انتهى المخرج العراقي فاضل ماهود، مؤخراً من أعمال تصويرآخر أفلامه (تيريزا)، واستكمل مراحل المونتاج واضافة الموسيقىوبقية العمليات الفنية. وهو فيلم روائي قصير، مدته 19 دقيقة.
ـ ربما صحيح . لقد أثارني جدا كمخرج سينمائي، وضع ذلكالقبر الغريب الذي يقبع وحيداً في الصحراء، وحين تقصيت الأمروعرفت القصة، شدتني كثيراً. أعرف بأن قصص الحب والوفاءمكررة، وأحيانا تقدمها بعض الأفلام بشكل ميلودرامي سطحي،لكن في فيلمنا، الذي انجزناه، حاولنا تناول الأمر من جانبمشرق، نعم. سنتناول موضوعة الحزن والألم، فهما مرافقانللفقدان، لكننا نريد إبراز عامل الوفاء والإخلاص وكيف يجعلالحب أمراً سامياً.
ــ ألجأ في أفلامي، الى عدم اختيار نجوم معروفين، لأنَّ غالبيةافلامي التي قدمتها، تتناول قصصاً من الواقع، ولأجل الوصولالى المتلقي من دون أحكام مسبقة، بسبب من الاعمال السابقةللممثلين، أبحث عادة عن وجوه لم يسبق لها التمثيل. ويساعدنيذلك أيضا على توجيها في المسار الذي اريده للفيلم. في هذاالفيلم، كوجوه أساسية اخترت الزملاء علي ومينا، بصراحة كونمينا، وهي فنلندية، لها ملامح وصفات قريبة تماما من شخصيةالفيلم، الزوجة الاوربية، وكوجه مناسب لتمثيل الشخصيةالرئيسة، أما الزميل علي العبودي من العراق، فمع قليل منالماكياج صار قريبا للشخصية المطلوبة، شخصية الزوج، وبحكمكونهما زوجين في الواقع، فهذا سيسهل كثيراً من عملنا.
من جهته، يقول علي العبودي، الذي وصل فنلندا عام 2015،كلاجئ وحصل على حق الإقامة والعمل، وفي عام 2018 تعرفوارتبط مع مينا، وهما ناشطان على منصات التواصلالاجتماعي:
ــ كنت على معرفة مسبقة بقصة تيريزا، وكنت في زيارة الى مدينةالبصرة، لحضور مباريات كرة القدم في دوري كاس الخليج، حينتواصل معي المخرج فاضل ماهود . ترددت في البدء، إذ لم تكنلدي تجربة سابقة في التمثيل، لكني بعد الاطلاع على السيرةالفنية للمخرج واطلعت على الفكرة، قررنا التعاون، فالفيلم سيوفرلي فرصة التعامل مع قصة اثارت اهتمامي.
ويضيف العبودي: استمر التصوير تقريبا ثلاث أسابيع، بين مدنالسماوة وتل اللحم والقوش، وكانت تجربة متميزة. بدا لنا المخرجفاضل ماهود ملمّاً بعمله، ولديه خطة مرنة، لإدارة فريق العمل،واستطاع توجيهنا بشكل مناسب.
ويعتقد العبودي أن النتائج ستكون ممتازة. وخلال تصوير بعضالمشاهد كنا نرى حماس وتعاطف الحاضرين، وهذا شجعنابشكل كبير.
من الجدير بالذكر أن المخرج فاضل ماهود من مواليد السماوةعام 1972، ورغم دراسته اللغة العربية في جامعة ذي قار، إلا أنهدرس السينما في القاهرة، ودخل دورات عدة في الإخراجالسينمائي، وسجل إنجازاته حافل بعدد ليس قليل من الأفلامالوثائقية والروائية القصيرة، ونال جوائز عديدة عراقية وعربية، ومن أبرز أفلامه (أماني عام 2022، صياد اللحظات الجميلة عام2010، وجامعة فوق خط الطموح عام 2010، والفيلم الوثائقيوطن عام 2005).