كان هنالك قصرٌ كبير يقع على شاطيء ألنهر في الجانب ألصغير من مدينة ألحلة، يمتلكه – أنور ألجوهر- مدير معمل الكوكا كولا حينذاك … جعلَ ألحرس ألقومي ذلك ألقصر مكاناً لسجن وإغتصاب وتعذيب ألنساء … وبجوار ألقصر، كان يوجد قصر ألمرحوم ألشيخ – أسطة جابر – أحد وجهاء ألمدينة وشـيخ عشيرة – آل خفاجة … وفي إحدى ليالي ألشتاء ألقارص بعد منتصف ألليل، إستفاق – أسطة جابر من نومه على صراخ النساء، خرجَ بدشداشة نومه إلى شاطيء ألنهر، فرأى مجموعة من عناصر ألحرس ألقومي تقتاد بعض السجينات إلى ألنهر وتغطيسهن لعدة مرات بماء ألنهر ألبارد، وأصبحتْ بعضهن حوامل! … لم يتمالك نفسه ألمرحوم – أسطة جابر، إذ صرَخَ بوجه أولئك ألأوغاد طالباً منهم تسليمه جميع ألنساء وإن رفضوا، فسيتعامل معهم عشائرياً،وعند سماعهم تحذيره، إرتعبوا لأنهم يعرفون جيداً مكانته ألإجتماعية وسطوته في ألحلة، وفعلاً أخذَهن إلى بيته وخلصهنَّ من موت محقق… بعد أن تخلّص عبد ألسلام عارف من هيمنة جستابو ألبعث – الحرس ألقومي في حركة 18 تشرين، أرادَ أن يُزيل جرائم ألبعث لتجميل صورته أمام ألشعب، والحقيقة هي أنه كان خائف على كرسي سلطته... لم تنتهي بعد قصة ذلك القصرألرهيب، ففي إحدى ألأمسيات، زارنا في بيتنا ألشقيق ألأصغر لوالدي عمي( محمد)، وكان يعمل( كنّاس) في بلدية ألحلة، دخلَ بيتنا وهو شاحب ألوجه وفي حالة هذيان مع نفسه، فسألوه أخوتي عن ما جرى معه، فأجابهم بلهجته ألدارجة:
إجانَه أمر من رئيس ألبلدية، يريدنَه نكنس ونّظف بيت – أنور ألجوهر… رحنَه لهناك وشفتْ ألحيطان مدمايَه … بعدين نِزلِتْ للسرداب، وآني أكنس ألكَاع، شِفِتْ زخمة( ستيان)، لما شلتهَه لكَيتْ بيهه دَيس ( نهد) مكَصوص!!! .. شِردِت وصحت ألله ينتقم منكم دنيا وآخرة.
إنّ أبناء وأحفاد شراذم ألحرس ألقومي، قد دخلوا ألعملية السياسية من أوسع أبوابها، فمبروك عليك يا عراق!؟.