السبت, مارس 22, 2025
Homeاراءعيد نوروز :د.خيري خضر الشيخ

عيد نوروز :د.خيري خضر الشيخ

مقدمة :
عيد نوروز كان عيدا دينيا لاسلاف الكورد الميدين ذات الديانة الميثرائية ومن قبلهم الشمسانيين الازدائيين،وعلى مر العصور وفي مختلف الحضارات .
ولم يكن عيدا قوميا للميديين واسلافهم ،بل اصبح عيدا دينيا وقوميا للاخميينين الفرس في عهد جمشيد ، ومن ثم للكورد الذين تدينوا بالديانة الزردشتية، وللتاكيد لا يعترف الكورد المسلمين بهذا العيد بل يستحرمه بعض المتعصبين الكورد المسلمين . حيث أخذ الفرس هذا العيد من الميدين والبابليين بعد سقوط بابل وجعلوها عيدا دينيا و قوميا ،
ولكن اعتبار بعض الاكراد نوروز كعيد قومي ومرتبط باسطورة كاوة الحداد ليس لها وجود تاريخيا بل من التراث الشعبي الكردي الشفهي.
نورز من المنظور التاريخي والديني :
ان اول مصدر تاريخي مكتوب لعيد النوروز جاء من بلاد سومر بالاستناد الى ما جاء في الالواح السومرية تحديدا .
حيث كان السومريون يعرفون علوم الفلك من خلال مراقبة حركة القمر واكتشفوا الاعتدال الربيعي حيث يتعادل الليل والنهار والذي يقع في ٢١ اذار .
وكان هذا العيد يعرف عند السومرين بعيد زاك موك الاول ،وكانوا يحتفلون بهذا العيد بشكل متكرر مع كل راس سنة التي تبدا في ٢١ اذار وكانت الاحتفالات تجري في اور عاصمة السومرين .وكان عيد راس السنة السومري يسمى شيكور كو بمعنى عيد الولادة والتجدد ( حيث الزواج المقدس بين الاله دموزي اله الزراعة والرعي والالهة انانا الهة المطر والحب ،ويقوم به الملك مع الكاهنة العليا لتمثيل هذا الزواج ) .
علما ان زاك موك الثاني يصادف يوم ٢١ ايلول الذي كان يسمى عند السومرين اكيتي حيث الاعتدال الخريفي حيث موت دموزي ونزوله الى العالم السفلي ويسمى العزاء الجماعي .
بعد ذلك احتفل الاكديون والبابلين والاشورين بهذا العيد ايضا ،وفي العهد البابلي في زمن الملك البابلي السادس حمورابي تم الغاء الاحتفال بعيد زاك موك واختصرت الاحتفالات على عيد الاكيتو الذي كان يقام في الاول من نيسان الشرقي البابلي لانه يوجد فرق ١١ يوم عن التقويم والحساب السومري.
وانتقل هذا العيد من البابلين والاشورين الى الفرس عن طريق الميديين الذين كانوا يعيشون في المناطق المحيطة بجبال زاكروس وكان يسمى نك روز ، ومنهم الى القبائل الهندية(يسمى الان عيد الالوان في الهند) والفارسية واسيا .
ودخل هذا العيد في التقاليد الدينية الزردشتية الفارسية حيث ذكر في الشهنامة ان الملك جم جلس على عرش من الذهب وامر اتباعه بالتجوال في البلدان ولما وصل اذربيجان واشرقت الشمس فسطع عرشه الذهبي وقيل الناس قد اتى الشعاع من الملك جم ولذا سمي جمشيد الى الملك المشع او الملك النور حيث ان كلمة شيد تعني الشعاع في اللغة البهلوية ،وبما ان الناس شاهدوا هكذا شعاع ونور لاول مرة فسمي نو روز اي يوم جديد واتخذ منه اليوم الاول للسنة الفارسية وهذا عيد ديني زردشتي ولا توجد اسطورة كاوة في النوروز الزردشتي الفارسي ، وحتى الملوك الساسانيين الفرس كانوا يحتفلون بهذا العيد بطقوس دينية تشبه الطقوس التي كانت متبعة في العراق القديم ، واطلقوا عليه عيد النوروز (يوم جديد ).
وكذلك انتقل الى بلاد الشام ومصر (شم النسيم الذي هو بالاصل شمو اي التجديد ).
وكان العيد الديني الرسمي في العراق على مر التاريخ والى بعض فترات من العصر العباسي للاسلام .
والجدير بالذكر ان اسطورة وخرافة بطولة كاوه الحداد مع زوحاك اوجدتها الفرس والزردشتين وتلفيق كذبة قتل الشباب واعطاء ادمغتهم الى الافاعي التي تعيش على جسم زحاك كلها للتقليل من مكانة الملك الميدي الميثرائي الشمساني ازد هاك ( ازد من ازدان اي ميثرا اي شمس ، دهاك اعلى مرتبة من مراتب الموك او موغ التي تعني المبشرين). حيث قتل ازدهاك عن طريق خيانة هارباك كبير قادة الجيش الميدي الذي تحالف مع الفرس ومهد الطريق امام كورش الثاني (كورش الكبير ) ابن الملك الاخميني الزردشتي الفارسي كورش الاول (قمبيز)
ليقتل الملك الميدي المسن ازدهاك (الذي كان جده من طرف امه مندانا التي هي بنت ازدهاك ).
وبمؤامرة من الفرس حيث تم قتل الملك الميدي ازدهاك ابن كيخسرو ابن خشاتريت ابن دياكو الذي هو مؤسس الدولة الميدية الميثرائية ،والدليل التاريخي هو ذكر اسم كيخسرو والميديين في النشيد الوطني الكردي اي رقيب ولم يذكر اسم كاوة لانه لايوجد شخصية او قائد كردي باسم كاوة . ويقال ان ازدهاك قد مات في كهف في جبل دماوند بعد ان اسره كورش الثاني وقيده في الكهف ليموت هناك .وتم السيطرة على العاصمة الميدية انباتانا (همدان) .والقضاء على الحضارة والطقوس والاعياد الدينية ومنها عيد زاك موك او ملك زان الميدي الشمساني الاري الفلكي ،اما وجود النار فهي مقدسة لدى الشعوب الارية ومنها الميدية الميثرائية والازدائية الشمسانية و الفرس الزردشتية ، وهذا يضيف قدسية لهذا العيد ،والدليل على احتفاظ الازدايية بالمراسيم والطقوس القديمة ما نلاحظه ليلة عيد راس السنة الايزدية سرسال حيث توقد السراج والفتائل لانها ليلة شف برات الشمسانية الاصلية وتعني شه فا به رى سالا نوو اي الليلة التي تسبق السنة الجديدة (ولكن للاسف حولها العدويين الى ليلة القدر كتلك الاسلامية في منتصف شعبان الهجري علما كل اعياد الازدايية الشمسانية هي على الحساب الشرقي) .
وفي الحقبات الزمنية اللاحقة تم تحويل هذا العيد (عيد ملك زان الاول ) من الطابع الديني الى الطابع القومي بغية اخفاء حقيقة هذا العيد الميدي الميثرائي الشمساني الاري العريق . الحقيقة ان نوروز لم يكن عيدا قوميا للكرد بل انه يوم قتل الملك الميدي الميثرائي زاهاك ( وهو ملك اسلاف الكرد الميديين )بيد كورش الثاني الفارسي (كاوا) ابن كورش الاول قمبيز وبخيانة قائد الجيش الميدي هارباك .
د.خيري خضر الشيخ
المانيا / 21 .3 .2023
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular