1 ـــ كان صباح 08 / شباط / 1963 كئيباً, ودموع العوائل العراقية تنتظر لحظة نزيفها, رائحة الموت تمضغ النهار, وكان زعيم الأمة وحيداً, تعاتبه مشاريع اعمار وقوانين ديمقراطية ومزيد من التحرر والحرية في الأنتظار, ويعتذر لها أعزلاً إلا من شجاعته وكفاءته ونزاهته ووطنيه, وحبه للعراق وشعب العراق, حول مقره ومسكنه ومطبخه, في وزارة الدفاع, تمر الدبابات وعجلات الجند, على أجساد العراقيين, وقاذفات الجو, تغتال النفس الأخير للوطنية العراقية, كانت المؤامرة اكبر من ان يتصدى لها زعيم وطني, في الزمن اللاوطني, وشعب أعزل, إلا من فرحه بأنجازات ثورته وهمة زعيمه, الموامرة الملونة, بالأحقاد الكردية والدسائس العروبية, والخذلان الموروث للأسلامويين, وتوافق امريكي سوفيتي تركي ايراني دنيء, لأستنساخ الفكر الشوفيني القومي, لعبد الناصر, الى اشتراكية عربية, وتطور لارأسمالي, فكان العراق, شعباً ووطناً وزعيم أمة, الوليمة التي التقت حولها, حثالات العمالة والخيانة, ومثلما كانوا لا يزالون يشربون الدم العراقي, في احضان السمسرة.
2 ـــ في زمن الأنهيار المهني الحر للثقافة الوطنية, يجد المثقف (الكاتب) نفسه, معلقاً على حبل الأنتهازية, بين اعنف قوتي جذب, امريكية إيرانية, تستهدفا مضامينه المعنوية, حتى يسقط من حبل الأيمان بذاته وشعبه ووطنه, الى هاوية التواطيء مع باطل الأشياء, العملية السياسية مثلاً, تعفنت رموزها واحزابها وائتلافاتها, بأختراقات الرموز الشباطية, ولو مررنا بفلتر الوطنية العراقية, احزاب الأسلام الشيعي, وهوامش احزاب البيت السني, ومعهما مهربي الحزبين الحاكمين في اربيل والسليمانة, لكانت بشاعة الفضيحة مخيفة, تجد تقاسيمها في السلطات الثلاثة أكثر بشاعة, هذا اذا اضفنا اليها, رئيس مجلس وزرائنا, الشباطي المجرب عبد المهدي, فلا نستغرب ان شاهدنا حضيرة المنطقة الخضراء, مزدحمة بالبهائم الشباطية, فتلك القوى مجتمعة, كانت علف انقلابيي 08 / شباط /1963, وادوات المجزرة, التي افرغت رصاص الحقد الطائفي العرقي, بصدر الزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم, وسحفت ثورته الشعبية.
3ـــ اختلط الشباطيون ببعضهم, هجين اسلامي بعثي, ولم يتبق لصيغة “البعث الصدامي” من معنى, بعد ان اصبحت هوية, تجمع الأسلامي والبعثي في عناق على الهواء, بعض الكتاب يبالغون في خداع المواطن (بطنطل) البعث, يتجاهلون ان البعث الصدامي انقسم الى, دواعش سنيه ودواعش شيعية ودواعش كردية, سلموا ثلث العراق وحرروا ثلث العراق, ولا نعلم من الخاسر غير العراق, ونعلم انهم شاركوا ودعموا بعضهم, في عملية تزوير الأنتخابات الأخيرة, ثم توافقوا على رئيس مجلس وزراء شباطي, يجمع في قبضته نسيج الميول الخيانية, للهجين الجديد, اذاً من اين سيأتي “البعث الصدامي” الآخر, اراهنكم ان استمر الحال, فعِبر عملية تزوير قادمة, سيصبح عزة الدوري, رئياً لمجلس الوزراء, ورغد صدام وزيرة للمالية او الخارجية, مع مباركة مراجعية, انها ليست الا خدعة إعلام حكومي, والمتاجرة بحذر الناس من عودة البعث, بينما هو (البعث) في احضان وشرايين الحاكمين أصلاً, اللجاجة في افتعال الخطر البعثي, ربما للأستهلاك الذاتي, او ربما مادة نافقة للتسقيط, و”الربماءات” كثيرة, نتجاهل اننا نخوض معركة وعي شرسة, ودليلنا المشروع الوطني لثورة الرابع عشر من تموز, ومثالنا رائد الوطنية العراقية, زعيم الأمة الخالد, الشهيد عبد الكريم قاسم.
4 ـــ شباط في بيتنا, في حكومتنا, فساد وعنف مليشياتي, في مقدساتنا ومواعظ الصامتين, في لصوص السياسة والمهربين, في الأختراقات الأمريكية الأيرانية التركية الخليجية, وزمر الدلالين, في الأعلاميين والصحفيين والمستثقفين وشلل الرداحين والمداحين, وكاتم الصوت في قبضة الملثمين, في وزاراتنا ومجالس محافظاتنا وسفاراتنا وبيوت السماحات, في مساجدنا والحسينيات, في شرائعنا ونصوصنا وتخريفنا والشعوذات, في معروف المنكر, ومنكر المعروف, في فتوى او خطبة وموعظة, نواياها تجهيل واستغفال الأبريا, تخرج عن مرجع او واعظ او خطيب, ثوبه ملوث بدسم الفساد, ووجهه والقابه مغلفة بأسم الله الكريم, ولم يترك الشباطيون للعراق, الا شعب سرقوا ثمار وطنه, وتركوا مر الحصرم في بلعومه