الخميس, أبريل 10, 2025
شبكة بحزاني الاخبارية
شبكة داسن الاجتماعية
Homeاراءإصلاح شأننا المجتمعي والحوار الإيزيدي صرخة أمل في ظلال الألم ح1 :...

إصلاح شأننا المجتمعي والحوار الإيزيدي صرخة أمل في ظلال الألم ح1 : دلشاد نعمان فرحان

تثير كلمة “الإصلاح” بين الإيزيديين الشك والريبة، خشية أن تكون محاولة للمساس بجوهر العقيدة، كون هذه الثوابت ليست موضع مساومة. “على الأقل، منذ انضمامنا إلى هذه المجموعة، لم نرَ شيئًا من هذا القبيل”، بل إننا نعتبر ذلك دليلًا على الحرص والتمسك اللامحدود بثوابت الديانة الإيزيدية.

لكن ما علاقة ذلك بعقد مؤتمر يسعى القائمون عليه إلى خلق فضاء مفتوح لمناقشة أوضاع الإيزيديين من مختلف بقاعهم وفي مختلف المواضيع؟ ولماذا الخوف من الحوار والنقاش، والجلوس كعائلة واحدة تحت مسمى الإيزيدياتي؟ والجواب ببساطة: لا شيء!

اليوم، نقف على أعتاب مرحلة خطرة بحكم التغيرات المستمرة في المنطقة، ولهذا اجتمعنا، رغم اختلاف رؤانا الفكرية والسياسية، واضعين مصلحة بني جلدتنا فوق كل اعتبار. نعم! لقد اجتمعنا على ما يوحّدنا كإيزيديين، لأننا جميعًا نحمل جرحًا واحدًا، ونشترك في ألم واحد، ولن نسمح بأن يستغل تفرقنا أي شخص أو أي جهة لتعميق هذا الجرح أكثر.

لقد قيل الكثير عن هذا المؤتمر، منه الصالح ومنه الطالح، وحيكت ضدنا التهم، ولكن أي افتراء يمكن أن يوازي معاناة الناجين من إبادة جماعية؟ أي اتهام يمكن أن يكون أقسى من جرائم داعش بحق أخواتنا الناجيات؟ من رؤية أهلينا يُبادون؟ من عيشنا في خوف مستمر على بني جلدتنا؟ لذلك، نحن مستعدون لتحمل الكلمات الجارحة، ونتجاوز صغائر الكلام، لأننا نحمل رسالة أكبر من كل هذا، رسالة من عبروا لهيب الإبادة ولم ينكسروا، رسالة التوافق، ولو على المشتركات التي تجمعنا في الوقت الحاضر، وهي كثيرة.

حان الوقت لنرتقي إلى مستوى قضيتنا، إلى مستوى تاريخنا، فقد دفعنا ثمنًا غاليًا لكل لحظة ضعف، وكل خصومة داخلية كانت خنجرًا في ظهرنا. لم يكن أعداؤنا بحاجة إلى قتلنا، فقد تركونا نجرح أنفسنا بأنفسنا، ونغرق في نزاعاتنا الصغيرة، بينما تُسرق أحلام أجيالنا القادمة.

فلنقف معًا، ولو لمرة واحدة، بقلوبٍ صادقة ونوايا نقية، لنعيد رسم مستقبل أولادنا بأيدينا، ولندرك أن احترامنا لبعضنا هو طوق النجاة الأخير. فمن سيحمل وجعنا إن لم نحمله نحن؟ آن الأوان لنترك خلافاتنا جانبًا، ونلتف حول ما يجمعنا، حول الجرح الذي لا يزال ينزف، حتى نداويه بوحدتنا، ونرسم طريقًا جديدًا مليئًا بالأمل. فهل يمكننا أن نتنازل عن بعض كبريائنا لأجل ضحايانا في الإبادة الأخيرة؟ وهل يمكننا أن نتخلى عن غرورنا لأجل المصلحة العليا للإيزيديين، وتوحيد خطابهم في هذه الظروف الحساسة؟

لأجل كل ذلك، ورغم كل ما قيل ويقال، نكرر نداءنا (كأعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر): نحن نمد أيدينا للجميع، أيدٍ تؤمن بأن الحوار هو مفتاح البقاء، أيدٍ تتمنى الخير للإيزيديين أينما كانوا. فلا نريد سياسة تفرقنا، ولا صراعات تنهكنا، ومؤمنون بأننا لا نحتاج إلا لبعضنا، لأن أيدينا حين تتشابك تصبح حصننا الوحيد.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular