لا تتبع رحلات الطائرات خطًا مستقيمًا بل مسارًا منحنيا، وهذه الاختيارات تتجاوز أي قضايا تقنية—إنها تكيف مع انحناء كوكب الأرض نفسه. في الهندسة، نتعلم أن أقصر مسافة بين نقطتين هي الخط المستقيم، ولكن هذا المبدأ ينطبق فقط على الأسطح المستوية، مثل ورقة من الورق. عندما نأخذ شكل الأرض الكروي في الاعتبار، تصبح أقصر مسافة بين نقطتين منحنى يُعرف بالجيوديسيا.
ينبع هذا المفهوم من الهندسة الريمانية، التي هي الأنسب للأسطح المنحنية. يستخدم مخططو الرحلات هذا النهج لرسم أقصر المسارات لتوفير الوقت والوقود. تمثل هذه المسارات الجيوديسية أقصر الطرق على سطح الكرة. بدلاً من الطيران في “خط مستقيم” كما يظهر على الخريطة المسطحة، تتبع الطائرات مسارًا منحنيًا يُعد في الواقع، في الواقع ثلاثي الأبعاد، هو أقصر طريق.
هذه المسارات الجوية هي شهادة مثيرة على انحناء الأرض. كل رحلة تتبع مسارًا قد يبدو غير بديهي، لكنه في الحقيقة يمثل أقصر مسافة وأقل جهد على كوكبنا الكروي.