فمن هو الشيخ سري والمعروف لدى المجتمع الأيزدي ب (شەقەسەری )؟
هو امام القدوة شيخ الأسلام أبو الحسن سرى الدين بن المغلس السقطي أي (الشيخ سري) ، أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني ، من مواليد بغداد حوالي سنة ١٦٠ للهجرة والمتوفي سنة ٢٥٧ هجرية. بالشونيزية ودفن بمقبرة باب الدير العتيقة على جانب الكرخ من بغداد ، اي بلغ من العمر ٩٧ عاما. و(شەقەسەری ) تتكون من كلمتين (شيخ _ سري) دخلت اللغة الكردية وتم دمجها وتكريدها حالها حال العديد من المصطلحات العربية الدخيلة كخيط (باسمباري= بأسم الباري)و(بەرات= البراءة)و(شێخەسن= الشيخ حسن)و(شيخادي = الشيخ عدي)و(بەختلنصر= نبو خذ نصر)و(هۆلا= هو الله) ، وعندما تريد تفسير او تعريف ( شەقەسەری) باللغة الكردية فلا تجد معنى لها.
الشيخ سري السقطي أول من تكلم في التوحيد وحقائق الأحوال وكان تلميذ الشيخ معروف الكرخي وخال لجنيد البغدادي ومعلمه.
لديه الكثير من الاقوال ومازالت متداولة في الأسلام منها:
«الناس في الأعمال يتقاربون، وإنما قارب من قارب، بحسن الأدب بين يدي الله تعالى»
« الشكر ثلاثة أوجه: للسان، وللبدن، وللقلب. فالثالث أن يعلم أن النعم كلها من الله، الثاني ألا يستعمل جوارحه إلا في طاعته بعد أن عافاه الله، والأول دوام الحمد عليه. »
« من أراد أن يسلم دينه، ويستريح قلبه وبدنه، ويقل غمه، فليعتزل الناس، لأن هذا زمان عزلة ووحدة »
« الأدب ترجمان العقل »
« من خاف اللهَ خافه كلُّ شيءٍ »
« أربع خصال ترفع العبد: العلم والأدب والعفة والأمانة. »
« تصفية العمل من الآفات أشد من العمل.»
« من استعمل التسويف طالت حسرته يوم القيامة. »
لم يكن ولم يعاشر السقطي في زمن شيخادي بل كان قبله وهناك فرق شاسع بين مماته و ولادة شيخادي وكذلك هناك تباين في محل ولادتهما.
عندما نطرح سنة ولادة شيخادي سنة ٤٦٧ هجرية من سنة وفاة السقطي يبقى الفرق ٢١٠ من السنوات. فكيف دخل هذا القول بين اقوال الأيزدية ويتم تداوله لأكثر من ثمانية مائة عام.كما ان شيخادي من مواليد بعلبك بينما الشيخ سري من مواليد بغداد.
يتطرق الدكتور خليل جندي في كتابه( بةرن ز ئةدةبي ديني ئيزديان) _ على حقوق المرأة في قول شيخي سري (ص ٦٢١_ ٦٣٠) بأنه قد حصل هذا القول من (احمد ابو شفان) واظن انه احمد بن ملا خليل المشختي كان والده كاتبا واديبا ولغويا ومطلعا على الديانة الأيزدية ومحبوبا بين الأيزديين وهو من مواليد ١٨٩٨ والمتوفي في ١/١/٢٠٠٧ ، يقول الدكتور جندي بأن المشختي حصل على هذا القول سنة ١٩٢٨_١٩٢٩ عندما كان ملا لقرية شكفت هندوان من البابا جاويش( پير چروت) الذي قتل فيما بعد سنة ١٩٣٠ .
ويعتبر هذا القول اول نص ديني يتطرق على الميراث وحصة المرأة وكذلك وصف المرأة لغاية السبقة ٨ والسبقات ٩ حتى ١٣ توضح حق المرأة في الحصول على الميراث.. يضيف الدكتور خليل حديث المشختي بأنه كان يحفظ من هذا القول سبعون سبقة ولكن بمرور الزمن قد نسي قسم منها. ولكن السؤال هنا هل تثق بملا كردي مسلم يحفظ اقوال الأيزدية لعشرات السنين ومن ثم يبوح عنها ويألف قصة لها وبطل القصة مقتولا … اعتقد لثقة الأيزديين المفرطة بالملا خليل المشختي وابناءه، استطاع تطعيم الأدب الشفاهي الأيزدي بأقوال وقصائد التصوف الأسلامي وهذا القول نموذجا.
ويتألف من قولين مختلفين في العنوان والمحتوى، الأول بعنوان (قەولێ شێخێ سری) ويتالف من ١٣ سبقة والقول الآخر بعنوان (قەولێ شەقەسەری) ويتألف من ٣٤ سبقة.
لنطالع القول الأول (شێخێ سرى)حيث ورد في محتوياته مايلي:
١
ژ قەولێ ڤی شێخ سری ڤی عێرفی، ڤی بابزەری
گوھدێر بن ئەی ھادری.
***
من اقول هذا الشيخ سري العارف
اسمعوا ايها الحاضرين!
٢
ژن دبت بحیا بت ب تۆرە ئەدەب بۆ ژنێ حوسن و نورە.
نە یا بگازندە بت پۆرە- پۆرە.
***
يجب ان تكون المرأة ذات ادب واخلاق وللمرأة الحسن والنور ،
لا ان تكون ثرثارة وذات مشاكل.
٣
ژن دبێ یا بشەرم و ستر بت،
نە تیق تیق و پڕ کەنی بت
بەر خلمەتا مێری بت.
***
يجب ان تستحي المرأة ومحتشمة وان لاتكون كثيرة الضحك والقهقة،
وفي خدمة الرجل.
٤
نەگەڕێت سەرکۆل مال ب مالە،
ل ڕەل مێرا بکەت گفتوگالە،
ئەو نەیە پچوکە نەیە تفالە.
***
ان لاتتجول حاسرة الرأس بيتا بيتا،
وان لا تتحدث مع الرجال ،
هي ليست طفلة او صغيرة.
٥
المرأة السفيلة،قليلة التربية
انك بالغة وفاهمة
العلل والأمراض والأيذاء.
٦
المرأة الأصيلة تحت امرة زوجها
انها فاهمة بالأصل والذكاء،
الملك يجعل لها مكانا في الأسفل.
٧
المرأة عديمة الأخلاق والأيمان،
دائما غاضبة في بيت والدها،
عمل غير لائق وليس جميلا.
٨
المرأة التي تحمل العقل والفهم والذكاء.
دائما تكون في طاعة زوحها،
ان تمنح الأيتام والفقراء خيرا.
٩
لاتحرم المراة ،
لاتحرمها من حصتها من المال .
١٠
اذا مات زوجها،
لاتعكي كل الأموال للأبن،
لاتقطع من الأم والبنت.
١١
نصف للبنت ونصف للأم
انها منحة بركات الله،
والباقي لأبنها.
١٢
الأبن والبنت والام يستحقون العيش معا،
بالنزاهة والقلب الصافي.
١٣
الشيخ والبير والعارف،
هكذا وضع الخلف،
وقاله سري بفمه.
لسنا متكاملين الله هو الكماك.
نقتبس بعض الفقرات من القول الثاني (قەولێ شەقە سەری) دون كتابة النصوص ، يبدو ان السبقات (١_١٤) تعود ل(شەقەسەری) حيث يشير الى احترام الضيف واداب الطعام ومرعاة الفقراء والمحتاجين ،کما يؤكد على اخلاق وسلوكية الرجل والمرأة والتمسك بالصفات الحميدة.
بينما استغرب كيف الحقت السبقات (١٥_٣٤) الخاصة بملك فخر الدين الى هذا القول الذي يسبقة بمائتي عام. ندعو الكتاب والمختصين في شؤون الديانة الأيزدية البحث والتقصي وغربلة الشوائب التي لاعلاقة بالديانة الأيزدية.
المصادر :
١) طبقات الصوفية، تأليف: أبو عبد الرحمن السلمي، ص52، دار الكتب العلمية، ط2003.
٢) سير أعلام النبلاء مؤسسة الرسالة، ط الثالثة ، 1405 هـ / 1985 م، (12/ 185)
٣) الكسنزانية: شيخ صوفية العراق الإمام سري السقطي نسخة محفوظة 07 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
٤) الرسالة القشيرية، تأليف: أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، ص18.
٥) اوراق من ادب الديانة الأيزدية للدكتور خليل جندي(بةرن ز ئةدةبي ديني ئيزديان)الصفحة ٦٢١ ولغاية ٦٣٠ من منشورات دار الطبع والنشؤ سبيريز في دهوك رقم النشر ٤١١ والمسجل تحت الرقم ٢٢١٣/٢٠١٣ مكتبة البدرخانيين دهوك.