أزمة قطاع السياحة الدينية في العراق
وكالة أنباء فرارو الايرانية
ترجمة عادل حبه
تواجه السياحة الدينية في العراق أزمة حادة بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران. فقد بدأت في العراق إلغاء حجوزات الزائرين الايرانيين مما سيؤدي إلى نتائج كارثية على الاقتصاد العراقي. إن قطاع السياحة الدينية يحتضن 544500 شغيل بشكل مباشر أو غير مباشر. وحسب مجلس السياحة العالمي يشكل قطاع السياحة العراقي 3% من الناتج القومي الاجمالي العراقي (في حدود 5 مليار دولار). ولذا فإن العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران وأزمة العملة الصعبة ستؤديان إلى انخفاض عدد الزوار الايرانيين إلى العتبات المقدسة، وسيلحق أضراراً كبير باقتصاد المدن المقدسة كالنجف وكربلاء بحيث بادرت فنادق المدن المقدسة الى لغو حجوزات الزوار الايرانيين، حسب مصادر فرارو.
لقد تلقت مدينة النجف المقدسة ضربة قوية جراء التطورات الأخيرة المتعلقة بايران، لأن الزوار الايرانيين قد توقفوا عن القيام بهذه الزيارات. علماً أن عدد زوار مرقد الامام علي يصل إلى قرابة مليون ونصف زائر غالبيتهم من الايرانيين، هذا عدا الزيارة المليونية بمناسبة اربعينية الامام الحسين.ويشير صائب ابو غنيم رئيس اتحاد الفنادق في النجف إلى أن:” اكثر من 85% من الزوار هم من الايرانيين”. وحسب وكالة فرانس برس فإن غالبية الاعلانات المرفوعىة في مدينة النجف هي باللغة الفارسية، ويجري التحدث باللغة الفارسية في شوارع المدينة. وتتحدث النساء المحجبات بالجادر الايراني والرجال الايرانيين باللغة لفارسية. ولكن بعد عدة أيام من اعلان العقوبات الأمريكية ضد ايران، اثر ذلك على الوضع في النجف. إذ يعاني الريال الايراني من المشاكل الاقتصادية في داخل ايران، وتلقى ضربة قوية في نيسان الماضي حيث وصل سعره إلى النصف أمام الدولار. ويتحدث الايراني فرزاد رضا علي عن تراجع عدد الزوار الايرانيين كنتيجة مباشرة لأزمة العملة الصعبة. ويضيف أحد الايرانيين الذي يحمل شارة شركة النقل الايرانية موشحة بالعلم الايراني :”لأن الريال لم يعد له أية قيمة”. إن المرحلة الأولى من العقوبات ضد ايران شملت التعامل المالي وواردات المواد الخام، ومن المقرر أن تجري عقوبات جديدة في تشرين الثاني القادم تستهدف البنك المركزي والصناعة الهيدروكاربونية في ايران. في بداية العام الجاري، بلغ سعر الدولار 42000 ريال ايراني، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن بلغ سعر الدولار في السوق الايرانية مبلغ 120000 ريال ايراني. ويشير فرزاد إلى أن:”السوق تتعرض إلى تذبذبات حادة ولا يلقى الحماية من قبل الحكومة. وهذا ما يؤدي إلى تراجع عدد الزوار الايرانيين”. ومن الممكن أن يؤدي لغو حجوزات الزوار الايرانيين إلى نتائج درامية على قطاع السياحة العراقي. لقد عمل في قطاع السياحة 544500 عراقي بشكل مباشر أو غير مباشر. وحسب مجلس السياحة العالمي، فإن قطاع السياحة العراقي يؤمن 3% من الانتاج المحلي الاجمالي ( في حدود 5 مليار دولار)، وهو يتمركز على الزيارات الدينية لمدينة النجف وما يجاورها اي كربلاء. ومع الاستعدادات الجارية في النجف لاستقبال الزوار، يلاحظ تراجع ملموس في عدد الزوار الايرانيين. وعلى سبيل المثال فإن مطار النجف عادة ما يستقبل 35 طائرة يومياً، أما الآن فقد تراجع الرقم إلى 12 طائرة ايرانية فقط. ويشير أحد المسؤولين إن أغلب المسافرين المغادرين من النجف إلى إيران هم من الزوار العراقيين لزيارة المواقع المقدسة في ايران. ومع ذلك لم يستطع ابو غنيم أن يقدم أرقاماً دقيقة عن الوضع في 285 فندقاً في النجف. ولكنه يشير إلى :”لغو الكثير من الحجوزات في الفنادق، وتراجع عدد الزائرين إلى النجف بشكل ملحوظ. ومن أجل مواجهة الوضع الجديد، اضطر اصحاب الفنادق إلى تأجير الغرف بأسعار توافقية. ويتحدث يوسف ابوطابوق، صاحب فندق البلد الأمين في النجف:”عن أن الاسعار قد تراجعت إلى أقل من 50%”. وعلى أي حال يؤكد ابو طابوق إلى أن انخفاض الاسعار وسائر المقترحات هي غير كافية لمعالجة الآثار السلبية للعقوبات الاقتصادية. ويشير إلى أنه بدون الزوار الايرانيين، فإن السوق سيتعرض إلى الإنهيار.