عراقة الأديان هي الآيزيدية ، حيث يتجلى فيها عبادة الله الواحد منذ خلق آدم الذي سبق ظهور الديانات الكتابية التي اعقبت آدم وشيت ونوح وإبراهيم وغيرهم
من هنا تعد الديانة الآيزيدية متحفا للديانات جميعا ، ما بقى منها وما أندثر ..
الآيزيديون و قصة الشيطان او ابليس …
عادة مايسأل المسلمون
لماذا يغضب الأيزيدي عندما تنطق كلمة شيطان ( أبليس ) أمامه ؟
وهل الشيطان أبليس هو نفسه طاوس ملك ؟
أليكم الأجابه ..
ان عدم تلفظ الآيزيدية لكلمة ( شيطان ، أبليس ) وغضبهم منها لا تاتي من عبادتهم له أو تجنبا من شره كما يعتقد البعض . بل لأن فلسفة الديانة الآيزيديه لاتقبل بفكرة وجود أله آخر غير الله او ملاك ساقط ، كما لايوجد اله للشر في الديانة الآيزيديه ، فالخير والشر من عند الله ، حسب النص الديني ( ياخودي خيري بدا شري وركرا ) بمعنى ( يا الله أعطنا الخير وابعد عنا الشر ) . لكن الشر الذي على الأرض يأتي من نفسية البشر وقلة أيمانه وعدم حبه للخالق ، وتعتقد الآيزيديه أن مجرد لفظ أو سماع كلمة ( شيطان ، أبليس ) يعتبر أشراك بالله ، لأنهم سيصبحون ألاهين ( الخير والشر ) و الآيزيديه لا تعترف ألا بأله واحد فقط وهو ( الله ) بيده كل زمام الأمور ( الخير والشر ) حسب النص الديني التالي ( خودي ئيكه يا بي شه ريكه يا بي هه فاله ) الله واحد أحد لا شريك له ولا رفيق ، وعلى عكس باقي الأديان لايوجد في الديانة الآيزيدية شيء أسمه رئيس الملائكة ، بل يوجد مصدرأو أساس الملائكة ، فقد خلق الخالق سبعة ملائكة من أنبثاقه نوره وروحه ، في سبعة أيام ، وجعل لكل يوم ملاك خاص . وهم كل من : عزرائيل في يوم الأحد ، عزازيل يوم الاثنين ، دردائيل يوم الثلاثاء ، أسرافيل يوم الأربعاء ، ميكائيل يوم الخميس ، شمنائيل يوم الجمعة ، جبرائيل يوم السبت ، وجعل من نوره أو روحه ( طاووس ملك ) منبعا أو مصدرا لهم وليس رئيسهم ، لاحظ هنا ( طاوس ملك ) ليس من ضمن الملائكه السبعه لأنه نور منبثق من نور ، وغير مخلوق ، وهناك فرق كبير بين الأنبثاق والخلق ، حسب النص الديني ( تاوسي ملك نوره لسه نوره ) لذلك فهو روح الله و أحد أسمائه الحسنى وتجلياته ، وحتى في القرآن الكريم يذكر ( الله نور السماوات والارض ) كما قال الرب المتجسد في السيد المسيح ( انا هو نور العالم ) ويقول النص التالي ( تاوسا مني ميرانا / خالقي عردو عزمانا ) أي ( الطاوس العظيم / خالق الأرض والسماء )
فأذا كان الطاوس قد خلق الأرض والسماء فمن يكون غير الله ؟
وهنالك عشرات النصوص التي تؤكد ذلك ، ثم لو كنا نؤمن بأبليس في اسوأ أحتمال ، لماذا نصوصنا تبدأ بجملة ( بدستوري خودي / بأسم الله ) وتنهي بجملة ( أم د كيمن وخودى تمامه ) وتعني ( الكمال لله والنقص فينا ) ؟
ولو كان الآيزيدي يؤمن بأله الشر لماذا لا يقتل ولايغدر ولايسرق ولايكفر أحد ولايتعدى على أمرأة ؟
ولماذا لايوجد لنا حرف واحد يحرض على القتل او الكره ؟
ويعتبر طاوس ملك الشهادة والأيمان للآيزيديه حسب ما جاء في قول جارشمبوو ..(( چارشه مبوو رؤڑكه خويانه / دبيڑمه وه گلى ئه زدايانه / تاووسى مه له گ ڑمه را شه هده وئيمانه ) وترجمتها ( الأربعاء يومكم المقدس / أقول لكم يا شعب الآيزيدي / طاوس ملك شهادتنا وأيماننا ،،
وتبقى انسانيتنا هي منبع للسلام والحب بيننا …
مساء الوئام والسلام