الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالاتد. مهندالبراك؛

د. مهندالبراك؛

 

بعد تأريخ من السلوك العنفي و التوسعي الشوفيني .  . استمر الحكم التركي اثر نشوء دولة العراق، بالضغط على الحكومات العراقية و بمطالباته بشتى الطرق بـ (حقوق) تضمن له الولاية على كردستان العراق و الموصل، الغنيّتان بالنفط  .  .  حتى استطاع في زمن دكتاتورية صدام التوصّل الى اتفاقيات سريّة معه في سنوات الحرب العراقية ـ الإيرانية، تبيح للجيش التركي برّاً و جوّاً الدخول للعراق لكيلومترات جرى تحديدها على اراضي كردستان العراق، لمواجهة الحركة الكردية المتصاعدة على جانبي الحدود، اضافة لإتفاقات بشأن النفط العراقي الواصل الى ميناء جهان التركي.

و رغم التعديلات اللاحقة التي خففت من تلك الإتفاقيات و من تدخلات الجيش التركي، يرى خبراء في ان انسحاب ادارة صدام من كردستان ثم سقوطه و نشوء فدرالية كردستان العراق، قد اغضب الحكم التركي الذي رأى فيه انه فتح عليه ابواباً كانت مغلقة بالعنف الدموي في كردستان تركيا.

فأخذت القوات التركية تهاجم المناطق الحدودية لفدرالية كردستان العراق، موظفة حالة الفراغ العسكري و الدولتي في البلاد لمآربها، و موظفة حالة عدم الاستقرار اثناء بداية نشوء الفدرالية، فاطلقت العنان لقوانها الجوية و البرية و صواريخها و مدفعيتها في محاولة لاقتطاع اجزاء من كردستان اليها بمختلف الحجج التي آخرها حجة امتلاك (حزب العمال الكوردستاني) التركي المعارض لقواعد داخل الإقليم،كدأبها في التعامل مع دول الجوار التركي .  . متسببة بتدمير قرى و بسقوط ضحايا من المدنيين الكرد بين قتيل و جريح و معوّق .  .

و تشير المصادر الرسمية لحكومة اقليم كردستان مؤخراً، الى ان القصف التركي الجوي والمدفعي والهجوم البري قد تسبب بتدمير وتهجير القرى الحدودية وهدم المستشفيات والمدارس والطرق والمواصلات والجسور وقتل المواطنين المدنيين . . موضحة بان تلك العمليات قد تصاعدت بشكل منظّم و اكبر منذ عام 2007 ولم تنته لحد الان.

وان العمليات التي تمكّن احصاؤها خلال السنوات الاربع الماضية منذ مطلع عام 2015 لنهاية عام 2018 من عمليات القصف الجوي من قبل الطائرات الحربية التركية ضد المناطق الحدودية وقرى الاقليم بلغت 398 عملية قصف جوي و 425 عملية قصف مدفعي مؤكدة ان هذه العمليات اسفرت عن مقتل 20 مواطنا مدنيا بريئا في تلك القرى. و ان العمليات طالت 288 قرية حدودية والحقت خسائر كبيرة جدا بالمناطق الكردستانية كافة وهي مستمرة وكانت اخر الهجمات ما حصل في ديرلوك واسفر عن مقتل 4 مواطنين ابرياء قبل ايام قليلة.

ويرى مراقبون بأن جماهير كردستان استنكرت و تستنكر تلك العمليات العدوانية ـ التي وصلت حد تأسيس قواعد عسكرية تركية داخل اراضي الإقليم وسط صمت حكومي ـ منذ عام 1991 و الى الآن، مطالبة بوقف تلك الاعتداءات المميتة و بمعاقبة المعتدين، كما عوقب عسكريون اميركان بسبب ماتسببوا به من سقوط ضحايا من المدنيين العزّل خلال الهجوم الاميركي و اعلان الاحتلال، اثر الاتهامات الموثقة التي قدّمت للجهات القضائية الاميركية حينها، التي حكمتهم و حكمت بتعويض الضحايا .

من جانب آخر، فإن التدخلات التركية لمسؤولين معروفين منها في شؤون كركوك و الموصل في احداث مرّت و تمرّ، و تغطيتها لأعمال داعش الارهابية الدموية حتى صارت هي منفذها الوحيد للعالم الخارجي .  . تسبب باشعال الغضب الجماهيري في بغداد و باحتشاد المئات امام السفارة التركية و قنصلياتها مطالبين ايّاها بالكف عن اعمالها العدوانية و الارهابية على ارض البلاد، ثم الكف عن قطع المياه الذي تسبب بخسائر لاتحصى بالارواح و الممتلكات و الارزاق.  

و يرى سياسيون و رجال اعمال و مجتمع و صحف و مواقع دولية محايدة، ان لاأبالية الجنرالات الاتراك بسقوط الضحايا الكرد و تدمير ممتلكاتهم و استمرارهم بالاعمال العدوانية تلك بلا حسيب او رقيب، صعّد و يصعّد الغضب الجماهيري الكردستاني و العراقي عموماً، الذي قد يصل، بعيداً عن الصمت و التوافقات الحكومية .  . قد يصل الى حدود غير متوقعة، ابتدأت بالتظاهرات ثم الاستنكارات و تصاعدت الى مهاجمة قاعدة عسكرية في شيلادزة، بسبب سقوط ضحايا جدد من المدنيين الكرد بين قتيل و جريح برصاص العسكريين الاتراك.

و يرون بان الجماهير الكردستانية التي صوّتت على (حق تقرير المصير) الذي طرحه الرئيس مسعود بارزاني في اكتوبر 2017 ، بكونه كان يعبّر عن امل الجماهير بحياة حرة كردستانية الطابع دون هيمنة قومية شوفينية من اية من الأنظمة الحاكمة التي تحكم اجزاءً من كردستان.

و يرى مراقبون في الهجوم الجماهيري على القاعدة التركية في شيلادزة، سواء كان بتحريض افراد او غيره كما يُنتظر من التحقيقات، فان الامر يدل على الحالة التي وصلها الغضب الشعبي في كردستان العراق للانتهاكات المتواصلة للقوات التركية اللامُبالية بخسارات المدنيين الكرد بالارواح و الممتلكات، ولامبالاتها بالخسائر بين عسكرييها هي، الامر الذي قد ينقلب عليها هي في دارها .  . في زمن يشهد على بسالة الجماهير الكردية سواء في مواجهة داعش في كردستان العراق او في كردستان الجوار السوري، و ملحمة كوباني التي هزّت الضمير العالمي تشهد !

ahmedlada@gmx.net

3 / 2 / 2019 ، مهند البراك

    

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular