الأربعاء, أبريل 2, 2025
Homeمقالاتتدهور المحتوى الديني وانتشار الدجل والتفاهة : رياض سعد

تدهور المحتوى الديني وانتشار الدجل والتفاهة : رياض سعد

منذ فجر التاريخ، ومع ظهور الأديان والدعاة الذين حملوا رسالاتها، تسلل إلى صفوف المؤمنين عددٌ من الدجالين والمشعوذين الذين حرفوا تعاليم تلك الديانات، وسخّروا الدعوة الدينية لأغراض شخصية أو سياسية… ؛  وقد تفاقم الأمر بظهور جهلةٍ وبلهاء وسطحيين، يظنون أنفسهم من العلماء والعارفين، مما أدى إلى تشويش الأفكار واختلاط الحق بالباطل والحابل بالنابل ، وصار التمييز بين الصادقين والدجالين أمراً في غاية الصعوبة بالنسبة للناس البسطاء ؛  فكلٌّ يدعي الوصول إلى الحقيقة، وكلٌّ يزعم أنه على صواب… ؛ فقد  زاد الطين بلة دخول غير المختصين في هذا المجال، حيث طرح بعض الجهلة أنفسهم كدعاة ورجال دين، دون أن يمتلكوا الحد الأدنى من العلم أو الأهلية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة وزيادة التشويش على المفاهيم الدينية والقيم المجتمعية.

أما فيما يتعلق بالتشيع الإسلامي، فقد نشأ على يد أعلم الناس بعد نبي الإسلام، وتولى أمره أبناؤه الذين عُرفوا بالعلم والمعرفة ومكارم الأخلاق… ؛  وهكذا أصبح التشيع هويةً وملاذاً للشرفاء والأحرار والأدباء والشجعان والشخصيات الراقية والقامات الرفيعة والمعارضين السياسيين ؛  وقد سئل الدكتور طه حسين عن الشعر ومسقط رأسه ؛ فقال : “لا يزال الشعر رافضياً”، مؤكداً بذلك مكانة التشيع في التاريخ والأدب… ؛  فالتاريخ الشيعي يزخر بالعديد من الشخصيات الرفيعة التي أثرت في مسيرة الأمة الإسلامية والعربية .

لكن مع مرور الزمن، عمّ الجهل ربوع البلاد الإسلامية، بما فيها ديار الشيعة، وساد التخلف، وانتشرت الأمية، وتراجع الأدب والأخلاق، مما أثر سلباً على جميع شرائح المجتمع، بما في ذلك رجال الدين والخطباء ( والرواديد والشعراء الحسينيين )  فتصدر المنابر أنصاف المتعلمين والجهلة والمشبوهين والادعياء والسفهاء ، وصاروا يتحدثون بما لا يعلمون، ويهرفون بما لا يعرفون , ويخوضون في أمور تافهة ومخجلة، بل وخرافية أحياناً، مما أثار السخرية والاستهزاء بين الاوساط الاجتماعية فضلا عن الثقافية … ؛ حتى أصبحت مهنة الخطابة والدعوة ملاذاً للعاجزين والفاشلين والنفعيين والجاهلين والمشبوهين … ؛ باستثناء الشخصيات المحترمة والرسالية طبعا .

ولا شك أن الكثير من هؤلاء الذين يُحسبون على رجال الدين ينشرون محتوى غير لائق، بل وخادشاً للحياء، مخالفاً لتعاليم الدين وثوابته ، ومعارضاً لتقاليد المجتمع… ؛  وقد وصل الأمر ببعضهم  – كالمدعو الدكتور التكفيري الطائفي  طه الدليمي والمعروف بانحرافه – إلى حد الطعن في الإمام علي والاستهزاء بأقواله وأفعاله، بل والثناء على الحاكم الأموي يزيد بن معاوية، مما يعكس انحرافاً فكرياً وأخلاقياً خطيراً…!!

والأمر لا يقتصر على جهل أو انحراف فردي، بل يبدو أن بعض هؤلاء – ( من صناع المحتوى الهابط والتافه والسوقي والسطحي والخرافي والتكفيري والارهابي  )  – مرتبطون بأجندات خارجية ومشبوهة تهدف إلى تشويه سمعة  الدين الإسلامي، وخاصة التشيع العلوي الأصيل، والإساءة إلى الهوية العراقية والعربية… ؛  فما ينشره هؤلاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل التيك توك والإنستغرام والفيس بوك، بات يشكل خطراً على الدين والمجتمع، حيث تسربت أفكارهم الهدامة إلى البيوت، وأصبحت تهدد القيم والأخلاق.

بل إن هناك مؤسسات وجماعات دينية مرتبطة بجهات خارجية مشبوهة، تدفع بشكل مباشر أو غير مباشر نحو نشر الخرافات والخزعبلات، وتعزيز الجهل والتعصب، وترويج الأفكار الرافضة للتعايش السلمي، وابتكار طقوس مهينة… ؛  وكل العالم يشاهد ما تنشره هذه الجماعات والشخصيات من مهازل وهرطقات وترهات تسيء إلى المذهب والدين والمجتمع.

وتعددت أصناف صناع المحتوى المسيء للدين، سواء كان تافهاً أو خرافياً أو مشبوهاً؛ فبعضهم سعى إلى تشويه صورة مراجع الدين وعلماء المسلمين ورجال الدين، بينما حرض آخرون على سفك الدماء وقطع الرقاب وذبح الأبرياء العزل… ؛  ومارس فريق ثالث مهمة تسطيح الدين وتحقير المسلمين، وتشويه سمعة المذهب، والاستهزاء بمقدسات الناس وثوابت المجتمع، والسخرية من القيم الأخلاقية، والإخلال بقواعد الحياء والآداب العامة… وغير ذلك.

وانتشرت مضامين هذه الجماعات، من منشورات وفيديوهات، بشكل مريب يثير الاشمئزاز والغثيان… ؛  ولولا وجود أيادٍ خفية مغرضة، سواء في الداخل أو الخارج، تُحرك هذا الكم من الأدعياء والأشباه والأتباع، وتدعمهم بالمال والحصانة والرعاية، وتمنحهم الحماية من المساءلة القانونية لأهداف تدميرية واضحة، لما استطاع هؤلاء أن ينتشروا ويُعرفوا بمحتواهم الهابط.

وتداولت وسائل الاعلام  مقاطع الفيديو التي تُظهر بعض رجال الدين والخطباء وهم يتناولون موضوعات تافهة أو مخجلة، بل وأحياناً خرافية، لا تمت إلى الدين بصلة وثيقة … ؛  فبدلاً من معالجة قضايا الأمة المصيرية، نجد بعضهم يتحدث عن أمورٍ لا طائل منها، مثل تحريم ارتداء الملابس الداخلية (الاندر وير) أو التحذير من  النوم في غرفة مظلمة، مدعياً أن ذلك مخالف للعلم والطب!

بل إن بعضهم تجاوز الحدود وادعى رؤية الأئمة والجلوس مع الأنبياء، مما جعلهم عرضة للسخرية والاستهزاء…!!

وللأسف، وصل الأمر ببعض العناصر المحسوبة على الفصائل والحركات الإسلامية إلى حد التباهي بقوتهم الجسدية ولحاهم الطويلة وسياراتهم الفارهة واسلحتهم النارية ، وإلى التفوه بكلام مليء بالتهديدات والتجاوزات والشتم والسباب، بل والطعن في الأعراض والأنساب… ؛  هؤلاء لا يمثلون الإسلام الشيعي ولا قيمه السمحة، بل هم انحراف عن جوهر الدين الذي يدعو إلى العدل والرحمة والحكمة.

لقد أصبحنا لا نستغرب عندما نرى رجل دين أو خطيبًا أو شاعرًا يصف شعبًا بأكمله بأنه “ديوث” لمجرد أنه شرب من نهر معين، أو يطلق على شعب آخر صفة “شعب النفاق والشقاق”، أو يزعم أن الأكراد “قوم من الجن”، وغيرها من التهم الباطلة التي تفتقر إلى أي أساس منطقي أو أخلاقي… ؛ و هذه التصريحات ليست فقط مجانبة للصواب، بل هي أيضًا تعكس جهلًا فاضحًا وانحرافًا عن روح الإسلام السمحة.

من المهم أن نذكر أن التراث الإسلامي يحوي في طياته الغث والسمين، ولا يوجد كتاب معصوم من الخطأ من أوله إلى آخره سوى القرآن الكريم… ؛  فكل ما عداه من كتب التراث هي اجتهادات  او منقولات بشرية قابلة للصواب والخطأ، ولا يمكن التعامل معها على أنها حقائق مطلقة… ؛  ومع ذلك، نجد أن بعض الخطباء والمتحدثين  الاسلاميين ينقلون كل ما ورد في هذه الكتب الدينية والتراثية  دون تمحيص أو تحليل او تحقيق ، مما يؤدي إلى نشر أفكار مشوهة ومضللة.

لغة التعميم، سواء كانت سلبية أو إيجابية، تجاه أي فئة أو مجموعة أو طائفة بشرية، هي لغة باطلة وغير عادلة… ؛  فهي تفتقر إلى الموضوعية والحيادية والإنصاف، وتُسهم في تعميق الانقسامات وزرع الكراهية بين الناس… ؛  فلو قام كل خطيب بنقل كل ما هو موجود في كتب التراث دون تمييز، لتحولت خطاباتنا الدينية إلى أدوات للتفكيك الاجتماعي والثقافي , والابتذال والانحطاط الاخلاقي ، بدلًا من أن تكون وسائل للتوحيد والبناء والرقي ومكارم الاخلاق .

والأمر الأكثر إيلامًا هو أن الكثير منا لا يجرؤ على نقل كل ما ورد في التراث الإسلامي أمام أطفاله، خوفًا من أن يتشربوا أفكارًا مشوهة أو ممارسات خاطئة… ؛  وهذا يدل على وجود خلل كبير في كيفية تعاملنا مع تراثنا، حيث يجب أن نتعامل معه بوعي ونقد، وليس بتقديس أعمى.

وقد أدى هذا المحتوى الديني السطحي والسوقي إلى انتشار ظاهرة “التدين الشكلي”، الذي يُسيء إلى الدين في جوهره ومقاصده… ؛ فهذا النوع من التدين لا علاقة له بمضامين الدين العميقة ولا بتعاليمه الأصيلة التي تدعو إلى التقوى والإصلاح… ؛  لذلك، نلاحظ أن الانحدار الحضاري والانحطاط الأخلاقي وانتشار الظواهر السلبية والسلوكيات المنحرفة قد تزامنت مع تفشي ظاهرة التدين الشكلي في المجتمع… ؛  وكأن هذا التدين الشكلي يُقدم غطاءً وهمياً يبرر ارتكاب المزيد من الخطايا والجرائم، ويعزز الأنانية والاعتداء على المال العام، وانتهاك حقوق الآخرين، بل ويُخدر الضمائر ويُقلل من الشعور بالذنب، مما يفتح الباب أمام ارتكاب ذنوب جديدة بلا وازع أخلاقي أو ديني.

وهذا النوع من التدين لا يُحقق راحة نفسية ولا يمنح طمأنينة حقيقية ولا سكينة روحية، بل هو أقرب إلى الخداع والنفاق والرياء… ؛  فهو يكتفي بالمظاهر الخارجية دون أن يلامس أعماق النفس ليهذبها، أو يرتقي بالأخلاق ليعزز قيم التسامح والعدل والإحسان… ؛  إنه تدين فارغ من المضمون، لا يُسهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك، بل يُعمق الانقسامات ويُغذي النزعات السلبية، مما يُعيق أي تقدم أو إصلاح حقيقي.

لقد أدت تطورات العصر الحديث إلى ظهور نمط حياة جديد يتخذ شكلاً إسلامياً في مظهره، لكنه في جوهره يحوّل الدين إلى مجرد موضة عابرة، أو ما يمكن أن نطلق عليه “التدين الشكلي”.

هذا النوع من التدين يرتبط بعوامل اجتماعية وثقافية ونفسية أكثر من ارتباطه بالدين كمفهوم عقائدي أو أخلاقي، أو كتطبيق للشعائر بغية نيل رضا الله… ؛  فالتدين بهذا المفهوم يُعتبر سلوكاً بشرياً عرضة للاختلاط بالخصائص الإنسانية، مثل الأفكار السائدة والعادات الموروثة والتربية والثقافة المحيطة، مما يجعله يختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر، تبعاً لتفاعل الدين مع العوامل الداخلية وخصوصيات كل بيئة.

وهناك أسباب عديدة قد تدفع الإنسان إلى اختيار التدين، ليس بدافع الإيمان الحقيقي أو التقوى، بل لأغراض شخصية أو نفسية كما اسلفنا ، مثل الرغبة في الانتماء أو الحصول على القبول الاجتماعي أو حتى تحقيق مصالح ذاتية… ؛  وفي هذا الصدد، يقول الشيخ محمد الغزالي: “التدين المغشوش قد يكون أشد خطراً على الأمم من الإلحاد الصارخ”، وذلك لأن التدين الزائف يُشوه صورة الدين الحقيقي ويُبعد الناس عن فهمه الصحيح.

والحقيقة أن جوهر الدين يختلف تماماً عن التدين الشكلي… ؛  فالدين الحق يدعو اتباعه  إلى التدين بالمفهوم الشامل للعبادة، الذي يشمل إحسان الشعائر والأخلاق والمعاملات، وكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال، سواء كانت ظاهرة أو باطنة… ؛  فهو ليس مجرد ممارسات شكلية، بل هو منهج حياة متكامل يهدف إلى تهذيب النفس وترقية الأخلاق وبناء مجتمع تسوده العدالة والرحمة والتسامح… ؛  لذلك، فإن التدين الحقيقي يتطلب وعياً عميقاً وإخلاصاً في النية، بعيداً عن المظاهر الزائفة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع.

ومن هنا يتضح أن التدين الشكلي هو سبب الفساد الأخلاقي وليس نقيضه! وعليه، فنحن لسنا أمام تناقض كما يظن البعض، بل أمام حقيقة منطقية تربط بين السبب والنتيجة. فالتدين الشكلي ليس مجرد ظاهرة بريئة، بل هو علة رئيسية لتدهور الأخلاق وانحدار القيم… ؛  بل إنه لا يقتصر على ذلك فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى تشوهات نفسية وعيوب في الشخصية، حيث يخلق حالة من النفاق والازدواجية بين الظاهر والباطن.

ولا عجب في ذلك، فالتدين الشكلي هو نمط سطحي مجوف من التدين، يخلو من الروحانية الحقيقية ويُفرغ من نبض الحياة الإيمانية ووهج الضمير الأخلاقي … ؛ فهو يعتمد على معايير ظاهرية شكلية تُقاس بها درجة التدين، دون الالتفات إلى الجوهر الأخلاقي أو الروحي الذي يمثل حقيقة الدين… ؛  وهذا النمط من التدين لا يبني شخصية سوية، بل يُعمق الانفصال بين المظهر والمضمون، مما يفتح الباب أمام انتشار الفساد والانحدار الأخلاقي.

وستستمر هذه الظاهرة، وغيرها من الظواهر السلبية، في التمدد والانتشار… ؛ فبسبب التضخم السكاني الهائل والتقدم التقني المتسارع، يبدو أن الأفكار قد تقلصت وتدهورت، وكأن البشر قد تحولوا إلى كائنات لا تهتم إلا باحتياجاتها المادية اليومية، مثل ما ستأكله على العشاء أو ما سترتديه غداً. لقد تقلصت أحلامنا وأصبحت أفكارنا هشة، وكأننا فقدنا قيمتنا كأفراد وكأمم. لقد ورثنا الجهل والفقر، وكلما زاد عدد سكان العالم، وكلما تراكمت الديون المالية … الخ ؛  كلما ازداد عدد “المؤثرين من اصحاب المحتوى الهابط والتافه ” على مواقع التواصل الاجتماعي، وزادت السطحية والامية … ؛  إنها علاقة طردية واضحة بين التقدم المادي والتراجع الفكري.

نحن نتقدم في الزمن والاقتصاد، لكننا نتراجع في الثقافة والفكر… ؛  لقد أصبحنا نعيش في عالم يقدس المادة ويُهمل الروح، عالم يلهث وراء الشكل ويغفل عن الجوهر. وهذا التراجع ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل هو إشارة إلى أزمة عميقة تتطلب وقفة جادة لإعادة التوازن بين التقدم المادي والرقي الفكري والأخلاقي.

في النهاية، فإن مواجهة هذا التدهور تتطلب وعياً جماعياً، ومراجعةً نقديةً للمحتوى الديني المقدم، وتمييزاً بين ما هو أصيل وما هو دخيل، حتى نحمي الدين ومجتمعنا من براثن الدجل والجهل والتفاهة والانحطاط ؛ والعمل على نشر ثقافة العدل والإنصاف والموضوعية… ؛  فالإسلام الشيعي دين يدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة، وليس إلى  التجهيل والتسفيه والابتذال والسطحية و التهديد والسباب والتفريق بين الناس.

Previous article
Next article
جاهلية كل العصور للشاعر عصمت شاهين الدوسكي * الشاعر يضع النقاط على الحروف ويضع يديه على الجرح. * القصيدة مليئة بالمشاعر الإنسانية وبيان لكل ما هو غير إنساني. بقلم : أنيس ميرو من بين الأمور التي تتجلى في هذا العصر تناقضات ومعاناة تطغ على حياة الناس وتؤثر فيها والتي تمر سريعا رغم هذا التطور الكبير يبقى الجهل بصوره العديدة ظاهرا للعيان مهما تجمل وتزين وارتدى ملابس جميلة . قصيدة الشاعر الكبير ( عصمت شاهين الدوسكي( ” جاهلية كل العصور ” هي أزمات على جسد الإنسانية وبيان للبصائر الرشيدة عودنا الشاعر الكبير بعد كل صمت يطرح قصائد مميزة في ظل العرف الاجتماعي الذي نعيشه لكون ما يطرح لا يقرأ ولا يتحرى عن السبب من طرحه لكون ( الظرف المؤلم الذي أصبح عليه واقع دول المنطقة والعالم ) ظرف صعب بل إجرامي وغير إنساني بحق البشرية في كل مكان حتى في دول أوربية وفي مختلف بقاع العالم….. فالجهل مصدر الحروب و افتعال الاقتتال الداخلي في دول العالم لأنها تخص المصالح المكورة الضيقة بعيدا عن مصالح البشرية وفي محاور كثيرة أصبح الموضوع كأنه شيء اعتيادي يومي …!! يعني الحرب القتل الاغتصاب المخدرات العري الاغتيال الهجرة اللجوء الغربة وغيرها كأنها أشياء عادية تحدث كل يوم دون الوقوف عندها ودراستها وتحليلها وتأويلها وإيجاد حد وحلول لها . ” يعتلي على المنصب جاهل مغرور وإن رفضت منصبه..أنت كفور وإن نافقت مع المنافقين من أجل كسرة خبز… أنت مشكور أزهرت سلطانه حتى ولو نارا فلم تفشل عنده .. فأنت النور جهله في الحكم ظاهرا لا يهم ، يحمل جاهلية كل العصور ” لو سألنا هذا التطور في كل المجالات إن لم يكون في خدمة الإنسانية فهل هو مسخر لقتل البشرية ..؟ أين أصبح دور الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وبقية المنظمات الدولية التي تبرز يافطاتها وشعاراتها وبنودها الخاصة في حماية الحقوق الإنسانية وحقوق الطفل والمرأة وحقوق الاستقلالية والشرعية لكونهم مراقبون للشأن الإنساني الدولي…؟؟ سراب في سراب مابين الأمس واليوم في سوريا مثلا تحول من حدث إسقاط نظام لقتال على الهوية المذهبية والقومية والفكرية والفئوية وهذا ما حدث في العراق وليبيا واليمن وغيرها من المدن العربية . القصيدة مليئة بالمشاعر الإنسانية وبيان ونقد لكل ما هو غير إنساني في العلاقات العامة ،الشاعر يضع النقاط على الحروف ويضع يديه على الجرح لكي يجد الراشدون حلا .. بعيدا عن الجهل واللا مبالاة. ” مصيبة يظهرون ما لا يكتمون في جوف الليل يقعدون.يخططون تحسب من مظهرهم صدقا لكنهم أبدا … لا يصدقون يبحثون عن الرزق السهل لكنهم أبدا … لا يرزقون تراهم مع الفاسدين محشرين فإذا نطقت قالوا… مجنون ” وفي حالة المواطنة المغتربة من العيش الكريم في وطنه و بيئته…. لقد تعاقبت حكومات و تسميات ما بعد إرهاب الأنظمة لقد تحول التعامل لإرهاب أقذر منه بكثير بسبب التخندق المذهبي واستمرار الطغيان والإبقاء على ما قامت به الأنظمة المتعاقبة المتوالية تجاه الشعوب المغلوبة على أمرها سلب اغلب حقوقها في الدستور و محاربة الشعب بإشعال الفتن والطافية والحروب الداخلية حينا واللعب برواتبهم وأرزاقهم والعبث بالثروات واستحقاقاتهم الدستورية حتى بعد إجراء التعداد السكاني العام وعدم صرف الرواتب وبقية الاستحقاقات المالية في كل شهر يتم خلق مشاكل عديدة ….؟؟؟ هذا الإنسان البسيط مغلوب على أمره .. لمن الشكوى ورؤوس الفساد عالية ..؟ ” ليس لديك سندا أو وكيلا مع الحرمان تنتظر سبيلا تخشى الكلام جهرا حتى لو كان كلامك جميلا تحس رقيبا على رقبتك حينا تضحك وتدمع عينيك قليلا ما الحكم في هذا العصر إن كان الكرسي مكسورا وعليلا ..؟ ” في وقت تعاني الحكومات المركزية من خروقات مزلزلة وتبذير لثروات البلد في رواتب ومئات الآلاف تمنح لهم رواتب تقاعدية من الخارجين عن حدود الوطن بل التفريط بحقول نفطية كثيرة لصالح تبعية ما ….؟؟؟ و قيام جهات عديدة بسرقة النفط العراقي و تصديره عبر الناقلات ومن موانيء البصرة وأماكن مختلفة لصالح فئة ما تاركين الشعب في جوع وحرمان ومعاناة …..؟؟؟؟! لقد هزت هذه القصيدة مشاعري كإنسان…. القصيدة تذكرنا بما هو عليه الحال … ولكن بقاء الحال من المحال ……!!! : أنيس ميرو
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular