عن جريدة الصباح البغدادية عدد يوم 2025/03/19
انتهى المخرج العراقي فاضل ماهود، مؤخراً من أعمال تصوير آخر أفلامه (تيريزا)، واستكمل مراحل المونتاج واضافة الموسيقى وبقية العمليات الفنية. وهو فيلم روائي قصير، مدته 19 دقيقة.
وتحدث ماهود عن قصة الفيلم، وكيف أنّها مستوحاة من قصة حقيقية، جرت بعض أحداثها في منطقة تل اللحم، في محافظة ذي قار، حيث عمل مهندس بولندي في شركة درومكس، في انشاء الطريق السريع رقم واحد، الذي يربط مدينتي البصرة والناصرية، للأعوام 1980ــ 1981، وحضرت زوجته تيريزا، من بولندا، للقائه، من دون علمه، وأرادت أن يكون حضورها مفاجأة له، عشية أعياد رأس السنة 1981 ـ 1982 لكن الاقدار شاءت أن تتعرض لحادث سير مميت قبل لقائه، ودفنت مقابل موقع الشركة ولا يزال قبرها شاخصا في المكان.
- الثيمة، تبدو ميلودرامية، مكررة في أفلام عديدة، عربية واجنبية؟
ـ ربما صحيح . لقد أثارني جدا كمخرج سينمائي، وضع ذلك القبر الغريب الذي يقبع وحيداً في الصحراء، وحين تقصيت الأمر وعرفت القصة، شدتني كثيراً. أعرف بأن قصص الحب والوفاء مكررة، وأحيانا تقدمها بعض الأفلام بشكل ميلودرامي سطحي، لكن في فيلمنا، الذي انجزناه، حاولنا تناول الأمر من جانب مشرق، نعم. سنتناول موضوعة الحزن والألم، فهما مرافقان للفقدان، لكننا نريد إبراز عامل الوفاء والإخلاص وكيف يجعل الحب أمراً سامياً.
- ماذا عن اختيار طاقم التمثيل؟
ــ ألجأ في أفلامي، الى عدم اختيار نجوم معروفين، لأنَّ غالبية افلامي التي قدمتها، تتناول قصصاً من الواقع، ولأجل الوصول الى المتلقي من دون أحكام مسبقة، بسبب من الاعمال السابقة للممثلين، أبحث عادة عن وجوه لم يسبق لها التمثيل. ويساعدني ذلك أيضا على توجيها في المسار الذي اريده للفيلم. في هذا الفيلم، كوجوه أساسية اخترت الزملاء علي ومينا، بصراحة كون مينا، وهي فنلندية، لها ملامح وصفات قريبة تماما من شخصية الفيلم، الزوجة الاوربية، وكوجه مناسب لتمثيل الشخصية الرئيسة، أما الزميل علي العبودي من العراق، فمع قليل من الماكياج صار قريبا للشخصية المطلوبة، شخصية الزوج، وبحكم كونهما زوجين في الواقع، فهذا سيسهل كثيراً من عملنا.
من جهته، يقول علي العبودي، الذي وصل فنلندا عام 2015، كلاجئ وحصل على حق الإقامة والعمل، وفي عام 2018 تعرف وارتبط مع مينا، وهما ناشطان على منصات التواصل الاجتماعي:
ــ كنت على معرفة مسبقة بقصة تيريزا، وكنت في زيارة الى مدينة البصرة، لحضور مباريات كرة القدم في دوري كاس الخليج، حين تواصل معي المخرج فاضل ماهود . ترددت في البدء، إذ لم تكن لدي تجربة سابقة في التمثيل، لكني بعد الاطلاع على السيرة الفنية للمخرج واطلعت على الفكرة، قررنا التعاون، فالفيلم سيوفر لي فرصة التعامل مع قصة اثارت اهتمامي.
ويضيف العبودي: استمر التصوير تقريبا ثلاث أسابيع، بين مدن السماوة وتل اللحم والقوش، وكانت تجربة متميزة. بدا لنا المخرج فاضل ماهود ملمّاً بعمله، ولديه خطة مرنة، لإدارة فريق العمل، واستطاع توجيهنا بشكل مناسب.
ويعتقد العبودي أن النتائج ستكون ممتازة. وخلال تصوير بعض المشاهد كنا نرى حماس وتعاطف الحاضرين، وهذا شجعنا بشكل كبير.
وعن العوائق التي واجهتهم خلال العمل، يتابع العبودي: لم تكن كبيرة. كنت الخطة الأولى أن يكون الفيلم من دون حوارات، ثم كتب لنا حوارات قصيرة باللغة الإنكليزية، وبسبب من اللكنة، سيعمد المخرج الى دبلجة حوارنا مع أصوات مناسبة.
من الجدير بالذكر أن المخرج فاضل ماهود من مواليد السماوة عام 1972، ورغم دراسته اللغة العربية في جامعة ذي قار، إلا أنه درس السينما في القاهرة، ودخل دورات عدة في الإخراج السينمائي، وسجل إنجازاته حافل بعدد ليس قليل من الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة، ونال جوائز عديدة عراقية وعربية، ومن أبرز أفلامه (أماني عام 2022، صياد اللحظات الجميلة عام 2010، وجامعة فوق خط الطموح عام 2010، والفيلم الوثائقي وطن عام 2005).
ويضم فريق العمل مدير التصوير عمر انكيدو (عراقي)، الماكيير نسرين تازه نام (ايران)، مهندس الصوت إبراهيم النعيمي (العراق)، وممثلين الشاعر نجم عذوف (عراقي مقيم في النرويج)، الشاعر خالد العامري (عراقي مقيم في بريطانيا) الممثلة الرائدة عهود إبراهيم شاكر (عراقية مقيمة في بلجيكيا).