لكيلا تضعف مقاومة الجسم للكيماوي.
6. وخلال فترة الإصابة بالمرض والمعالجة أغرقت نفسي وبأكثر من السابق بالقراءة المكثفة وكتابة المقالات في الموضوعات التي كانت وما تزال تشغل بالي وبال كل العراقيات والعراقيين، أوضاع العراق المتدهورة في ظل النظام الطائفي السياسي الفاسد والتابع والمتخلف والمناهض لمصالح الشعب، بحيث كنت أنسى الآلام الجانبية للمعالجة بالكيماوي المنهكة للجسم والقدرة على التركيز.
7. وبأمل عدم عودة السرطان أو مواجهته المبكرة في حالة عودته في أي موقع من الجسم لا بد من الالتزام ببرنامج المستشفى الخاص بالفحص المستمر كل ثلاثة شهور، إذ أنه الضمانة الفعلية لمواجهة احتمال عودته ومعالجته، خاصة وأن علوم الطب لم تتوصل حتى الآن إلى معرفة كل الأسباب الملموسة لظهور هذا النوع أو ذاك من السرطان لدى هذا الشخص أو ذاك. علوم الطب في تقدم سريع وهائل وإمكانية معالجة هذا الداء الخبيث أصبحت ممكنة، وهو أمر مفرح لكل من يمكن أن يصاب بهذا الداء.
برلين في 31/01/2019
أخي الكبير، واستاذي الفاضل د. كاظم المحترم
ألف ألف الحمدالله على سلامتك وشفائك من المرض. فعلاً أنت إنسان عظيم أكبر من المرض. والانسان الكبير أمثالكم الذي يحمل هموم شعبه طوال عمره، ويدافع عن مصالحهم وحقوقهم، ويحارب الظلم والظالمين والفاسدين، فعلاً مثل هكذا انسان يقاوم أي مرض كان. أتمنى لكم استاذنا الكريم الشفاء التام، واعتذر لم أسال عندك وأتابع أخبارك طيلة الفترة الماضية.
تقبل احترامي وتقدري
خليل جندي
على كل حال سلامتك يا أبو سامر والف شكر للجهات الطبية الذين شاركوا في علاجك.نحن هنا في ألمانيا نعالج انا شخصيا قبل سنوات جرى لي عملية قلب مفتوح.
وانا بصحة جيدة.بصراحة أشك إنك كنت تعاني من شيء إسمه الخبيث.ولسبب بسيط،كيف بنزيه وصادق مع ذاته والآخرين أن يتقرب منه الخبث.
المفروض أن يستوطن هذا الخبث في المنطقة الجرداء من الأخلاق في بغداد وليس يأتي امثالك.
تعرفت عليك وأنا شاب في بداية الثلاثينيات من العمر وانت تكافح ضد ضد الظلم والخبث.
سلامتك أيها الإنسان المكافح والمدافع عن حقوق المظلومين.