من أسوأ ما قد تمخض عن النظام الديني المتشدد في إيران، نهجه المتشدد والمتطرف من حيث تعامله
مع المرأة الايرانية، حيث أثبت فعليا وبصورة ملموسة ليس بالامکان إنکارها أبدا کراهيته وعدائه
الشديدين للمرأة الإيرانية وسعيه المستمر من أجل حرمانها من کافة حقوقها وإبعادها عن واقع الحياة.
هذا التعامل الرجعي واللاإنساني لنظام الملالي مع المرأة، واجه معارضة قوية جدا من جانب المقاومة
الايرانية بشکل خاص والشعب الايراني بشکل عام، خصوصا وإن النظام قد تمادى في تعامله وتعاطيه
القمعي التعسفي مع المرأة بسبب جنسها حتى تجاوز الحدود وبلغ الامتهان بکرامتها الانسانية، ولذلك فقد
جعلت المقاومة الايرانية من قضية تحرير المرأة وأخذ حقوقها کاملة ومساواتها بالرجل، واحد من أهم
المرتکزات والاسس الثابتة في مواجهة النظام الايراني، ومن هنا فقد تم إيلاء المناسبات المختلفة المتعلقة
بالمرأة ولاسيما اليوم العالمي للمرأة، إهتماما خاصا من جانب المقاومة الايرانية وحتى جعله حافزا
لتغيير النظام وإقامة جمهورية ديمقراطية في إيران، ولعل ما قد قامت به المقاومة الايرانية خلال هذه
السنة بمناسبة عيد المرأة العالمي يٶکد هذه الحقيقة، إذ لم تقتصر الاحتفال بهذه المناسبة وإحيائها على
العاصمة الفرنسية باريس بل وحتى تجاوزته الى العاصمة الامريکية واشنطن.
وکما قامت المقاومة الايرانية بتنظيم تظاهرة لآلاف الايرانيين في باريس بهذه المناسبة، فإنها قامت
بنفس الشئ في واشنطن، إذ و في استعراض قوي للوحدة والعزم، تجمع آلاف الأميركيين من أصول
إيرانية، من مؤيدي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، حاملين الأعلام أثناء مسيرتهم من
مبنى الكونغرس إلى البيت الأبيض، داعين إلى إيران حرة. وتزامنت هذه التظاهرة الكبيرة مع اليوم
العالمي للمرأة، مما زاد من مطالبتهم المجتمع الدولي والولايات المتحدة بتبني سياسة حازمة وشاملة ضد
النظام، والاعتراف بحق الشعب الإيراني في إسقاط النظام.
وقد رفع المتظاهرون أصواتهم دعما لخطة النقاط العشر التي قدمتها الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني
للمقاومة الإيرانية، مريم رجوي، والتي تهدف إلى الانتقال نحو جمهورية ديمقراطية، علمانية، وغير
نووية، مما يعكس التزاما موحدا بالتغيير الجذري وتمكين المرأة، وقد إرتدا المتظاهرون ألوان التراث
الوطني ومفعمين بالأمل، دعا المشاركون أيضا إلى دعم جهود الشعب الإيراني للإطاحة بالنظام في
طهران، وطالبوا بالاعتراف بحق وحدات الانتفاضة في مواجهة الحرس الإيراني.
وقد كانت الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مريم رجوي، المتحدثة الرئيسية، حيث
خاطبت التظاهرة عبر الإنترنت من فرنسا. كما شارك في الفعالية كل من النائب براد شيرمان
(ديمقراطي من كاليفورنيا)، وعمدة نيويورك السابق رودي جولياني، والسفير سام براونباك، وعدد من
أعضاء الجالية الإيرانية الأميركية في الولايات المتحدة.
وفي كلمتها، قالت السيدة رجوي: " لا الحظ ولا الصدفة ولا العوامل الوهمية ستؤدي إلى التغيير في
إيران.هذا النظام لن يسقط من تلقاء نفسه، ولن ينهار من الداخل بشكل تلقائي. هناك طريق واحد فقط، لا
غير: المقاومة والانتفاضة المنظمة. كل شيء يعتمد على إرادة ونضال أبناء إيران. كل شيء يعتمد على
استعدادنا لدفع ثمن الحرية بالكامل. ولهذا جئنا إلى الميدان لنقول: لقد حان وقت، وقت الانتفاضة.".