النمسا
تعد مدينة (غراتس) النمساوية عاصمة اقليم (شتايامارك) من اكثر المدن النمساوية بعد العاصمة فيينا حضارة وثقافة وفناً وتحمل الخزين الغني من المهرجانات الثقافية والفنية وسبق ان كانت عاصمة الثقافة الاوربية لعام 2003. سجلت المدينة القديمة ضمن سجلات الارث الانساني العالمي (اليونسكو). في المدينة القديمة هناك الكثير من الكنوز الفنية التاريخية والتي تغدو بدورها واجهة لحضارة المدينة والنمسا ولتكون قبلة ثرية للسواح والزوار ومنها وجود اكبر متحف للدروع في اوربا،ولكن تظل كاتدرائية المدينة من الاماكن الساحرة واجمل المعالم السياحية نظراً لموقعها بين الازقة في المدينة القديمة وموقعها الساحر ايضا بالقرب من دار المسرح واحدى بوابات المدينة القديمة وتقابل ايضا الجامعة اليسوعية القديمة وكذلك قصر البرج الذي يجلس فيه رئيس اقليم (شتايامارك).في قلب العاصمة فيينا حيث كاتدرائية القديس (شتيفان) وهي نقطة التقاء الكلاسيك مع العولمة والتاريخ والحضارة ونقطة التقاء الزوار والسواح فهناك المثل من لم يزر كاتدرائية القديس (شتيفان) فهو لم يزر فيينا..!!ولكن كاتدرائية مدينة غراتس تختلف عنها وعن كاتدرائية مدينة لينز ايضا.
التصميم الساحر الرائع للكنيسة القيصرية في مدينة غراتس والتي تسمى بتاج المدينة من المستحيل تهميشها ونسيانها ولذلك حين يتم ذكر معالم الاقليم السياحية يتم ذكرها بانها تاج الاقليم والمدينة وفي هذه الكنيسة التاريخية مازالت اللوحات الجدارية القوطية تزين جدرانها واما في الجدار الخارجي تم تغطيتة بلوحة جدارية كبيرة وهي(الفريسكو) داخل معرض زجاجي ضد المطر والرطوبة وهي لوحة تمثل الكوارث التي عصفت بالمدينة ودولة النمسا وهي الطاعون والجراد والحرب وما تركته هذه الكوارث من خسائر نفسية وروحية وتأثيرها على نفسية الانسان.
لقد كانت كاتدرائية (غراتس) وهذا ما تذكره الوثائق بانها كانت كاتدرائية القيصر وحيث يرقد الان القيصر فرديناند الثاني في ضريح كبير تفتح ابوابه للزوار في اوقات معينة بجنب الكاتدرائية. على مدار التاريخ حملت الكاتدرائية تغيرات معها ،فقد تم تشييد البلاط وكنيسة الرعية للمدينة عام 1438 على الاسلوب القوطي المتأخر وبعدها لتكون الكنيسة اليسوعية نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشرالباروكي. ومنذ عام 1786 وهي تقدم مراسيمها وطقوسها ككاتدرائية وكنيسة الاسقف الرئيسية للكاثوليك في اقليم شتايامارك.الجزء الخارجي من الكاتدرائية يظهر اليوم بقوة وحافظ (الفريسكوـ اللوحة الجدارية) لحد هذه اللحظات على قوتها وهي اللوحة التي رسمت كوارث عام 1480 وهو العام الرهيب الذي عاشته المدينة جراء الجراد ووباء الطاعون والحرب وقد تم وصفها بالعقوبة الالهية على المدينة والبلاد.داخل الكاتدرائية والتي هي اشبه بمتحف للتحف والاثار ولقاء الفنون انسجام متناغم ما بين فنون العمارة القوطية والباروكية وتكوين لوحة رائعة وهي الكاتدرائية من زمن القيصر فرديناند الثالث.
لقد خدم اليسوعيون فترة 200 عام الكنيسة ككنيسة دينية وتم الاعتماد على 200 فنان محلي وعالمي من زمن الباروك في جعل الكاتدرائية بهذه الصورة الرائعة.الكنيسة وكازالت اغنى مكان لدى الكاثوليك في الاقليم، تقام فيها الاحتفالات الدينية والقداسات بكثافة .في داخل الكاتدرائية يوجد لوحتان ضخمتان للقديس(كريستوفر) رسمتا في الفترة(1460ــ1470) وتم ارجاع العديد من اللوحات من فيينا الى غراتس بعد انتهاء عمليات الترميم والتي استغرقت سنوات طويلة ومن هذه اللوحات المهمة وهي لوحات (كونراد لايب) وهي (الصلب في حشد) وتعد واحدة من اللوحات في الفترة القوطية المتأخرة ومن نوعية جيدة .اشياء كثيرة في هذه الكاتدرائية وهي المذابح والمنبر والمقاعد وكابينات المصارحة والحديد الباروكي واعمال ذو حرفية عالية محل المشاهدة.كاتدرائية غراتس بتصميمها الداخلي الكبير والابداعات الفنية في القرون الماضية هي دعوة للتسامح والايمان والحب والامل وقد استقبلت في الفترة الاخيرة الكثير من دور العبادة والكنائس والاديرة اللاجئين وغدت الملجأ الامن لهم .ترتبط الكاتدرائية باسم القيصر (فرديناند الثالث) وتذكر الوثائق للمرة الاولى بان وجود البناء يرجع الى عام 1147. ابواب الكاتدرائية مفتوحة مجانا للزوار. زيارة الكاتدرائية في هذه المدينة هي نظرة على الفنون المعمارية الساحرة بعيداً عن الصلوات والديانات والقداسات.
ضريح القيصر..
يقع ضريح القيصر بجنب كاتدرائية المدينة وليكون المكان الامبراطوري الآمن بقباب سقف فيروزية تبرز فوق ضريح القيصر ولتمتص زرقة السماء ويكون انعكاساً ساحراً للضريح والكاتدرائية معاً ولتشكل لوحة جميلة للمدينة وخاصة في الليل حين تسط الاضواء عليهما معا ..الضريح شئ مثير للاعجاب في قلب المدينة وترك القيصر فرديناند الثاني وراءه بصمات رسام بلاطه الشهير (جيوفاني بيترو) ليكون ضريحاً رائعاً والكثير يقول بانه يمثل هوية المدينة واحدى المعالم الرائعة لها. في حلقة واحدة حيث الضريح والكاتدرائية والجامعة اليسوعية القديمة وقصر البرج ودار المسرح وكل هذه المباني المهمة تمثل تاج مدينة