الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeابحاثالحساب الفلكي في الصوم والتصوف لمربعانية(الصيف ــ الشتاء) : قاسم مرزا الجندي

الحساب الفلكي في الصوم والتصوف لمربعانية(الصيف ــ الشتاء) : قاسم مرزا الجندي

الصوم والتصوف في مربعانية(الصيف ـ الشتاء) واجب مقدس ينبغي ان يقوم بها رجال الدين الايزدي, وهي عبادة من قبل الانسان الايزدي لخالقه.. فيها يعرف الانسان نفسه ويدرك بقيمة الحياة ويتعلم فيها الصبر والتحمل والثقة بالنفس ودرجة الايمان, والإحساس بالآخرين, يدخل فيها للصوم نحو الاتجاه الصادق لنقاء نفسه ليوازي نقاء وصفاء الروح, وليس الدخول فيها الى النعم والملذات والعزائم, وقطع الصوم والمفاخرة نحو الظهور في الشكليات بين الناس وتقييمهم على أساسها في تلك الشكليات الغير اللائقة. في صوم المربعانيتين لا يجوز اطلاقا قطع الصوم وعدم إكماله, بأي شكل من الاشكال وتحت أي مسميات, لان المربعانية فيها عيدا واحدا فقط , وللأسف الشديد نحن نعطي الأهمية الى الأمور الظاهرية في الطقوس والمراسيم الايزدية, ولا نعطي الاهتمام الى جوهرها ومضامينها العريقة والقديمة والعديد من الناس يقومون بافطار الصائم في مربعانية(الصيف ــ الشتاء) (هل افطار الصائم  تعتبر خطيئة).؟ 
أن إفطار الصائم من دون أن يكون عاجزا أو مريضا أو كبيرا في السن, ولأي سبب كان منطقيا ربما يكون جائزا في عدم القيام للصوم او الى الافطار في هاتين المربعانيتين. ولكن بعكس ذلك, فالإفطار من دون سبب منطقي معقول أخلاقي وديني تعتبر خطيئة كبرى, لان الصائم قائم بها وبات بنية الصوم وجب عليه اكمال الصوم. لأن النبي نوح عليه السلاماربعين مربعانيةويوم العيد يكون بعد اربعين يوما من الصوم, وكذلك الشيخ (آدي الهكاري)كان يصوم في مربعانية(الصيف ــ الشتاء) (80)يوما, في كل مربعانية كان يصوم (40)يوما كاملا. هذه كانت طريقة الايزدية في التصوف والعبادة منذ القدم في التقرب الى الخالق, والتي كان يختص بها الأنبياء والصالحين في التصوف والتقرب الى الخالق يزدان(ايزي). وقيل إن النبي نوح علي السلام صام فيهما من بداية رؤيته للطوفان والى رسو سفينته.
ان سبب قدسية العدد أربعين ومن أين جاءت هذه التسميە، حسب الميثولوجيا الإيزيدية قد ذکر قدسية العدد (40) للأول مرة علی لسان النبي نوح عليه السلام في قصة الطوفان الشهيرة، حيث راى نوح حلما في كيفية حدوث الطوفان ونهاية البشرية, وهي قصة معروفة لدى الايزدية, وحسب النصوص الدينية والمصادر الإيزيدية بأن نوح قد أعتکف في كلي لالش بکهف يعرف الان بــ(چلە خانة)وكان يعرف بـ(جلة خانة نوح) وصام فيە أربعين يوما في مربعانية (الصيف ـ الشتاء) خلال عشرين سنة متتالية, بعد ان تأخر الطوفان, وبعد عشرات الالاف من السنين جاء الشيخ آدي وظهر في الايزدية وفي كلي لالش وقد اتخذە مكانا للعبادة، فقد تغير أسم الکهف واصبح يعرف بـ (چلە خانە شيخ ادي. 
ان الرقم اربعين يأتي كثيرا في النصوص والادعية والمراسيم الدينية الإيزيدية وفي جوانب عديدة منها أربعينية التعازي وأربعينية المرأة عن الولادة وأربعينية الشتاء والصيف. وصوم اربعين يوما ويخدم اربعين يوما في لالش والى اخره.. وفي تاريخ الحضارات القديمة في وادي الرافدين ووادى النيل نجد قدسية العدد (40)فعندما كان يموت الشخص في ذلك الوقت. كان يتم تحنيطه لمدة ٤٠ يوما ولا يدفن تحت الأرض و حسب أعتقادهم, ان الروح باقية حول جسده حتى أربعون يوما، هذە العادة الأربعينية مازالت موجودة لدی الأديان المتعاقبة إلی يومنا هذا. 
والنبي إبراهيم وإيليا عليهم السلام صام أربعون يوما في البرية، والنبي عيسى وموسى صام أربعين يوما في الجبل… وقيل ان مجيء الشيخ آدي إلى المنطقة في قرية(باعدرا) وكان في مربعانية الصيف, في بداية اليوم الأول من مربعانية الصيف. وكان صائما, وصام فيها(40) يوما وكان ذو كرامة عظيمة, وفي ليلة العيد(ليلة اليوم الاربعين) توجه إلى لالش. وصاحب البيت الذي كان الشيخ الجليل فيه ضيفا, سئل عن ضيفه وعرف انه غادر وعندما جاء الى غرفته, رأى كل الخبز المقدم له خلال أربعين يوما تحت فراشه, وحينها عرف ان ضيفه لم يأكل في بيته ابدا, وسأل عن وجهته ولحق به, وهي قصة معروفة في الديانة الايزيدية.
في الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينات من القرن الماضي, كان رجال الدين والخيرين يصومون بصورة كاملة وهي صوم (80)يوما في مربعانية(الصيف ــ الشتاء) والكثيرين من الناس في المجتمع الايزيدي من الرجال والنساء.. قد صاموا أربعين مربعانية, وقيل من صام أربعين مربعانية. أعفاه الخالق يزدان في الدنيا والاخرة ودخل الجنة. وهناك الكثيرين في الإيزدية من الرجال والنساء, قد صاموا أربعين مربعانية في فترة عشرين(20)سنة. ومنهم بابا شيخ كوجك بريم, وبابا شيخ ناسر والبابا جاويش بير كمال والكثيرين من رجال الدين والعامة من الايزيديين, قد صاموا مربعانية(الصيف ــ الشتاء) كاملة, والى يومنا نجد هناك اناس يصوم اربعين يوما في كل مربعانية ولا يقبلون الافطار فيها اطلاقا ولاي سبب كان, ومنهم البير رشو وهو رجل معروف في ناحية باعدرا. 
الانقلابين(الصيفي ـ الشتوي) ومربعانية (الصيف ـ الشتاء)هي الفترة التي يشتد فيها الحر والبرد في الصيف والشتاء ويستمر في كل حالة اربعون يوما, وتكون في فترتين متقابلتين على مدار دوارن الارض في حركتها حول الشمس وتكونان في موقع الانقلابين الفلكيين (الصيفي ــ الشتوي ) هاتين الانقلابين يكونان في نقطتين متقابلتين يقسمان مدار دوران حركة الارض, ويقسمان السنة الى قسمين في فترتين متساويتين. وأيضا المربعانيتين يقسمان السنة الى قسمين او فترتين متساويتين وعلى نقتطين متقابلتين على مدار دوران كوكب الارض حول الشمس.
يبدأ الانقلاب الصيفي في(20ــ 21 /6 )من شهر تموز, وهي فترة بداية مربعانية الصيف مع اختلاف بسيط في عدم تطابقها في يوم الانقلاب الصيفي. ولكن يجب ان يتطابق انطلاقة مربعانية الصيف بعد يوم الانقلاب الصيفي لتكون في قمة معناها الفلكي الدقيق. لان هذا اليوم يعرف في النصوص والطقوس والمراسيم الايزيدية, بأن الشمس في هذ اليوم يبدأ في حركته التراجعية المعروفة لدى الايزدية (يغير الشمس وجهها نحو الشتاء) وبعد (180) درجة من دوران الارض حول مدارها يبدأ مربعانية الشتاء وهي ايضا يختلف مع يوم الانقلاب الشتوي بفترة بسيطة, وهنا يقال( ان الشمس يغير وجهها نحو الصيف) ولابد من تطابقها مع يوم الانقلاب الشتوي وهي الفترة التي يشتد فيها البرد, وتحديدا هي الفترة الممتدة(22 ــ 23)من شهر كانون الاول ويستمر لمدة اربعين يوما الى (31/1)من شهر كانون الثاني وهو اليوم الذي يجب ان يكون نهاية او يوم عيد مربعانية الشتاء من كل عام, تمتاز هذه الفترة بالبرد القارس وتساقط الامطار والثلوج فيها. 
تقسم السنة الى تسعة اربعينية اثنان منها هي مربعانية (الصيف والشتاء) يبقى سبعة اربعينية (7×40)=280يوم, يفصل بين المربعانيتين يقسم على نقتطين يصبح (140)يوم يعني بعيد مربعانية الشتاء يكون بداية مربعانية الصيف وهكذا يتناوب المربعانيتين من خلال دوارن كوكب الارض حول الشمس. فيصبح مجموع عدد الايام في السنة تساوي (360) يوما اضافة الى (4) ايام للمواقع الفلكية في الانقلابين والاعتدالين اضافة الى يوم واحد وهي مقسة الى اربعة اقسام موزعة بالتساوي على المواقع الفلكية في دوران كوكب الارض في مدارها حول الشمس. 
إن مربعانية(الصيف ــ الشتاء)بشكلهما العام هي أشارة إلى حركة الكواكب والأفلاك في الكون وفي الطبيعة, أن العلاقة الفلكية بين مربعانية( الصيف ــ الشتاء) تشبه وتطابق العلاقة المناخية والحسابية بين الانقلاب الصيفي في (21/6)والانقلاب الشتوي(22/12)ويجب الرجوع الى حساب التواريخ الفلكية وطول وقصر النهار والليل وفي حساب مربعانية(الصيف ـ الشتاء). لابد ان نجعل بداية مربعانية(الصيف ـ الشتاء) في فترة الانقلابين الصيفي والشتوي, وهي المواقع الفلكية الرئيسية التي تمر بها كوكب الارض خلال دورانه حول الشمس., أنها تعطي الانطباع للدوران والسجود والتصوف. للخالق يزدان الأعظم.
ان السنة الشمسية مقسمة الى تقسيمات عديدة بعد كل(140)يوم من مربعانية الصيف تأتي مربعانية الشتاء, ويفصل بين المربعانيتين فترة زمنية تساوي:ــ
(140×2)=280 يوم +(98) ساعة +(80) يوم و(28) ساعة للمربعانيتين يساوي =365 يوما وربع اليوم الفترة الزمنية للسنة. إنه الحساب الفلكي الأرضي الدقيق في حساب المربعانيتين , نجد هو نفسه الحساب الفلكي لدوران كوكب الأرض يدخل في حساب المربعانيتين ولا يجوز التغير في مواعيدها, لأننا نغير في كل معناها الدينية والحسابية, دون معرفتنا وإدراكنا بقيمة هذا الحساب الفلكي الايزيدي العظيم.

قاسم مرزا الجندي
2/2/2019 السبت

RELATED ARTICLES

1 COMMENT

  1. تحية طيبة
    نشد على يد كل من يكتب في الشأن الئيزدي ونأسف أن يكون نسبة المهتمين أقل من 1% من المثقفين والعلماء الئيزديين فعدد الكتاب يزيد على الآلاف من الئيزديين ، لكن الذين يكتبون ويتابعون لا يزيدون على المئة في كل الأحوال , لماذا ؟ أما الذين بيدهم الأمور ومؤثرون في السياسة والمجتمع , فلا علاقة لهم بهذا الشأن نهائيّاً وكأنهم قد تخرجوا من المدرسة, وليسوا بحاجة إلى المعرفة ثانيةً . فمثلاً من أسرة الإمارة لا نرى غير إسم الأميرة ميان خيري بك مرةً كل عدة أشهر , أين هم الباقون الذين بيدهم الحل والربط كما يقول المثل ؟
    المهم , نرجو قطع العلاقة بين التصوف والدين الئيزدي نهائياً فلا وجه شبه بين التصوف والئيزدياتي ومن يقول أن العبادة الصوفية كانت قبل الإسلام أو في مصر القديمة أو في الهند أو في غير ها , فهذا هو الخطأ بعينه , العبادات كانت منتشرة في كل مكان فيه إنسانٌ مفكر , تتشابه أو تختلف كثيراً أو قليلاً فهذا شيء بديهي فالعبادة هي العبادة ,
    التصوف الإسلامي منشأُه فرض الإسلام على الزرادشتيين بحد السيف منهم من أصبح شيعة ومنهم من أصبح سنة وهؤلاء الذين مخهم مليء بالدين الساساني المضاد للإسلام تفاعل حتى تشوه إلى اللجوء إلى الله واستعانة به في محنتهم حتى تأصّلت فيهم بذكره فيفقدون حضورهم ـ ويتحدون بالله كتعريف الآخرين لهم ــ ويأتون أفعالاً غير طبيعية , هؤلاء هم الصوفيون بإختصار , ولا يوجد صوفي من أصل عربي نهائيّاً كلهم 100% كانوا عجماً زرادشتيين إسلمو تحت السيف واستعرب بعضهم بالموالاة وإنضم إليهم أمثالهم من الاجانب في الشام وأفريقيا , أي أن معظمهم داسنيون كورد وفرس كالئيزديين ومحبتهم للغير وتسامحم لجميع البشر تفوق الئيزديين حتى اليوم , وهذا متناقض لمبدأ الولاء والبراء الذي يعمل به المسلمون 100% ومن يشذ ليس مسلماً
    الكرامات كانت بين الئيزديين الزرادشتيين قبل الإسلام ويؤمن بها المتصوفون حتى الإندماج مع الله كما في قصيدة طاوسيملك , وهي كفرٌ في الإسلام , وحتى اليوم يرفضهم المسلمون رفضاً قاطعاً ويعتبرونهم ضالين بسبب الكرامات
    الخرقة في الإسلام كفر ويوم كان الصوفيون يلبسون الخرقة قبل أقل من ألف عام لم يكونو مسلمين بل كانوا ألد أعداء الإسلام وإن تظاهروا بذلك مثل أبي مسلم الخراساني وعبدالقادر الكيلاني والحلاج وغيرهم كثيرون لكن الذي بقي بينهم وبإزدياد الضغط الإسلامي ترسخ في أحفادهم , والصوفية اليوم لا تلبس الخرقة ويذكرون آيات القرآن صباحاً ومساءً ويقيمون حلقات الذكر القرآنية المختلفة تماماً عن الئيزدياتي أو السما
    الصوم عند الئيزديين لا علاقة له بصوم النبي نوح ولم يذكر علماؤنا شيءاً يربطونه بنبي نوح ولا الغفطار بسبب المرض هذه موجودة في القرآن ولم يذكره الئيزديون بمناسبة وغير مناسبة الصوم مذكور في الدين الغيراني القديم بإسم الجلة الكبير والصغير ، وقد ألغاه زرادشت بسبب العمل وليس المرض , الئيزديون ينسبون الجلة للشيخ عدي , لكني أنا وبدراستي للموضوع ولمعطيات أعتبرها من الدين الزرادشتي القديم وقد إلتزم به الشيخ عدي أيضاً بعد إنضمامه إلى الئيزديين فكل شيء في ديننا منسوبٌ إليه وشكراً

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular