رحل الأمير، رحل الأب الروحي للايزيديين في العالم،رحل من كان يعتبر كل ايزيدي ابنه ، و كل إيزيدية ابنته أينما كان و أينما كانت، رحل الرجل الذي كان يتمتع بحكمة فائقة و شجاعة منقطعة النظير، رحل رجل التسامح و التعايش السلمي الذي دعا إليهما قبل ان يدعو السياسيون إليهما، من نعومة أظفاره ادرك جدوى و أهمية التمسك بهذين المبدأين للحفاظ على امن و سلامة كل مكونات الشعب العراقي، باعتبارهما ضروريان لوطن تتعدد فيه الأديان و المذاهب و القوميات.
رحل رجل الملمات الصعبة الذي لولا وجوده على رأس الهرم في القيادة الايزيدية لكان الايزيديين دفعوا ثمنا مكلفا و خسائر اكثر، رحل الرجل الكريم المضياف الذي لم يدع ضيفا يزوره فقيرا كان أو غنيا الا و اطعمه من زاده الوفير، رحل الرجل الصبور الذي كان يصبر على الملمات و المصائب بعقلية الحكماءلان هدفه الرئيسي كان قيادة دفة السفينة الى بر الأمان .
رحل رجل تحمل من المآسي و الآلام و الاحزان ما لم يتحمله غيره من بني البشر، رحل رجل كان هم اَي فرد من ابناء جلدته هو همه.
كان يبكي لبكاء طفل يتيم و كان يبكي لمرض إنسان فقير، و كان يبكي لألم أم ثكلى، و لكن لم يبك امام الناس علنا، لكي لا يضعف من هو في وسطهم، و هم أصلا ضعفاء يحتاجون الى من يساندهم و يشجعهم.
بكى على شهداء بعشيقة و بحزاني ال٢٤ الذين تم قتلهم غدرا و ظلما و عدوانا في الموصل من قبل مجرمي العصر القاعدة و داعش، و بكى على شهداء تل عزير الذي حصد الإرهابيون اكبر عدد من الضحايا في يوم واحد على مدى أجرامهم الطويل الأمد، و بكى على كل الشهداء الذين قاتلوا داعش و الظلم أينما كان.
وبكى على شهداء سنجار في الثالث من اب عام ٢٠١٤، و لكن الذي جرح قلبه و الذي لم يشفى الى ان سلم امانته للرحمن، هو هم و الم و مآساة أطفال و بنات و نساء و شيوخ سنجار الذين تم قتلهم و سبيهم و بيعهم في سوق العبيد من قبل اوغاد قذرين، حدث هذا في زمن العولمة و الحرية و الديمقراطية، و الذي زاد من ألمه ان المجتمع الدولي بكل امكاناته الجبارة لم يحرك ساكنا لإنقاذ أولئك المظلومين و المظلومات حيث سكت أو مات الضمير العالمي ازاء هذه المجزرة و الإبادة الجماعية. هذا الموقف السلبي من المجتمع الدولي عمق و ازاد في جرح أميرنا الغالي و عجل في رحيله الأبدي .
رحل الأمير و اكثر شيء كان يؤلمه هو انتقاد نفر قليل من ابناء جلدته و كيل التهم الباطلة له، بالرغم كونهم قلة الا ما يؤلم الأب هو الألم أو الأذى الذي يتلقاه من الابن، و مع هذا كان الأمير و بقلبه الكبير يسامح هؤلاء و يدعو لهم بالخير.
رحل الأمير الذي كان يعتبر كل إنجاز في اَي مجال من مجالات المعرفة لأي شخص من ابناء جلدته هو إنجاز له و لعائلته، فهو على الدوام كان يشجعهم و يحثهم على طلب العلم و المعرفة في كل مجالات الحياة.
لقد بكيت و حزنت عليك يا سمو الأمير اكثر من بكائي على أمي و ابي، لانك رمزا لكل الايزيديين في العالم.
نم يا أميرنا و أبانا الغالي قرير العين فستبقى خالدا في قلوب كل الايزيدين في العالم، و في قلوب كل الشرفاء في العالم.
نم يا أميرنا الغالي قرير العين ، فشعبك لن ينساك طالما ينبض في عرقه الدم.
وداعا أميرنا الغالي و ليحرسك الرحمن و الملائكة.
نعم نعم لاميرنا وعزيزنا وابا لنا وتتراثا وفخرا لنا