هو عيد الخليقة وعيد طاووس ملك وبداية التكوين في الاعتقاد الايزيدي , وتعود جذور هذا العيد الى عصور ما قبل التاريخ في العصر الحجري الحديث 8000 الى 5000 ق .م في وادي الرافدين حيث كانت طقوس الاستسقاء تعود الى فترة حضارة سامراء في الالف السادس ق.م حيث عثر على طبق فخاري يحمل صور اربع نساء ينثرن شعورهن في أربعة اتجاهات ليكون علامة الصليب المعكوف أي السواستيكا الذي كان يشير الى الخصب .كانت هذه الرقصة تحمل معنى استنزال المطر , وكانت هذه الطقوس بذرة العيد الأكبر آنذاك وسمي في العهد البابلي عيد اكيتو فالحرف ا يعني ماء السماء وكي يعني الأرض لذا اكيتو يعني اقتراب ماء السماء من الأرض أي استنزال المطر .
وكذلك في الميثولوجيا الايزدية تتشابه بعض المراسيم وطقوس راس السنة مع عيد اكيتو السومري من حيث الخصب وبداية السنة الجديدة .حيث لا يحرث الأرض في نيسان بسبب الخصوبة ونمو النباتات وكذلك لا يجوز الزواج في هذا الشهر حيث كان قديما يعتقد ان شهر نيسان شهر مشؤوم والبعض يقول ان نيسان هي عروس الأشهر ولا تقبل عروسة عليها ولكن في اعتقادي ان السبب الرئيسي لعدم الزواج هو طقووس الزواج المقدس للالهة دموزي و انانا وكان يتمثل بعد ذلك بزواج الملك من الكاهنة العليا , والايزيدي المتزوج لا يقترب من زوجته ليلة الأربعاء تقديرا لطقوس الزواج المقدس بين الالهة وهذا فلسفيا يشبه خصب الأرض بمادة المطر النازل من السماء ولذا يقال الأرض حبلى في نيسان ولا يجوز الحرث والحفر للزراعة .
وكان الشمسانيون الازداييون يوقدون النيران والسراج والفتائل قبل غروب الشمس الثلاثاء لتوديع اخر يوم من السنة السابقة وتستمر الاحتفالات في ليلة الأربعاء حتى الصباح ابتهاجا لاستقبال راس السنة الجديدة وكانوا يسمونها شه ڤا به ري هاتنا روژا نوو (شەڤ بەرات) أي الليلة التي تسبق حلول اليوم الجديد . ولكن بعد استلام العائلة العدوية السلطة الدينية والدنوية اسموها ليلة البراءة وجعلوها في منتصف شهر شعبان على التقويم الإسلامي الهجري .
ويتم تلوين البيض بعد سلقه للدلالة على انجماد الأرض وتزينه في هذا الشهر بالألوان الزاهية من ورود ونباتات وتضع قشور البيض مع نبتة الكاري (بيناف) و شقائق النعمان على واجهات الأبواب لبيوت الايزيدين لمعرفة وتميز الايزيدي المحتفل عن باقي الأديان .
ويعمل نوع خاص من الخبز تسمى القوسة أي سوك ويتم زيارة القبور ترحما للموتى ظنا منهم ان أرواح الموتى تاتي في أيام هذا العيد وهذا يشبه الى حد كبير المراسيم التي كانت تجري في الأيام السبعة المقدسة بين ملك زان الأول وملك زان الثاني الذي كان يمارس في الديانة الشمسانية الازدايية قديما .
وكذلك تأخذ بعض البيوض الى الحقول الزراعية للبركة وزيادة المحصول باعتبار الاله دموزي الذي يمثل تاووس انه اله الزراعة ويرمز بالحنطة ولحد الان يحلف الايزيدين بالخبز ويقولون ب في زادي او في نه عمه تي أي بهذا الزاد او هذه النعمة ,وعندا يري الايزيدي قطعة خبز مرمية على الأرض يرفعها ويضعها في مكان مرتفع نظيف او يطعمها لحيوان .
وكذلك فكرة إعطاء البيض من قبل الحلابات الى الرعاة وكسر عصا الراعي باعتبار انتهاء العام السابق و والتخلص من كل شيء قديم واستقبال عام جديد ويتم رش الماء على الراعي وفي يوم العيد يترك بعض الحليب في ثدي الأغنام والماعز ليرضعه صغارها وليبارك الله الغنم ويزيده باعتبار دموزي الاله الراعي .
والجدير بالذكر هناك قول يسمى قولي جار شه مي أي قصيدة الأربعاء وفي ما يلي بعض السبقات التي تخص عيد سرصال .
هات چار شەمبوا ئەولی
دوور ب رەنگا د خەملی
ئەڤ دنیا پێ ئت کەملی
اتى الأربعاء الأول
تلون بها الدرة
وهذه الدنيا بها اكتمل
ل چار شەمبوێ خۆشكر ژیان
كەسك کر دەشت و چیا و زۆزان
هەموو ب کەرەما رەبی یەزدان
في الأربعاء اسعدت الحياة
اخضر السهل و الجبال والمصايف
كل هذا بكرم الرب اليزدان .
نیسان خەملاند ب کەس و سۆر زەرە
مە پێ خەملاندن سەرە دەرە
تلونت نيسان بالاخضر والاحمر والاصفر
وتزين بها واجهة الأبواب
ل شەڤا چار شەمی نەفسێ نەبە شەهوەتێ
ئەوژی بۆ خاترا ئاخرەتێ
في ليلة الأربعاء لا تأخذ النفس بالشهوات
وهذا من اجل الاخرة
كما راينا في هذه السبقات من قول او قصيدة يوم الأربعاء ,ان هذا العيد هو عيد تكوين الخليقة ومن الانفجار العظيم للدرة وكيف تكون الأرض والبحار وكذلك يبين في شهر نيسان يتزين الأرض بسهوله وجباله ومصايفه بالورود الحمراء والصفراء والخضراء , ويؤكد على ضرورة الابتعاد عن الشهوات الجنسية في ليلة الأربعاء وهذا دليل على بقاء قدسية الزواج المقدس بين الالهة التي حدثت في ليلة الأربعاء .
وكذلك تشير سبقة الى تزين واجهات أبواب البيوت بالوان ورود النيسان ومنها شقائق النعمان .
وهنا اود ان انوه بان بعض رجال الدين وساردي الاقوال في سنجار ينفون وجود قول الأربعاء او لا يعترفون به .
والجدير بالذكر ان في الديانة الشمسانية الازدايية يوجد عيد ملك زان الأول المكزان الكبير الذي يصادف 18 اذار في التقويم السومري الشمسي الايزيدي والذي يصادف 31 من اذار الميلادي حسب النص الديني الايزيدي .
هات هژدەی ئادای ملک زان هاته خواری دەنک دکەت ل بەهاری
حل 18 اذار نزل ملك المعرفة الى الأرض وينادي على الربيع أي بامر الخالق يبدا الربيع , أي الملاك العارف او الملاك العليم او ملك التجديد ويقصد به طاووس ملك الذي يهبط الى الأرض لبدا عام جديد بامر الخالق حسب الميثولوجيا الايزدايية .
اما الملك زان الثاني المكزان الصغير في 24 من اذار والذي يصادف 6 نيسان من الحساب الشرقي , والنص الايزيدي الديني يقول .
هژدەی ئاداری ملک زان تیتا خواری خەملی سەری داری هەتا بیست وجاری
بمعنى في 18 اذار ينزل ملاك المعرفة للأرض وتنمو الأشجار لغاية 24 اذار
والفترة بينهما 7 أيام مقدسة يتوسطهما 21 اذاراليوم الأول من راس السنة الجديدة وتسمى عيد النوروز عند الزردشتية والفرس الذي هو نفسه عيد اكيتو البابلي والسومري .
والجدير بالذكر انه خلال هذه 7 أيام المقدسة بين ملك زان الأول والثاني كانت تقام الاحتفالات والرقص والدبكات والموسيقى وبعض المراسيم مثل عمل نوع أقراص من دقيق الحنطة تقلى بزيت الزيتون ونوع اخر من البرغل المقلي بزيت الزيتون.وكذلك زيارة القبور ترحما على أرواح الموتى وكانت تجري الى السنوات الأخيرة.
و توقد فتيلة باسم ملك زان في جلسة بابا شيخ الواقعة مقابل باب القابية الرئيس في جلسة شيخادي في لالش .
*ملاحظات مهمة* :
١. هنالك اراء تقول ان سقطت الامبراطورية البابلية اثناء الهجوم عليهم في يوم عيدهم ولكثرة القتلى غطت الدماء الارض وتلون باللون الاحمر لذا اسموا عيدهم بعد ذلك بالاربعاء الحمراء .
اما هناك من الايزديين يدعون ان هذا العيد سمي بالاربعاء الأحمر بسبب لون شقائق النعمان الأحمر او ان كلمة سور بالكردي تعني الرحماني او الرباني المرتبط بقصة الخليقة والتكوين .
وهناك من يقول ان الشيخ عدي وبعض الاولياء من مجلسه قد ذهبوا الى احد الأماكن وان من كراماته تحدثت شقائق النعمان وقالت لوننا من لون دماء ضحايا الايزديين في الفرمانات , وهنا نقول توجد العديد من الازهار والنباتات باللون الأحمر وليست فقط شقائق النعمان .
كل هذه الاجتهادات لاضافة مبرر لتسمية هذا العيد بالاربعاء الحمراء ولكن لا يوجد هكذا اسم لعيدنا عيد راس السنة او عيد الاول من نيسان او عيد الاربعاء حيث ما زال اهل سنجار يسمونه عيدا جارشه مى .
٢. الأربعاء الاحمر ليس راس السنة الايزيدية:
(نبذة تاريخية )
الأربعاء الحمراء او الأربعاء الأخير او الأربعاء النار او الأربعاء المتوهج .
عيد زردشتي يحتفل به في الأربعاء الأخير من نهاية السنة الذي يسبق عيد نوروز ,ويحتفل به باشعال النار بعد غروب الشمس في ليلة الثلاثاء على الأربعاء .ويحتفل به الشعوب التالية.
ايران ,أفغانستان ,أذربيجان ,طاجكستان ,تركيا ,سويد .
ويحتفل به في الأربعاء الأخير من نهاية السنة الفارسية وقبل قدوم العام الفارسي الجديد في عيد نوروز في 21 اذار .
ويحتفل به في الطرق وامام البيوت ويطوفون حول النار 17 مرة ويقفزون فوق النار 3 مرات ويرددون بالفارسية .
زردي من از توو
سرخي تو از من
بمعنى . اعطيك لوني الأصفر
اعطني لونك الأحمر
وذلك للتخلص من الامراض والذنوب والأفكار الشريرة وجلب الخير والبركة والسعادة قبل بداية العام الجديد .
وتقول الأسطورة الفارسية ان التنانيين هاجمت جمشيد ,فرماها باحجار فتوهجت منها شرارة عند احتكاكها بالتنانيين, لذا سمي بالاربعاء المتوهج او الأربعاء النار او الحمراء جار شه ما سور .
واحتفل بهذا العيد الاخمينيين الذين كانوا يقدسون النار .
ويحتفل بهذا العيد الزردشتيون ويسمونه جار شه ما سور أي الأربعاء الحمراء ويقال سميت بذلك لاحمرار لون النار الذي يعتبر مقدسا ورمز للطهارة في الديانة الزردشتية حيث التخلص من الأرواح الشريرة والامراض والأفكار الشريرة والذنوب قبل الدخول في العام الجديد في راس السنة الزردشتية في 21 اذار .
لذا الاربعاء الاحمر جارشمه سور او جهار شنبه سورى بالايراني ،،،
هو مهرجان ايراني قديم يعود إلى ما يقل عن 1700 قبل الميلاد ،،ويطلق عليه ايضا عيد النار وهو مهرجان القفز على النار، ،،
،،،كانت النار في إيران رمزّا للسطوع والنقاء والانتعاش والابداع والحياة والصحة ،،،
وفي عصر الساسانيين الذين كانوا زرادشتيين كانت الطقوس الاربعاء الاحمر يعتقدوا بان ارواح الموتى تعود في الايام الخمسة الأخيرة من العام ،،،
وهذا العيد ليس له علاقة بعيد سرسال الازدائي والتي هي راس السنة الايزيدية التي تصادف اول اربعاء من شهر نيسان الشرقي مثلما كان يحتفل بها عند السومريين والبابليين كانت تسمى زاكموك في السومري واكيتو بالبابلي وحجيتو بالاكادي .
وهناك نص ديني من بيتا بهار من قصيدة الربيع من الادب الديني الايزيدي .
کامل دبو ئادار
ئاگر کەژبو ل نو سال
ملک زان هاتە خوار
بمعنى اكتمل شهر اذار
توهج النار في العام الجديد
ونزل الملك العارف الى الأرض
الغرض من هذا التوضيح لكي نثبت ان عيد راس السنة الايزدية الذي يسمى سرصال او عيدا سه رى نيسانى او عيدا جار شه مبوى هو ليس عيد جار شه ما سور أي الأربعاء الأحمر .
٣. (عيد سرسال )
هذا عيد عريق و مقدس لقوم أزدان . عيد زاك ماك في الأربعاءالأول من نيسان عيد الخليقة باسم طاووس الملك وملك زان .
تذكار لزواج إلالهة ومباركة الانجاب للإنسان. عيد عشــــتار و تموزعندالبابليــــين . عيد أزيز وازيروس إلهة المصرييـن . و سلق وتلوين البيض رمز لتكوين الأرض وخمائل نيــــسان.
تزين واجهات المنازل بقشور البيض وشائق النعمان .
وتزور النساء القبور مع الطعام تذكير وعرفان .
ويدق الدف والشباب على القبور وخاصة للشبـــان .
ويتلوا رجال الدين الأقوال مغفرة من الرحمان.
وتوقد السراج في لالش تقليد و ايمان.
ترمز إلى الليلة الأخيرة ما قبل الاول من نيسان .
وتقام الدبكات والأفراح للفتيات والفتيان. وفرحة الاولاد بهدايا العيد من ثوب و فستان.
واللعب بالبيض والكعوب منذ قديم الزمان. يبارك الفلاحين محاصيلهم بكسر البيض كامتنان .
والحلابات تذهبـــن للمراعي بالبيض والهدايا للرعيان . ويكســرن عصا الراعي ورش الماء عليه دلالة لاستقبال الجديد باطمئنان.
ويحرم حراثة للأرض لأنها حبلى في نيسان.
د. خيري خضر الشيخ