السبت, أبريل 12, 2025
شبكة بحزاني الاخبارية
شبكة داسن الاجتماعية
Homeمقالاتالنظام الإيراني وطريق ذو إتجاه واحد! : نظام مير محمدي

النظام الإيراني وطريق ذو إتجاه واحد! : نظام مير محمدي

عندما يٶکد عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني في تصريحات له بمناسبة تسليم رد طهران على رسالة دونالد ترامب بأنه: “لا يمكن التحدث مع الشعب الإيراني بلغة التهديد”، فإن مصطلح الشعب الإيراني هنا کما هو معمول به منذ 46 عاما في إيران، يعني به النظام، مع ملاحظة مهمة يجب أخذها بنظر الاعتبار، وهي إن هذا النظام وفي الوقت الذي يٶکد فيه بأنه لا يخاف من التهديد فإنه في أوج خوفه، ولاسيما عندما يستدرك قائلا:” درسنا الرسالة بدقة، وناقشنا أبعادها المختلفة، وتم نقل الرد عليها إلى الجانب الأميركي بالشكل المناسب” مع إشارة بالغة الاهمية له الى وجود محاولات من أجل فتح نافذة أمام الدبلوماسية.

من الواضح إن التناقض في تصريحات عراقجي يبدو واضحا وليس من الصعب الاستدلال عليه بسهولة بل وحتى إننا يمکن أن نستشف ونستخلص ما هو أهم من ذلك، إذ أن ما يشير إليه بوجود محاولات من أجل فتح نافذة أمام الدبلوماسية، يعني أن المسار التفاوضي مع واشنطن لم يغلق بعد ذلك الموقف الصارم الذي أعلنه خامنئي بالرفض القاطع للتفاوض مع الولايات المتحدة، وهذا يعني بأن الاوضاع في إيران قد بلغت حدا من التأزم بحيث لا يتيح لخامنئي أن يکون صاحب القرار الحاسم.

ليست المرة الاولى التي يواجه فيها النظام الإيراني هکذا وضع متأزم يجد فيه نفسه أمام تهديد جدي، إذ أن الفترة التي سبقت موافقته على إبرام الاتفاق النووي للعام 2015، کانت فترة عصيبة لم يکن في وسع النظام الاستمرار في مواصلته السباحة ضد التيار، ولعل ذروة ضعف النظام قد تجلت في إعلان خامنئي لشروطه ال19 للموافقة على أي إتفاق نووي، وهذا ما حدث في الايام الاخيرة التي سبقت إبرام الاتفاق في تموز 2015، تماما کما يجري حاليا في الرفض القطعي المعلن لخامنئي بالتفاوض مع واشنطن، غير إنه جرى التوقيع على الاتفاق النووي ولم يلتفت أحد لشروط خامنئي وتهديداته!

من المفيد هنا التنويه بأن المقاطعة الکاملة للتفاوض مع واشنطن وفق الشروط الامريکية المعلنة، موقف له ما يبرره بل وحتى إنه الافضل للنظام الإيراني في مواجهة الموقف الامريکي بالغ التشدد، بيد إنه وفي نفس الوقت فإن هناك أيضا تساٶل فيما إذا کان بإمکان طهران حقا المضي قدما في رفض التفاوض والتمسك به کخيار وحيد، وهذا الخيار يتم تحديد مدى قوته وفاعليته تبعا للوضع الداخلي للنظام من مختلف الاوجه خصوصا إذا ما تم الاشارة الى إنه قد تم تنفيذ أکثر من 3000 عملية ثورية لوحدات الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق خلال العام الإيراني المنصرم(12 مارس2024 ـ 21مارس2025)، الى جانب أن يکون هذا الخيار مدعما بما يسنده على الصعيدين الاقليمي والدولي ولاسيما وإن النظام کان يحرص طوال الفترات الماضية على إستخدام نفوذه في المنطقة لدعم وإسناد مواقفه عى طاولة التفاوض.

الحقيقة إن ما أشار إليه عراقجي الى وجود محاولات من أجل فتح نافذة أمام الدبلوماسية، يبين بصورة وأخرى، إن رهان النظام على العاملين الاقليمي والدولي يميل أکثر الى الانعدام ولاسيما وإن الاوضاع الدولية التي حاول النظام دائما اللعب على حبال الاختلاف فيها، لاتبدو إنها تسمح له هذه المرة تحديدا بذلك خصوصا وإنه فقد الکثير من نقاط القوة، ومن هنا، فإن کاهل النظام الذي أصبح واهنا لم يعد بوسعه تحمل ثقل الاوضاع الداخلية والاوضاع الاقليمية والاوضاع الدولية في وقت واحد، وإن هذا النظام وفي کل الاحوال يسير بطريق ذو إتجاه واحد.

خلال مواجهته الضروس لنضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والتغيير، سعى النظام الإيراني وبصورة ملفتة للنظر من أجل عملية توازن بين الأوضاع الداخلية والاقليمية والدولية، ومن خلال تلك العملية يعيد ترتيب وتنسيق الامور بما يخدم وضعه الداخلي ويجعله تحت سيطرته، وهذا ما قد قام به في مواجهة إنتفاضات الشعب الإيراني في الاعوام 2009 و2017 و2019 و2022، مع ملاحظة إن الاخيرة کانت ولازالت آثارها وتداعياتها الاقوى والاشد تأثيرا عليه، لکن وبعد الذي جرى أخيرا وبشکل خاص في لبنان وسوريا، وبعد فوز دونالد ترامب وشروعه في سياسة الضغط الاقصى على طهران، فإن أي عملية توازن يقوم بها النظام الإيراني من أجل ترتيب الاوضاع کما أسلفنا بما يجعل الوضع الداخلي في صالحه، لم تعد ممکنة بل وحتى إن العکس هو الصحيح، وإن الکاهل المتهالك لهذا النظام لا يمکنه أن يتحمل ثقل ووطأة ثلاثة أثقال في وقت واحد ولاسيما وإن الثقل الاهم والاخطر ونقصد به الثقل الداخلي في طريقه لأن يتضاعف.

خاصة وأن العبء الأهم والأخطر، وهو العبء الداخلي، آخذ في التضاعف. وفي هذا السياق تحديدًا، وفي خضم هذه الصراعات المحتدمة، وفي معمعة الجدل الدائر بين أقطاب النظام حول كيفية الرد على رسالة ترامب، كتب ضرغامي الرئيس السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون التابعة للنظام: “يبدو أن الشعب وحده هو غير المؤتمن… انشروا نص الرسالة الأصلي!”

من جهتها، وفي رد فعل على المطالبات بالكشف عن فحوى الرسائل، صرحت وزارة خارجية النظام قائلة: “إن الإصرار على علنية المراسلات والتفاعلات الجارية بين الدول، باستخدام تعابير شعبوية مغرضة من قبيل وصف الشعب بأنه غير مؤتمن، لا يعدو في أحسن الأحوال كونه مجرد تهميش غير ضروري وإثارة للاحتقان النفسي في المجتمع.”

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular