ادرك العالم جيداً قوة المرجعية الدينية في النجف الأشرف، ومدى نفاذ كلمتها داخل المجتمع العراقي بالعموم والشيعة بالخصوص، وتأثيرها على القرار السياسي، مع وجود شواهد كثيرة لا يسع المجال لذكرها.
لم يكن للمرجعية ممثلاً في الحكومة العراقيّة, كما لم تعين احد ابنائها بمنصب حكومي رفيع, او تستوزر احد اخوتها في وزارات الدولة, ولَم تطلب من الحكومة منح احد اتباعها مقاولة او مناقصة، وانما كان وما زال همها الاول والأخير المواطن العراقي بالدرجة الاولى، وحكومة قوية تمثل الشعب بالدرجة الثانية، فجميع تدخلاتها كانت من اجل المصلحة العامة.
الكاتب المهني والموضوعي هو الذي يذكر الحقيقة بحقيقتها، بالدلائل والقرائن الحقيقية والواقعية، الا ان المدعو (سليم الحسني) منذ فترة وهو يدس السم بالعسل، يهاجم مرجعية السيد السيستاني هجوم مبطن مليء بالحقد والضغينة واقعاً، ومدافعاً عنها ظاهراً.
بدأ المدعو (سليم الحسني) بالهجوم المباشر على وكلاء ومعتمدي المرجعية تدريجياً، واتهمهم بما ليس فيهم، وكاد التهم والافتراءات عليهم، فاستخدم اُسلوب دنيء في ذكر حوادث ووقائع لا وجود لها أصلاً، وكان يذكر اسماء وهمية غير موجودة يربطها بالأحداث غير حقيقية، مستغلاً بذلك عواطف ومشاعر الناس البسطاء من جهة, وسذاجة وجهل البعض من جهة اخرى.
هناك عدد كثير من الإذاعات والمواقع الإليكترونية التي تدعي التشيع, والدفاع عن المذهب, تدار من بريطانيا, بدعم مخابراتي، عامة الناس تعلم بهذا، مع ان شغلها الشاغل هو زرع الفتنة والفرقة الطائفية بين المسلمين.
وجود الحسني في بريطانيا جعله هدفاً سهلاً امام المخابرات الدولية المعادية للمذهب الشيعي، فاستغلوه استغلالاً كبيراً من اجل ذلك الامر، ودعموه إعلامياً للترويج له، مع إعطائه أهمية كبيرة، مع ان القارئ الواعي للمقال بإمكانه التمييز بين الكاتب الحقيقي والكاتب المأجور من خلال قراءته الأسطر الاولى لكتابات الحسني، فهي لا تمت للمقال النوعي بصلة، وانما هي عبارة عن سرد للكلام ممزوج بالكذب والافتراء، متخذاً المثل القائل “الكذب المصفط احسن من الصدق المخربط” غايته الاولى والاخيرة النيل من المرجعية والاطاحة بها امام الجمهور، من اجل تضعيفها وتقليل شأنها داخل المجتمع.
فليس من المعقول وجود مرجعية حقيقية، ألقت على عاتقها حماية الدين والمحافظة على المذهب، بالإضافة لتصديها للشأن العراقي المجتمعي والسياسي، لا تميز بين الصالح والطالح! فتختار وكلاء ومعتمدين وممثلين عليهم شبهات، ولا تعلم بسيطرة ابنائها على أمورها الداخلية والخارجية.
هذا الامر بحد ذاته كان من ورائه استدراج المجتمع الى نفق مظلم، ليضيع ويتيه بين الشبهات التي يطلقها الحسني ومثاله من أُجراء المخابرات الدولية، في محاولة لإيصال المجتمع الى قناعة ان المرجعية التي لا تعرف اختيار وكلائها ومعتمديها وممثليها ان تقود أمة، وهذا ما سيخرج به الحسني في نهاية مقالاته التي يهاجم فيها المرجعية بدون انقطاع.