.
يتساءل الكثير من الناس حول كم من الوقت يبقى الكحول الذي كانوا يتناولونه في أنظمتهم الحيوية، هناك العديد من العوامل التي بإمكانها أن تؤثر على هذا الأمر، إلا أنه في المتوسط، باستطاعة الكبد معالجة 30 ميليلتر فقط من الكحول كل ساعة، كما بالإمكان رصد ذلك في الدم خلال عدة ساعات، وفي البول خلال عدة أيام.
أوردنا لكم في مقالنا هذا اليوم على موقع ”دخلك بتعرف“ بعض المعلومات حول الكيفية والطريقة التي يعالج بها الجسم البشري الكحول، مع الأخذ بعين الاعتبار العوامل المختلفة التي من شأنها التأثير على هذه العملية.
حقائق سريعة حول الكحول في الجسم:
– يدخل الكحول إلى نظامك ودورتك الدموية عبر المعدة.
– بصفة عامة، بإمكان الكبد أن يعالج ما قدره 30 ملل فقط [ما يعادل أونصة واحدة حسب المقاييس الأمريكية] من الكحول في كل ساعة.
– يصدر تأثير الكحول من خلال وجوده في الدم وأنسجة الجسم.
– بإمكان الكشف عن الكحول في الجسم من خلال الدم، والبول، وحتى النَفَس.
كيف يقوم الجسم بمعالجة الكحول؟
قد تتضمن آثار التركيز العالي للكحول في الدم اضطراباً في الذاكرة، وارتباكاً، وتلعثماً في الكلام ودواراً.
يتم امتصاص نسبة عشرون بالمائة (20٪) من الكحول الذي يتناوله الشخص بسرعة كبيرة عبر المعدة، ويتم امتصاص الثمانين بالمائة (80٪) المتبقية من طرف الأمعاء الدقيقة، وتخرج كل بقايا الحكول التي لم يتم حرقها ومعالجتها من الجسم على شكل عرق، وبول، ولعاب.
بمجرد أن يدخل الكحول إلى مجرى الدم، يذهب مباشرة إلى الكبد أين تتم معالجته وحرقه، حيث ينتج الكبد نوعاً من الإنزيمات التي تقوم بهدم جزيئات الكحول.
عندما يقوم شخص ما بتناول المشروبات الكحولية بسرعة كبيرة، فإن الكبد هنا يصبح عاجزا عن معالجته بنفس السرعة وعلى نفس الوتيرة، لذا فإنه يبقى في الجسم لمدة أطول.
كلما كان تركيز الكحول في الدم أكبر، كلما زاد عدد التأثيرات والآثار المترتبة عن ذلك، وتتضمن هذه الآثار:
انخفاضَ القدرة على التثبيط بشكل كبير.
ضعف الذاكرة.
التلعثم أثناء الكلام.
الارتباك.
الصعوبة في التركيز.
مشاكل متعلقة بصعوبة في التنفس.
دوار، وإغماء، وتقيؤ.
ضعف في توازن الجسم والتنسيق في الحركات.
التهيج المفرط.
ما الذي يؤثر في الوتيرة التي يتم من خلالها معالجة الكحول في الجسم؟
توجد الكثير من العوامل التي من شأنها التأثير في الطريقة التي يتم بها معالجة الكحول في الجسم وهي:
1. السن:
قد يكون تدفق الدم أبطأ لدى الأشخاص الأكبر سنا، لذا قد يبقى الكحول في أجسامهم لمدة أطول، ومنه كلما كان الشخص أكبر سنا كلما بقي الكحول في كبده لمدة أطول.
بالإضافة إلى كون الشخص مسنا يجعل من تدفق دمه أبطأ نوعا ما، فإنه كذلك من المحتمل أن يكون نفس الشخص يتناول أدوية تؤثر على عمل الكبد بشكل فعال، وتدل هذه العوامل على أن الكحول تتم معالجته على وتيرة أبطأ، مما يزيد من حجم الكحول الذي يمتصه الجسم.
2. الجنس:
على الرغم من أن هذا العامل لا ينطبق على الجميع بالضرورة، فإن الكحول يميل إلى البقاء لوقت أطول من الزمن عند المرأة أكثر منه عند الرجل، ويكون ذلك بشكل عام بسبب كون جسم المرأة يميل كذلك إلى احتوائه على نسبة أكبر من الدهون، ونسبة أقل من المياه في الجسم من نظيره عند الرجل.
3. الغذاء:
بما أن الكحول يتم امتصاصه من طرف الجهاز الهضمي، فإن وجود الغذاء في المعدة له تأثير كبير على وتيرة امتصاص الكحول.
فإن أكلت حتى الشبع، من شأن ذلك أن يبطأ من امتصاص الكحول لديك ويخفضه بشكل كبير جدا.
4. العِرق:
يفتقد بعض الآشخاص من الجنس الآسيوي الشرقي إلى الإنزيمات الضرورية لهدم جزيئات الكحول، قد يتسبب هذا في ردات فعل في الجسم لديهم على غرار التهيج على مستوى الوجه، والدوار، والإغماء، وتسارع في دقات القلب، وصداع في الرأس.
5. تاريخ العائلة:
أظهرت بعض الأبحاث أن الكحول ينتهج الفوضى، أو أن معاقرة الكحول تميل إلى كونها متوارثة لدى بعض العائلات مما يقترح وجود رابط جيني، إلا أن الجينات لوحدها لا يمكن أن تكون مسؤولة عما إذا كان شخص ما سيصبح كحوليا.
أظهرت الدراسات كذلك أن كلا من الجينات والمحيط والظروف المعيشية عوامل مهمة تدخل في التأثير على الطريقة التي يعالج بها الجسم الكحول ويتعامل معه.
6. حجم الجسم:
تماما مثل العقارات والأدوية الأخرى، فإن حجم الشخص يؤثر كثيرا ويلعب دورا كبيرا في طريقة وكيفية معالجة الكحول، حيث أن الشخص ذو البنية الجسدية الصغيرة أو الهيكل الجسمي الضئيل نوعا ما معرض أكثر لأن يتأثر بالكحول أكثر من شخص أكبر منه حجما، أو يمتلك بنية جسدية أكبر حجما.
7. الوقت المنقضي منذ آخر مشروب كحولي:
يصبح الكبد أكثر قابلية لمعالجة المشروب التالي كلما انقضى وقت أطول منذ تعامله مع المشروب السابق، فيصبح كذلك الشخص الذي يتناول مشروبا كحوليا بعد الآخر أكثر احتمالا لاختبار تأثيرات أقوى خلال مدة زمنية قصيرة.
8. تناول الأدوية:
قد تؤثر بعض الأنواع المعينة من الأدوية على فاعلية الكبد والجسم في معالجة الكحول، وتتضمن لائحة الأدوية والعقارات التي يعرف عنها أن تأثيراتها تتداخل مع الكحول ما يلي:
الأدوية المضادة للتوتر، والأدوية المضادة للاكتئاب.
المضادات الحيوية.
الأدوية الخاصة بالحساسية.
أدوية داء السكري.
كم يستغرق بقاء الكحول في الجسم من الوقت؟
يعتمد طول المدة التي بالإمكان خلالها رصد والكشف عن الكحول في الجسم على ما يتم تحليله منه:
1. الدم:
تساعد كثافة وتركيز الكحول في الدم على تحديد المدة التي يبقى خلالها الكحول في الجسم والنظام الحيوي.
بصفة عامة، يتم التخلص من الكحول في الجسم بمعدل 0.015 في الساعة، على سبيل المثال، سيستغرق الوقت شخصا بلغ معدل الكحول في دمه 0.08 [وهي النسبة التي تمنعك من القيادة] خمس ساعات ونصف (5.5 ساعة) من أجل أن يتخلص من كل الكحول من جسمه.
من المهم معرفة أنه عندما يتناول شخص ما الكحول بصورة مكثفة، أو على معدة فارغة فإنه سيبقى في جسمه حتى أثناء اليوم الموالي، مما يجعله غير مؤهل لقيادة سيارة حتى في ذلك الوقت.
2. البول:
تعتمد معرفة مدة الوقت التي بالإمكان الكشف عن الكحول فيها في البول على نوع الاختبار المتبع، فهناك بعض اختبارات الكحول في البول التي تعد أكثر حساسية من غيرها.
حاليا، يوجد تحليل بإمكانه رصد وجود الكحول في البول حتى بعد انقضاء ثمانين ساعة منذ استهلاكه، أو ما يعادل ثلاثة إلى أربعة أيام.
3. النَفَس:
بالإمكان رصد الكحول في النفس حتى بعد انقضاء 24 ساعة على تناول آخر كأس منه، يستعمل هذا الاختبار بكثرة من طرف السلطات حول العالم عبر النفخ في جهاز خاص لهذا الغرض.
4. الشعر:
قد يستعمل تحليل واختبار الشعر من أجل الكشف عن استهلاك العديد من المواد المختلفة، بما في ذلك الكحول.
بالإمكان رصد الكحول في الشعر لمدة تصل إلى تسعين يوما بعد الانتهاء من تناول آخر كأس منه.
5. حليب الأم:
بإمكان الكحول أن يبقى في حليب الأم لطول المدة التي يبقى فيها في الدم، وبمجرد أن يختفي الكحول من الدم تماما فإنه يختفي كذلك من حليب الأم، مما يجعله أمرا غير ضروري استخراج والتخلص من الحليب يدويا بعد تناول الكحول في محاولة لإرضاع الطفل حليبا خاليا من الكحول.
6. اللعاب:
بالإمكان رصد وتعقب آثار تناول الكحول في اللعاب حتى بعد مدة تتراوح من عشرة إلى 24 ساعة بعد آخر مشروب كحولي.
ما هي مخاطر معاقرة الكحول على المدى الطويل؟
قد تتضمن مخاطر الإفراط في تناول الكحول على المدى الطويل أمراضا تتعلق بالكبد، والأمراض القلبية، والسكتات الدماغية.
بينما يعتبر استهلاك الكحول أمرا مألوفا، فإنه توجد العديد من المخاطر الصحية التي تصاحب ذلك الاستهلاك المفرط منه، وقد تتضمن هذه المخاطر:
سرطان الفم والحلق والثدي.
السكتة الدماغية.
أمراض القلب.
أمراض الكبد.
أمراض الدماغ أو الجهاز العصبي.
الحوادث.
معلومة مهمة:
بالنسبة للكثير من الأشخاص، يعبر تناول الكحول جزءا من الحياة، على سبيل المثال، تناول قنينة جعة خلال مباراة كرة قدم، أو كأس من النبيذ مع تناول العشاء هو أمر مألوف وعادي جدا.
إلا أنه حتى الاستهلاك المنتظم للكحول لا يأتي بدون مخاطر، وقد يبقى هذا الكحول في الجسم لمدة طويلة، اعتمادا على عدة عوامل.
إذا كنت تشعر أو تعتقد بأنك تستهلك الكثير من الكحول، أو أنك تواجه صعوبة في تخفيف تناولك منه، عليك التحدث مع طبيبك على الفور من أجل النصح والإرشاد اللازم.