الشعب يريد إسقاط النظام! جملة مشهورة جدا من أيام الربيع العربي الذي أطاح بعدة أنظمة سياسية في
المنطقة، لکن الشعب الايراني ليس يريد فقط وإنما يصر على إسقاط النظام والمهم والملفت للنظر هن،
إن النظام الايراني يعلم جيدا الى أي حد قد بلغ سخط وکراهية الشعب له وإنه"أي الشعب" عازم أشد
العزم على إسقاطه، والذي يجب أن نلاحظه هنا ونأخذه بنظر الاعتبار هو إن خبراء النظام أنفسهم قد
بدأوا يحذرون من تفاقم الاوضاع وقرب حلول الانفجار الشعبي الکبير بوجه النظام.
على الرغم من حالة الخوف والحذر والترقب للنظام الايراني من الاحداث والتطورات الجارية فيما
يتعلق بالموقف الامريکي من البرنامج النووي وما قد يتداعى عنه، لکن الملفت للنظر إن خبراء النظام
لا يحذرون من الخطر الامريکي المرتقب الذي يکاد أن يقرع أبوابهم وإنما من السخط الشعبي المتزايد
والاقرب ما يکون للإنفجار، وهذا يٶکد مرة أخرى إن النظام يعتبر الشعب الايراني عدوه الاساسي
ومصدر التهديد الاکبر والاخطر عليه.
سوء ووخامة الاوضاع وعدم إمکانية تحسينها والآثار والتداعيات السلبية لها على تزايد السخط الشعبي
وبهذا الصدد يحذر الخبير الاقتصادي محمد شقاقي يوم 26 مارس2025، من إن الوقت لم يعد مناسبا
للتفاؤل أو بناء تصورات معتدلة، قائلا:" عمليا، الحكومة من وجهة نظري قد تفككت من حيث البنية
والتماسك… علينا أن ننتقل إلى السيناريوهات المتشائمة ونتعامل معها بواقعية… أرى أن العام القادم
سيكون صعبا للغاية؛ ربما لم يشهد تاريخ البلاد خلال القرن الماضي ظروفا اقتصادية بهذه الخطورة."
أما المحلل السياسي محمد دروديان فقد حذر من وقوع ما سماه إنشقاقات إجتماعية"مفاجئة في إشارة له
بلغة النظام للإنتفاضات الشعبية"، قائلا:" خلال السنوات السبع أو الثماني أو العشر الماضية، رأينا أن
إيران أصبحت بلدا يشهد كل بضع سنوات احتجاجات واضطرابات واضحة… احتجاجات
نوفمبر/تشرين الثاني 2019 و2022 خير دليل على ذلك. وإذا تكررت مثل هذه الأحداث، فإن تأثيرها
المدمر سيكون شديدا على جميع المجالات الاقتصادية وغير الاقتصادية" مضيفا"قد نشهد ردود فعل
اجتماعية عنيفة ومفاجئة في حال استمر تدهور الوضع الاقتصادي والاختلالات الهيكلية.".
بطبيعة الحال فإن الداخل الايراني يغلي إذ الى جانب الاحتجاجات الشعبية المتزايدة کإضرابات
وإعتصامات وووقفات إحتجاجية، فإن العمليات الثورية لوحدات الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق
في تزايد غير عادي بحيث باتت تقلق النظام ولاسيما وإنها وخلال العام الايراني السابق(21
مارس2024 ـ 21 مارس2025) بلغت أکثر من 3000 عملية ثورية، هذا ناهيك عن النشاطات التي
تقوم بها الجالية الايرانية في خارج إيران ولاسيما أنصار المقاومة الإيرانية الذين يحرصون على تنظيم
نشاطات وفعاليات مختلفة مضادة للنظام وقد قاموا مٶخرا بتنظيم معارض في مدن أوروبية لكشف
انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، وخلاصة القول فإن إيران أشبه ما تکون حاليا ببرکان يغلي وقد
ينفجر في أي لحظة.