بالمختصر ، لاشك ، ان كل اصلاح هو تغيير ، ولكن ، ليس كل تغيير اصلاح ..
فقد يكون التغيير ايجابيا ، وقد يكون سلبيا على المجتمع او الديانة او الفرد ..
والاصلاح كمفهوم ، من المفاهيم الاساسية ضمن منظومة المفاهيم الارضية التي تحيط بالانسان كفرد او كدين او كمجموعة تهدف الى ترميم العلاقات الانسانية او الدينية على اساس الاستقامة والتوازن ..
تعقيبا ، على ما اطلعنا عليه مؤخرا بما يخص مؤتمر هنوفر المزمع عقده الخريف القادم ، بهدف الاصلاح في الديانة الايزيدية من قِبل الزملاء الناشطون والكتاب والمهتمون بالشأن الايزيدي .
واطلعنا ايضا . على المواضيع الذاتية والموضوعية التي نُشرت من قبل المناصرين لهذه الخطوة والمعارضين ايضا . حيث سكب الغالبية كل ما في جعبتهم من رؤى مختلفة بعضها حقيقية واخرى وهمية على المستوى الديني والمجتمعي المتعلق بماضي وحاضر ومستقبل الديانة ..
رؤيتي كناشطة بالشأن الايزيدي ، للاصلاح على المدى القريب ..
انا ارى ، انه من الضروري لكل ايزيدي ان يطرح ما يراه صحيحا بشئ من الاهتمام والمصداقية وحسن النية ، بهدف الوصول الى الاصلاح المنشود ، اي الاصلاح الحقيقي ..
لكن ، من المحزن جدا ، راينا ردود افعال سلبية متشنجة سبقت معرفة فحوى المنهاج الداخلي للمؤتمر ، كانت فقط (( اعتراض لاجل الاعتراض )) او الاختلاف مع ادارة هذا المؤتمر واي خطوة اخرى تدعي الاصلاح ، تماما شبهتُ الحالة ، لما قمنا به نحن الناشطون العام الماضي بالتعاون مع الامير والمجلس الروحاني لتاسيس مجلس استشاري اي ( برلمان مصغر ) على غرار بقية المكونات العراقية ك الصابئة المندائيين والمسيحيين ، قد ينظم ويرمم المجتمع الايزيدي من الفوضى الحقيقية ويحوله الى مجتمع منظم متحضر تحكمه قوانين ومبادئ حقيقية تحول دون عرقلة مسيرته الشاقة التي يعيشها منذ الازل بعامة ومنذ 2014 حيث تاربخ الابادة الثالثة والسبعون المشؤومة بخاصة ،
حين انفجر بوجهنا على السوشيال ميديا واقاموا الدنيا ولم يقعدوها ، بعض ُ من هؤلاء الناشطون القائمون حاليا على مؤتمر هنوفر معترضون ومستاؤون على خطوتنا ولا احد يدري ما الاسباب الحقيقية لذلك الفعل حتى افشلوا عملنا وانسحبنا على اثر ذلك ، للاسف الشديد ..
الجدير ذكره هاهنا اليوم ودائما ،
ان نعرف جيدا ، بل ونعترف ، ان المجتمع الايزيدي بحاجة فعلية وحقيقية الى مشروع الاصلاح والتجديد ، جازمة حاجتنا له اليوم لمواجهة واقعنا المتازم ، وتأطير مسار موضوعي واضح المعالم بروح ايزيدية ، انسانية بحتة منفتحة على جميع التحديات والعراقيل الواقفة في طريق مسيرتنا وتقدمها
والوصول الى المبتغى وحده ما يجعلنا الكف عن التراشقات الانفعالية وتبادل التهم الكيدية ، والتأويلات البشعة غير المجدية بين فئات المجتمع الايزيدي (( كالفئة المثقفة ضد فئة اخرى مثقفة . وفئة الوسط ضد فئة مثقفة ، والفئة البسيطة المقفلة على ذاتها ضد جميع الفئات )) وهكذا !
، حينها فقط سنتمكن من صناعة ارضية سليمة قوية تتناسب مع الواقع الايزيدي الهش والمهدد ،بهدف التحرر من المعوقات الحقيقية التي تشكل جدارا صلبا في طريق الاصلاح والبناء الفعلي المنشود ..
غياب عامل التنظيم والحنكة للجنة التحضيرية او ادارة المؤتمر ..
ان الممارسات العملية لبعض التصريحات التي صرح بها بعض الزملاء القائمون على هذا المؤتمر ، سبقت اوانها ، و منافية تماما لاهدافها الجوهرية الواضحة لدى الجميع ، بدأ ً من .آلية عقد وتنظيم المؤتمر ، مرورا بالاعلان والترويج له .
اضافة الى غياب متابعة الشارع الايزيدي وردود الافعال السلبية خاصة والتصدي لها بحكمة وصبر واستيعابهم والاستجابه لهم بالحجة والدليل والاقناع ، وهذا لم يحصل للاسف .
ما هي اهداف المؤتمر ؟
اولا ..
هل هو منهج اصلاحي جديد يختلف عما طرحناه في مؤتمراتنا التي لا تعد ولا تحصى في المانيا على مدى عشرون عاما مضت وبلا جدوى ؟
ام لديكم رؤى جديدة لتحويل المجتمع الايزيدي الى حالة افضل مما هو عليه في الماضي والحاضر ؟
ثانيا ..
هل هو تأسيس دستور رسمي وقانوني يتضمن ثوابت الديانة والمجتمع الايزيدي ؟
ثالثا ..
هل الغاية من الاصلاح المطروح هو تشخيص الثوابت والحدود القابلة والغير قابلة للتغيير والفصل بينهما كل على حدى كالفصل بين ( السياسة والدين والمجتمع والدين ؟ )
مقترحات هامة بنظر الاعتبار …
اقترح ،
ا ۔۔
(( تثبيت الهوية الايزيدية التي تعتبر سببا رئيسيا في الصراعات المستمرة بين افراد المجتمع الايزيدي ووضع حد لتلك الصراعات والتحديات بالمطلوب اثباته ( ( هل الايزيدية قومية ام دين وماهي القومية الحقيقية ؟ ))
ب ..
ضرورة توحيد القيادة و الادارة الايزيدية المتعددة في العراق والعالم كتعدد الامراء ما بين ولات شيخ وسنجار وبغداد واوربا ..
ج ..
النهوض بواقع حقوق المراة الايزيدية المغيبة في حقوقها المشروعة ، كحرمانها من الميراث ، التي تعد انقص قيمة وقدرا وانسانية من المراة المسلمة والمسيحية وغيرها ، وتثبيت حقوقها بشكل رسمي وقانوني في الاحوال الشخصية لبلدها الام ..
د ..
فئة الشباب والاطفال ..
التركيز على دعم فئة الشباب والاطفال وذلك بتعليمهم وتلقينهم بالقيم الدينية والاخلاقية الحضارية بما يتناسب ووجودهم في المجتمعات الغربية او الشرقية بشكل لا يتنافى مع مبادئ المجتمعات التي يقيمون فيها ، حيث وجدتُ بحكم عملي ككاتبة وناشطة في الشأن الايزيدي ، (( كثير من الشباب يرغبون الخروج من الديانة والاتجاه الى الالحاد او الى الديانات الاخرى )) والسبب ، تعرضهم لتساؤلات تخص الديانة او المجتمع من قبل الديانات الاخرى ويقفون عاجزون عن ايجاد ردود مقنعة لها لانهم يفتقرون الى المبادئ والقيم الدينية والمجتمعية الواضحة لاسيما هم منخرطون في المجتمعات الغربية ..
هذا ، انا عني ، اتقدم باستعدادي التام لدعم مشروعكم او اي خطوة تهدف للاصلاح او التغيير الايجابي
املة ان لا يشكل هذا المشروع صراعا بين فئتين تحمل الفكر ذاته ( كالاصلاحيين والمحافظين ) كل حسب الاهواء او دعوات اخرى لغايات يدركها الجميع ..
واخيرا ..
اجعلوا شعاركم دائما واهدافكم مبنية على (( اساس اعلاء القضية الايزيدية فوق كل الاعتبارات )) …